شهد الوضع الأمني في افغانستان تصعيداً ملحوظاً في الساعات ال 48 الماضية، تزامن مع زيارة السناتور هيلاري كلينتون كابول حيث التقت الرئيس الافغاني حميد كارزاي قبل انتقالها الى إسلام آباد للقاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وترافق التصعيد الأمني في افغانستان مع معلومات متضاربة عن سقوط "عشرات القتلى" في صفوف "طالبان" في معارك بحسب الشرطة الافغانية، و"عشرة اميركيين"في هجوم انتحاري بحسب الحركة. وفي نبأ لم تؤكده مصادر مستقلة، افادت مصادر الشرطة الأفغانية ان نحو ثلاثين عنصراً من"طالبان"قتلوا خلال عملية عسكرية لقوة حلف شمال الاطلسي في ولاية هلمند جنوبافغانستان نهاية الاسبوع الماضي. ولم تتمكن العناصر البريطانية في القوة الدولية للمساعدة في إحلال الامن في افغانتسان ايساف التابعة للحلف الاطلسي والمنتشرة في هذه المنطقة، من تأكيد الحصيلة المذكورة، مشيرة الى ان"عدداً كبيراً"من عناصر"طالبان"قتلوا في معارك في اقليم كاجاكي. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية السبت، عن مقتل جندي بريطاني في تلك المعارك. وقال قائد شرطة هلمند محمد نبي الملا خيل ان العملية التي استمرت يومين وانتهت امس،"ادت الى مقتل 30 عنصراً من طالبان وإصابة عشرين بجروح". وأضاف ان"جثثاً ما زالت ملقاة في ساحة المعركة". وكان الناطق باسم"طالبان"محمد يوسف احمدي قال ان ثلاثة عناصر من"طالبان"قتلوا وأصيب ثمانية بجروح في تلك المعارك التي استمرت اربع ساعات. في الوقت ذاته، اعلنت"طالبان"عن"عملية استشهادية"في ولاية زابول جنوب شرقي أفغانستان، قال الملا محمد حنيف الناطق باسم الحركة إن منفذها من ولاية زابول ويدعى محمد جول واستهدفت القوات الأميركية في الولاية. وأكد الناطق في اتصال مع"الحياة"ان العملية"اسفرت عن قتل عشرة من الجنود الاميركيين مع ضابط كان يقودهم"، كما أسفرت عن تدمير عربتين عسكريتين أميركيتين. تزامن ذلك مع اعلان الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية عن وقوع"هجوم انتحاري"في المنطقة، قالت انه"استهدف أجانب يعملون في شركة خاصة في مشاريع للجيش الأميركي". وأوضح مسؤولون محليون في زابول ان الهجوم استهدف مدنيين يعملون في شركة أجنبية تقيم مراكز عسكرية للجيش الأفغاني والقوات الأميركية على طريق كابول - قندهار، مشيرين الى أن ثلاثة مدنيين أفغان جرحوا جراء الهجوم. وفي تداعيات الوضع الأمني، أمر الرئيس الافغاني بإعفاء أربعين من كبار ضباط الجيش والأجهزة الأمنية، في تعديلات شملت قادة الفرق العسكرية والأجهزة الأمنية في كل من العاصمة كابول وقندهار وهيرات وجلال آباد وعدد من المدن الأخرى، كما شملت تغيير قادة الاستخبارات في عدد من الولايات الأفغانية. وبررت الحكومة تلك الخطوات بما وصفته بسياسة تحسين الأداء الحكومي التي يتبعها كارزاي. هيلاري تزامن التصعيد مع زيارة عضو مجلس الشيوخ الأميركي هيلاري كلينتون لكابول حيث ناقشت مع كارزاي الحاجة الى تعزيز القوات الدولية لمواجهة"طالبان". وكانت هيلاري زارت كابول أواخر عام 2003 وهي زارت قبل وصولها الى أفغانستانالعراقوباكستان. ورأى المراقبون في زيارة هيلاري جزءاً من حملة دعائية لها تعمل على إبرازها كمرشحة محتملة عن الحزب الديموقراطي الأميركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2008. وقالت ناطقة باسم السفارة الاميركية في كابول ان وفداً يضم ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ رافق زوجة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. والتقى الوفد كارزاي في القصر الرئاسي. كما اجتمعت هيلاري مع مجموعة من السيدات الافغانيات خلال الزيارة. وشملت محادثات هيلاري مع كارزاي قضية"التوتر المتنامي بين كابول وإسلام آباد، وإعادة البناء في افغانستان وحقوق المرأة". في غضون ذلك رحبت الحكومة الأفغانية بالتصريحات التي أدلى بها جون نيغروبونتي مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية السابق ونائب وزيرة الخارجية الحالي، والتي قال فيها إن قادة"القاعدة"يتخذون من باكستان ملاذاً آمناً لنشاطاتهم. وأشار محمد طاهر عظيمي الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية إلى أن هذه التصريحات وإن جاءت متأخرة إلا أنها تعكس وجهة النظر الأفغانية التي كانت وما زالت تنادي بضرورة ملاحقة قادة"القاعدة"الذين يشكلون خطراً على الأمن ليس في أفغانستان فحسب وإنما في العالم كله.