ندّدت قيادة الجيش الباكستاني أمس، بالهجوم "الجبان" الذي شنّه التحالف الدولي في أفغانستان بقيادة حلف شمال الأطلسي، على مركز للجيش في منطقة مهمند الحدودية، والذي أسفر عن مقتل 11 عسكرياً، بينهم ضابط برتبة رائد، وعدد من المدنيين. وأوضح التحالف في بيان ان القصف استهدف مواقع لمقاتلي"طالبان - باكستان"وأنصار"القاعدة"في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان، ونفّذ ب"التنسيق"مع إسلام آباد التي"أبلغت به مسبقاً". وأشار البيان إلى ان طائرات من دون طيار حددت موقع المتمردين، ثم استدعي دعم جوي ل"القضاء على التهديد بالكامل". لكن باكستان رفضت هذه الذريعة، معتبرة ان القصف"الأميركي"يشكل"سابقة خطرة"في تصرّف قوات التحالف. وأصدرت الخارجية الباكستانية بياناً ملفتاً عزت فيه"القصف الأميركي غير المبرر"والقتل المتعمد للباكستانيين الى سياسة"الانقياد غير المشروط"للرئيس برويز مشرف وراء الحرب التي يشنها التحالف على"الإرهاب". وتسعى الحكومة الباكستانية المناهضة لسياسات مشرف الى سلام مع المقاتلين المتشددين في منطقة القبائل، متخلية بذلك عن ممارسات الجيش عندما كان بإمرة مشرف. وورد في بيان الخارجية ان استهداف قوات باكستانية داخل أراضيها"عمل جبان"و"صفعة"لسياسة باكستان التي تعاونت بلا حدود مع التحالف الدولي، ما"يحتم على الحكومة الباكستانية إعادة النظر في سياستها تجاه التحالف والحرب على الإرهاب". وصرّح الجنرال طلعت مسعود الوزير السابق للإنتاج الحربي الباكستاني، بأن القصف الأميركي على مناطق باكستانية ليس الأول، ويندرج ضمن"اتفاق مسبق بين مشرف والقيادة الأميركية،"لكنه تخطى كل المسموح، ما أدى الى تزايد الغضب من سياسة مشرف، وعزّز الدعوات الى عزله التي يقودها محامون ورئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يطالب بمحاكمة الرئيس واتهامه بالخيانة العظمى". وندّد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ب"الاعتداء"الذي نفّذه التحالف، واعداً باتخاذ"الموقف الذي يحفظ سيادة البلاد وكرامتها". وتتّهم واشنطن وكابول باستمرار القوات الباكستانية بعدم بذل جهد كافٍ لمنع تسلل عناصر"طالبان"ومقاتلي"القاعدة"الى أفغانستان، بعدما أعادوا تنظيم صفوفهم في مناطق القبائل الباكستانية، فيما تنتقد إسلام آباد عجز القوات الدولية والأفغانية عن دحر"طالبان"، ما يتسبب في لجوء مقاتلي الحركة الى أراضي باكستان، وحصول أعمال عنف دموية فيها. وكشف الملا محمد عمر، الناطق باسم"طالبان - باكستان"، أن جنوداً أفغاناً تابعين للتحالف حاولوا الاستيلاء على مركز للجيش الباكستاني قرب الحدود مع أفغانستان،"لكن مقاتلي الحركة تصدوا لهم وأوقعوا عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفهم، ما دفع قادتهم الى استدعاء سلاح الجو الأميركي لقصف موقع للجيش الباكستاني أقيم قرب الحدود الأفغانية". وأعلن عمر إسقاط مروحية تابعة للحلف الأطلسي ناتو ومقتل جميع ركابها.