سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"طالبان" تقتل 10 جنود فرنسيين وتشن الهجوم الأكبر على قاعدة أميركية في أفغانستان . قائد الجيش الباكستاني فجأة في كابول وتكهنات بتعزيز التعاون مع "التحالف"
في ظل تصعيد واسع في هجمات المتشددين في الأراضي الأفغانية والباكستانية، يقابله تصميم في واشنطن ولندن على اتباع استراتيجية جديدة للحسم مع"طالبان"وحلفائها، وصل قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفاق برويز كياني فجأة إلى كابول أمس، في زيارة نادرة ولافتة في توقيتها، اذ جاءت بعد ساعات على استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي كانت القيادة الأفغانية تتهمه بالتساهل حيال هجمات المتشددين على أراضيها. وترافقت زيارة كياني لكابول مع اعلان خطة عسكرية أميركية - بريطانية لتعزيز قدرات القتال لدى قوات التحالف في مواجهة"طالبان"التي وسعت عملياتها من شرق أفغانستان وجنوبها الى مشارف العاصمة كابول، حيث قتل عشرة جنود فرنسيين في مكمن الاثنين. راجع ص 8 وأعلن الجيش الباكستاني ان زيارة الجنرال كياني كابول تهدف الى المشاركة في اجتماع اللجنة الثلاثية التي تضم قادة عسكريين باكستانيين وأفغاناً ومن الحلف الأطلسي الناتو، وتتولى تنسيق العمل لوقف التسلل عبر الحدود الأفغانية - الباكستانية وخوض"الحرب على الإرهاب". لكن تمثل باكستان بقائد الجيش وليس قائد العمليات كما جرت العادة، شكل مفاجأة كبيرة، وأثار تكهنات بتعزيز التعاون عبر حدود البلدين وتبادل المعلومات بين إسلام آباد وكابول، خصوصاً ان كياني كان يتولى رئاسة الاستخبارات في بلاده، قبل ترقيته الى قائد للجيش. ولفت مراقبون الى ان كابول رحبت باستقالة مشرف، معتبرة أنها تمهد لتحسين علاقاتها مع إسلام آباد والتي ساءت في العامين الأخيرين، في ظل اتهام الرئيس الأفغاني حميد كارزاي نظيره مشرف وأجهزة الأمن الباكستانية بالعمل لزعزعة استقرار أفغانستان، والتغاضي عن وجود مقاتلي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في منطقة القبائل الباكستانية. وصرح رئيس الوزراء الأفغاني السابق أحمد شاه أحمد زي الى"الحياة"عبر الهاتف من كابول، بأن زيارة كياني"تشكل بادرة إيجابية بعد استقالة مشرف، خصوصاً أن كارزاي تنافس مع مشرف على نيل حظوة الأميركيين، واتهمه بمحاولة إطاحته من السلطة عبر دعم عمليات طالبان، ما أدى الى تصاعدها في أفغانستان". وأشار سياسيون أفغان الى ان استياء الجيش الباكستاني من تهديد كارزاي اخيراً بملاحقة مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"في باكستان، حتّم زيارة كياني لكابول، بعدما بات يمثل القوة في باكستان، في ظل الفراغ الناتج من استقالة مشرف، القائد السابق للجيش. وركز مراقبون على أهمية الزيارة كون كياني شغل سابقاً منصب مدير الاستخبارات الباكستانية واعتبر أحد أكثر المتعاونين مع الولاياتالمتحدة في"الحرب على الإرهاب". وقال خالد خواجا، خبير شؤون الجماعات المتشددة في باكستان إن"عمليات الجيش في اقليم باجور القبلي في ظل الصراع السياسي الداخلي، توجّه رسالة الى الأميركيين حول مدى التزام إسلام آباد والمؤسسة العسكرية محاربة الجماعات المتشددة، وأن لا ضرورة تحتم لجوء الولاياتالمتحدة الى شنّ غارات في باكستان". ورأى الجنرال كمال متين الدين، المدير السابق لمعهد الدراسات الاستراتيجية في باكستان، ان زيارة كياني لكابول، تؤكد منح إسلام آباد الجيش حرية التصرف في مناطق القبائل، في مقابل وقوفه على الحياد في الصراع السياسي الذي انتهى باستقالة مشرف. ميدانياً، أعلن رئيس أركان القوات الفرنسية الجنرال جان لوي غورجولان، ان قائداً بارزاً في"طالبان"قتل خلال مكمن استهدف دورية فرنسية قرب كابول، وأسفر عن مقتل عشرة جنود في الهجوم الأكثر دموية ضد الفرنسيين منذ مقتل 58 مظلياً في بيروت في تشرين الاول اكتوبر 1983. وتلى الهجوم إعلان الرئيس نيكولا ساركوزي توجهه الى كابول. وأعلن الناطق باسم"طالبان"ذبيح الله مجاهد ان المتمردين خسروا خمسة مقاتلين، مشيراً الى مقتل خمسة مدنيين في المعارك. وفي ولاية خوست شرق المحاذية للحدود مع باكستان، هاجم 30 من مسلحي الحركة ارتدى بعضهم أحزمة ناسفة قاعدة سوليرنو الأميركية، ما ادى الى مقتل 13 منهم إضافة الى طفلين. وجاء الهجوم غداة تفجير سيارة مفخخة امام القاعدة ذاتها، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وجرح 13 آخرين. واعتبر هذا الهجوم الأكبر على قاعدة عسكرية أميركية منذ هاجم متمردون موقعاً في ولاية كونار شمال شرقي في 13 تموز يوليو الماضي، حين سقط 9 جنود أميركيين وجرح 19 آخرون. وفي باكستان، قتل 23 شخصاً بينهم رجال شرطة بتفجير نفّذه انتحاري لدى تجمع للشيعة أمام مستشفى في بلدة ديرا اسماعيل خان بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي المحاذي للحدود مع أفغانستان. ورجحت الشرطة ارتباط الهجوم بالعنف الطائفي، علماً ان المتظاهرين الشيعة تجمعوا للاحتجاج على مقتل رجل.