تنطلق هذا المساء منافسات الجولة التاسعة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بثلاثة لقاءات، حيث تتجدد الإثارة والندية عندما يلتقي الهلال والنصر على استاد الأمير فيصل بن فهد، فيما يلتقي الاتفاق والأنصار على استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، ويشتد الصراع في الرس بين الحزم والطائي من أجل التقدم إلى منطقة الدفء. الهلال - النصر تتجه أنظار الشارع الرياضي مساء اليوم صوب استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض حيث يقام"دربي الوسطى"بين الهلال والنصر، وهو لقاء من العيار الثقيل والثقيل جداً لما يحمل في طياته من إثارة وندية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، فالجماهير تضطر للعودة إلى المدرجات للاستمتاع بلقاء القمة، ودائماً ما تكون لقاءات العملاقين غير خاضعة لأي مقاييس أو اعتبارات تسبق صفارة البداية، ولا تعترف بعوامل النقص أو الظروف الفنية أو الإدارية، وغالباً ما يتفوق صاحب الظروف الأصعب، إضافة إلى أن لقاءاتهما تخلو من الألعاب الخشنة والبطاقات الملونة حيث يتفرغ نجومهما للبحث عن الأداء الجميل وتحقيق النتيجة الإيجابية، ويصنف عشاقهما الانتصار بالبطولة الخاصة. وبغض النظر عن الغيابات التي يعانيها الطرفان، فإن المباراة لن تخلو من المتعة والإثارة. الهلال يدخل المباراة ب21 نقطة في صدارة الفرق وسط أداء ثابت ونتائج أكثر من إيجابية، حيث حقق سبعة انتصارات وأخفق في مباراة واحدة، ولم يتأثر على الإطلاق بغياب بعض عناصره الأساسية لوجود البديل المناسب، ومدربه البرازيلي باكيتا صاحب قراءة مبكرة وجيدة لأحداث المباراة، ويعتمد على إرهاق الخصم في الشوط الأول من خلال تكتيك منظم قبل الشروع في شن الهجمات المكثفة في الشوط الثاني، وهذا ما نجح في تطبيقه بدرجة امتياز لاعبو الفريق. ويستفيد باكيتا من ترسانة النجوم التي تملأ خطوط"الأزرق"، حيث يتألق البرازيلي كماتشو كصانع لعب ومنفذ محترف للكرات الثابتة إلى جانب محمد الشلهوب منطلق معظم الهجمات، إضافة إلى وجود المهاجم الخطر ياسر القحطاني الذي يجيد الاستفادة من أنصاف الفرص، كما أن البرازيلي جيلسون صاحب مجهود سخي ومصدر إزعاج للفريق المقابل. الفريق الأزرق يجيد لاعبوه الوصول إلى منطقة الخصم بأقل عدد من التمريرات، وهذا يشكل صعوبة دائمة على دفاعات الفريق الآخر، كما أن المدافع البرازيلي يساند بجرأة هجمة فريقه وينافس المهاجمين على هز الشباك. أما الفريق النصراوي فيدخل المباراة بست نقاط في المركز الثامن ولا يزال الفريق فاقداً الهوية الفنية ويعاني ظروفاً إدارية وفنية صعبة جداً، ويحاول مدربه الجديد خالد القروني فعل ما لم يستطع فعله البرتغالي ماريانو إلا أن القروني لا يملك عصاً سحرية لتغيير شكل الفريق وسط هذه الظروف، فالنصر لم يظهر هذا الموسم في كل مبارياته بالصورة التي تطمئن عشاقه على أحوال الفريق فالأداء المتواضع والنتائج غير المقنعة، وهذه المباراة فرصة ذهبية للقروني، فالفوز سيعطي اللاعبين دفعة قوية في المباريات المحلية والعربية المقبلة، ولن يكون أمام القروني سوى أسلوب التحصن الدفاعي في ظل الأفضلية الهلالية والبحث عن استغلال بعض الهجمات الخاطفة التي ينطلق خلفها عبدالرحمن البيشي ووليد العلياني، ويظل بدر الحقباني حاملاً عبء خط الوسط مع مساندة بسيطة من عبدالعزيز الجنوبي، ولعل عودة الحارس محمد شريفي أعادت بعض الثقة للفريق الأصفر. عموماً... المباراة وإن كانت دورية ولا تحمل سوى ثلاث نقاط، إلا أنها بمثابة خروج المغلوب في حسابات عشاق الفريقين. الاتفاق - الأنصار في الدمام يلتقي فريقا الاتفاق والأنصار، وهي مباراة الهروب من القاع ونقطة تصحيح لكلا الفريقين، فالاتفاق تنفس الصعداء في الجولة الماضية عندما تذوق طعم الانتصار للمرة الأولى وكان ذلك على حساب أبها ما جعل الفريق يتقدم خطوة إلى الأمام بعد أن رفع رصيده إلى ست نقاط. ويعلق الاتفاقيون آمالاً عريضة على المدرب الجديد البرازيلي باتريسو الذي يقود الفريق للمرة الأولى من خلال لقاء الليلة، وبلا شك هو لا يملك القرار وحده في هذه المباراة لقلة معرفته بقدرات اللاعبين، ولعل أسلوب المكافآت التي أعلنت عنها الإدارة الاتفاقية بطريقة كل لاعب بحسب جهده سيزيد من عطاء اللاعبين داخل الميدان. ونجد أن هنا أسماء بارزة بين الصفوف الاتفاقية أمثال صالح بشير وعبدالرحمن القحطاني ومحمد السهلي وجمعان الجمعان، إلا أن نتائج الفريق دون المتوقع. أما فريق الأنصار فأوضاعه الفنية سيئة جداً، وعلى رغم الاستعانة بمدرب جديد هو البرازيلي فيريرا إلا أن الفريق يسير بخطى غير ثابتة، ولم يجمع سوى أربع نقاط من سبع مباريات وهو معدل ضئيل جداً. وتحاول الإدارة الأنصارية جاهدة تعديل ما يمكن تعديله لوقف مسلسل نزف النقاط، خصوصاً مع اقتراب انتهاء منافسات الدور الأول. وما يمتاز به لاعبو الأنصار هو الحماسة والقتالية العالية، إلا أن سوء التنظيم يجعل الفائدة معدومة من جهد اللاعبين، وأبرز عناصر الفريق البرازيلي سيلسو ومحمد سويل وضياء هارون. الحزم - الطائي أما في المباراة الثالثة فيحل الطائي ضيفاً على نظيره الحزم، وتقارب مستوى الطرفين سيعطي اللقاء طعم القوة والإثارة، فالحزم بدأ يسير في الاتجاه الصحيح نحو تثبيت أقدامه بين الكبار، ويحاول مدربه أحمد العجلاني الاستفادة من الروح العالية للاعبيه، وحصد ثلاث نقاط تجعل فريقه في منطقة الدفء. أما الطائي فهو عكس مضيفه تماماً حيث كانت بدايته قوية جداً وحقق نتائج أكثر من ممتازة جعلته يبتعد منذ البداية من فرق المؤخرة، إلا أن خطواته تاهت في الآونة الأخيرة، ويحاول مدربه التونسي عمار السويح إعادة التوازن مجدداً من خلال هذه المباراة، خصوصاً بعد عودة نجم الفريق السنغالي حمادجي الذي يمثل ثقلاً كبيراً في خطوط الفريق إلى جانب أحمد مناور وفهد العتيبي.