مع إجازة عيد الأضحى حزمت أسر أمتعتها استعدادا للسفر.. بعد الترتيب لحجز تذاكر الطيران والفنادق في بعض الدول، والتنسيق مع شركات ومكاتب السياحة لتنظيم برامج الإجازة لزيارة المعالم السياحية، الترفيهية، والأثرية، وفي مثل هذه الأيام تطفو الشكاوى المتكررة من استغلال شركات السياحة لظروف المسافرين، وزيادة الأسعار، على عكس ما يعلن عن بعض الوكالات في عروض السفر خلال هذه الفترة. «عكاظ الأسبوعية» رصدت الحركة النشطة في مكاتب السفر والسياحة، واستطلعت آراء المسافرين حول مزايا ومشكلات السفر. أبدى ناصر العبدي استغرابه من تفاوت أسعار البرامج السياحية خاصة أسعار تذاكر الطيران بين وكالات السفر المختلفة، رغم أن الوجهة واحدة والتوقيت واحد، ويقول: استغربت كثيرا حين حجزت العام الماضي عن طريق شركة سياحية إلى دولة في جنوب شرق آسيا، وعندما استفسرت من وكلاء السفر عن قيمة التذكرة، وجدت تفاوتا كبيرا ولا أعلم السبب الذي أدى إلى هذا التفاوت!!، وجاء ذلك أيضا في قيمة حجز الفنادق، وعندما سألت عن قيمته وجدته أقل بكثير من السعر الذي دفعته، لذا أؤيد أن يتولى السائح إجراءات سفره بنفسه دون اللجوء لبرامج تقدمها الشركات السياحية. أما عن العروض التي تطرحها بعض الشركات السياحية، فيقول خالد عبد الله الحربي: إن العروض المذهلة التي تطالعنا بها شركات السياحة على «الإنترنت» كثيرا ما تكون لمجرد اصطياد العميل فقط، والدليل على ذلك حجزت عن طريق هذه الشركات سيارة إيجار ترافقني طيلة فترة الرحلة شريطة أن تستقبلني في المطار، وجناحا في فندق يطل على البحر، وحين وصلت إلى المطار لم أجد السيارة، كما أن الجناح الفندقي المطل على البحر تحول إلى غرفة مطلة على شارع مظلم. مصر وماليزيا وعن وجهة المسافرين خلال الإجازة استأثرت مصر بالحصة الأكبر من حجوزات المسافرين من السياح إلى الدول العربية، حيث حظيت الرحلات المغادرة إلى القاهرة بإقبال كبير وطلبات فاقت العام الماضي، كما زادت نسبة الحجوزات إلى ماليزيا التي مازالت تحظى بحصة جيدة من المسافرين. وأوضح رئيس مجموعة للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار، أن النسبة الأكبر من حجوزات المسافرين خلال الصيف الماضي كانت نحو مصر وماليزيا بالدرجة الأولى، وعدد من الدول العربية الأخرى. ويقول صلاح الحربي: أفضل السفر إلى الخارج مع أسرتي في إجازة عيد الأضحى لعدم تمكني من السفر خلال الصيف، لأن السفر الآن أفضل لاعتبارات عديدة منها، الطقس المناسب، انخفاض الأسعار، عدم وجود الزحام التي يواكب موسم الصيف. وعن أسعار التذاكر والحجوزات حاليا، أشار الحربي إلى أن الأسعار ما زالت مرتفعة، ولكن مقارنة بفصل الصيف فهي منخفضة نسبيا، والأمر نفسه ينطبق على حجوزات الفنادق، فإنها لا تزال أعلى مستوياتها، مضيفا أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يمثلون أهمية كبرى للدول السياحية في الأعياد والمواسم إضافة إلى فصل الصيف، لذلك فإن هذه الدول تفضل المواطن الخليجي الذي يدفع بسخاء مقارنة بالسائح الأوروبي، وعن تجربته الشخصية يقول: سبق أن سافرت في غير المواسم السياحية، ولم أجد هذه التكاليف المرتفعة، سواء كان للتذاكر أو لحجوزات الفنادق، لكن في المواسم ترتفع تكاليف السفر بنسبة 35 في المائة. سيد جمال مشرف مبيعات في مكتب للسفر والسياحة في جدة يقول: الإقبال على شراء التذاكر يزداد كلما اقتربنا من إجازة عيد الأضحى، وأغلبية الحجوزات تكون منصبة على الدول السياحية المعروفة والقريبة جغرافيا، إضافة إلى أن غالبية المسافرين يفضلون السفر في هذا التوقيت الذي يكون فيه المناخ معتدلا في أغلبية الدول السياحية، مثل دول شرق آسيا وبعض الدول العربية، وما زالت مصر تتصدر الدول العربية بنسبة 80 في المائة، فيما تحافظ ماليزيا على جذب أعداد كبيرة من المسافرين تصل إلى نسبة 90 في المائة من المسافرين إلى دول شرق آسيا، وأضاف أن أسعار التذاكر والفنادق عاودت الارتفاع مجددا مع اقتراب موعد إجازة عيد الأضحى المبارك، ومع ذلك فإن أسعار الموسم الحالي أقل مما كانت عليه في فصل الصيف وفي إجازة عيد الفطر، ويمكن تقدير هذا الانخفاض بمعدل 15 في المائة. وأشار حسن صافي السقاف موظف في مكتب سياحي إلى أن ثقافة الحجز مبكرا أصبحت منتشرة بين راغبي السفر هذه الأيام أكثر من ذي قبل، وهذا يجنبهم تحمل ارتفاع قيمة التذاكر قبيل السفر. المقاصد السياحية أكد مهيدب المهيدب مدير عام شركة للسياحة والسفر تزايد الإقبال على السفر خارج المملكة خلال إجازة عيد الأضحى بنسبة كبيرة جدا، وأرجع المهيدب ذلك لطول فترة إجازة العيد حيث تصل إلى أسبوعين كاملين، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا لم يسافروا خلال فترة الصيف لدخول شهر رمضان مبكرا، موضحا أن شركته وضعت برنامجا للسفر خلال هذه الإجازة يتناسب مع مدتها، مشيرا إلى أن كلا من ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة في مقدمة الدول الآسيوية التي يقصدها السياح، وفرنسا، بريطانيا، وأسبانيا في أوروبا، وأمريكا، وعربيا لبنان، مصر، دبي، والمغرب.