ليس من السهل تقبل الوداعية التي أعلنها الرئيس السابق لنادي الشباب الأمير خالد بن سعد خلال المقابلة التي أجرتها معه الزميلة"الرياضية"، وقرر فيها هجران الوسط الرياضي من دون رجعة، عقب رحلته الطويلة التي قضاها في خدمة نادي الشباب إلى أن أوصلها لمكانة مرموقة أجبرت الإعلاميين على تسميته بالنادي النموذجي ليس من باب المجاملة لرجالات الشباب أو جماهيره، بل لأجل تحفيز الأندية الأخرى على تقليد الشبابيين في هذه النموذجية. وهذه النموذجية التي نتحدث عنها لا تخفى على الجميع، إذ ان لها حكاية ورواية رسم وخطط لها ودعمها الرئيس الفخري لنادي الشباب الأمير خالد بن سلطان، وطبقها فعلياً على أرض الواقع الأمير خالد بن سعد إلى أن نقلها لمن أتوا بعده ليكملوا هذه المسيرة البطولية"الليث الأبيض"حتى وقتنا الحاضر. ومهما حاول الشبابيون تقبل رغبة الأمير في الابتعاد، إلا أنهم يفشلون في تقبل هذه الرغبة وسرعان ما يصطدمون بحماستهم كعشاق ومحبين للنادي في أن يظل خالد بن سعد"روح الشبابيين"ملتصقاً بالنادي وحاضراً بينهم، خصوصاً وهم الوحيدون القادرون على تفسير قصة العشق الذي يربط خالد بن سعد وناديهم الشباب. هذا العشق حفز الشبابيين منذ زمن على الحضور اليومي داخل النادي والالتفاف حول فرق النادي بدرجاتها حتى أضفت البطولات والألقاب تبحث عن"الليث"وتتزين داخل دولابه ونالت معها جماهير النادي تقدير الأمير خالد أيضاً وهو يمنحها الوقت الكافي كي تبدي ملاحظاتها وطموحاتها المستقبلية، لذلك سارت عجلة الزمن وسيرت معها البطولات لفريق الشباب. وليس هناك سر في تحول نادي الشباب من فريق مشارك إلى منافس قوي ونموذجي وهو يقع بين كماشتي الهلال والنصر صاحبي الأكثرية الجماهيرية والإعلامية، لأن الدعم المادي والتشجيع المستمرين اللذين يلقاهما الأمير خالد بن سعد من باني الشباب الأول الأمير خالد بن سلطان كان لهما ثمارهما على أرض الواقع وحضر معهما فريق الشباب بثوب البطل وبثوب عريس النهائيات. وكان للحنكة الإدارية التي تمتع بها الأمير خالد بن سعد دور بارز في تحفيز نجوم الجيل الذهبي الشبابي على الإسراع في التوقيع على عقودهم الاحترافية على بياض عشقاً وحباً في ناديهم من دون أن يلتفتوا للمطالبات أو المساومات المادية التي نسمع عنها الآن، وبالمناسبة تعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها لمجموعة من لاعبي أحد الأندية السعودية سواء في الماضي أو الحاضر. وأنا وغيري على يقين تام بأن الثناء والشهادة لن تضيف جديداً إلى تاريخ الأمير خالد بن سعد، إلا أنني أستميحه العذر في كشف أحد المواقف التي لا يمكن أن أنساها طوال حياتي حينما حاولت أن أشرح له وجود بعض الحقوق المالية للاعب الشباب السابق خالد الحوطي التي مضى عليها ما يقارب السنوات الست ولم تصرف له، وفوق ذلك لا يمتلك اللاعب ما يثبت هذه الحقوق، إلا أن ثقة الأمير خالد بن سعد وطيبته جعلتته يصرف المبلغ كاملاً للاعب في غضون يومين فقط. وإذا وجدتم رئيساً غير خالد بن سعد يحقق فريقه بطولة كبرى أمام فريق كبير وفريقه في اليوم نفسه يلعب مباراة خارجية فأخبروني. [email protected]