أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى أبو مرزوق ان الحركة رفضت الموقف الإسرائيلي الذي نقل إليها أخيراً ويتعلق بالموافقة على 71 اسماً فقط من بين القائمة التي سلمتها مصر إلى إسرائيل والتي تضم 450 اسماً، مشدداً على تمسك الحركة بجميع الأسماء التي أدرجتها في القائمة. وعن المساعي المصرية إلى إجراء محادثات غير مباشرة بين"حماس"والإسرائيليين في مصر لبحث آلية إتمام صفقة تبادل الأسرى، قال أبو مرزوق ل"الحياة":"موقفنا في الحركة أن الخطوات التي تتعلق بهذه الصفقة، سواء جرت برعاية مصر أم لم تجر، ستتم بعيداً عن أعين الإعلام وسط أجواء متكتمة ولن يتم الإعلان عنها". وعن اللقاءات التي تمت بين وفد الحركة في القاهرة أخيراً مع المسؤولين المصريين، قال:"تناولنا معبر رفح وضرورة تشغيله"، واصفاً هذه النقطة بأنها"قضية معقدة ومتشابكة للغاية... معبر رفح لن يفتح إلا بالتوافق بيننا وبين سلطة رام الله، معبر رفح مرتبط بأكثر من جانب"، مضيفاً:"موقف الحركة يرى أن قرار تشغيل معبر رفح يجب أن يكون بقرار مصري خالص، ويجب ألا يعاقب مليون ونصف مليون فلسطيني بإغلاقه... في ذلك تجاوز لأوضاع إنسانية موجودة في قطاع غزة". ولفت إلى أن عدم شمول الضفة الغربية اتفاق التهدئة هو"أحد عوامل عدم نجاحها وسريانها"، محذراً من تفجيرها، وقال:"حذرنا من ذلك، فالأعمال الاستفزازية في الضفة ستكون لها انعكاساتها في غزة... ما حذرنا منه سابقا ثبتت صحته الآن لأنه لا يعقل أن يكون هناك عدوان وتصعيد ضد الأهالي في الضفة من دون أن يكون هناك رد فعل لها في غزة". وعول على دور مصر في تصحيح هذه الأوضاع، وقال:"شرحنا لهم المصريين موقفنا، وطلبنا منهم أن يبذلوا مزيداً من الجهود مع الجانب الإسرائيلي في وقف العدوان وإطلاق النار، خصوصا على الخط الحدودي الفاصل ما بين قطاع غزة وإسرائيل"، مشيراً إلى إطلاق النار على الشاب الفلسطيني الذي استشهد أول من أمس قرب معبر كيسوفيم، وزاد:"هناك تجاوزات كبيرة جرت، ولهذا يجب أن تتوقف التجاوزات الكبيرة التي جرت أخيراً". ورأى أبو مرزوق أن كل الأطراف يجب أن يلتزم التهدئة، لافتاً إلى أن"التهدئة مصلحة إسرائيلية، وإلا ما سعت إسرائيل للتوصل إلى هذا الاتفاق التهدئة"، وحذر من أن عدم التزام أي طرف بها سيجر الأطراف الأخرى الى القيام بتجاوزات تخرق هذه التهدئة. وأوضح أن وفد الحركة بحث مع المسؤولين المصريين قضية المعتقلين من كوادر"حماس"في مصر، وقال إن"المصريين أبدوا تفهماً، وأن هناك استعداداً لحل هذه المشكلة". يذكر أن قيادي في"حماس"ذكر ل"الحياة"أن مصر عرضت على وفد"حماس"رعاية محادثات غير مباشرة بين الحركة والإسرائيليين في القاهرة من أجل إطلاق الأسرى، لكن وفد الحركة لم يرد سلباً أو إيجاباً، مشيراً إلى ضرورة عودتهم إلى المكتب السياسي للحركة لبحث هذه المسألة ثم إعطاء الرد إلى المصريين. كما اكدت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"أن مصر سترعى مفاوضات غير مباشرة في القاهرة قريباً بين"حماس"والاسرائيليين من أجل إطلاق الأسرى، وقالت:"شرحنا لوفد حماس ضرورة القيام بهذه الخطوة من دون تأخير". وعلى صعيد جهود المصالحة التي تبذلها مصر لرأب الصدع الفلسطيني، قالت المصادر:"الأجواء ما زالت غير مهيأة، لكن مصر باشرت اتصالات مع جميع الأطراف". وأضافت:"الرئيس حسني مبارك حريص على معالجة الانقسام الجاري في الساحة الفلسطينية، ويولي هذا الأمر اهتماماً كبيراً، وهو معني بذلك من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحسم العسكري"، مضيفاً:"مصر تنظر إلى القضية الفلسطينية نظرة متكاملة وليس بشكل منفصل، فهي مترابطة وكل عناصرها يتأثر ببعضه سلباً أو إيجاباً". وأعربت المصادر عن أملها في إحراز تقدم ايجابي في جميع القضايا، سواء على مسار تثبيت التهدئة، أو على مسار تبادل الأسرى، أو على مسار المصالحة الوطنية، أو على المسار السياسي.