التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء أمس في القاهرة مع القياديين في حركة"حماس"، وزير الخارجية السابق محمود الزهار ووزير الداخلية السابق سعيد صيام وبحث معهما الوضع الراهن في قطاع غزة وموضوع التهدئة مع الإسرائيليين ورفع الحصار عن قطاع غزة. وكان وفد من قيادات"حماس"في الداخل برئاسة الزهار وصل الى مصر ظهرا للقاء الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر اليوم. ويضم الوفد صيام والناطق الإعلامي باسم حكومة هنية طاهر النونو وجميل رزق ومحمد الزهار وعبدالسلام هنية. وعلمت"الحياة"أن اللقاء بين كارتر وقيادات"حماس"في الداخل لم يكن"محل إجماع"بين مسؤولي الحركة الذين رأى بعضهم أن لا ضرورة لاجتماع قيادات الداخل مع الرئيس الأميركي السابق، وانه إزاء هذا الموقف تراجع رئيس الحكومة اسماعيل هنية عن المشاركة في الاجتماع. وقال قيادي في"حماس"ل"الحياة"إن"القضايا كافة أدرجت على جدول أعمال اللقاء مع سليمان، لكن مسألة التهدئة وتشغيل معبر رفح على رأس الأجندة". وأوضح أن"العرض الإسرائيلي الأخير الذي تسلمته حماس عبر المصريين ويتناول تهدئة تبدأ في غزة أولاً ثم تمتد إلى الضفة، ما زال قيد البحث"، مشيرا إلى أن الحركة"طلبت من المصريين استيضاح مسائل محددة، لكن إلى الآن لم تحصل على إجابة". وأضاف أن"قضية تشغيل معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة مسألة حيوية للغاية، فاستمرار إغلاق المعبر بات أمراً غير مقبول، خصوصاً في ظل تعهد الرئيس حسني مبارك بأنه لن يسمح بتجويع أهالي غزة"، داعياً المسؤولين المصريين إلى ضرورة ترجمة هذه المقولة. وقال:"قطاع غزة أصبح بمثابة مقبرة جماعية، وهناك حالة موت بطيئة لنحو مليون ونصف المليون فلسطيني"، مذكراً بأن"مصر عليها مسؤوليات قومية وعربية تتطلب منها اتخاذ موقف تجاه هذا الحصار الخانق"، وأضاف:"معبر رفح معبر مصري - فلسطيني، وإسرائيل ليست لها أي علاقة به". وفي ما يتعلق باللقاء الذي سيجمع اليوم كارتر مع قادة"حماس"في القاهرة، قال الناطق باسم الكتلة البرلمانية ل"حماس"مشير المصري ل"الحياة"ان"الحركة ترحب بهذا اللقاء الذي جاء بدعوة من كارتر"، معتبرا أنه امتداد للقاءات عدة بين قادة الحركة مع شخصيات لها ثقلها ووزنها في المجتمع الدولي. ولفت إلى أن"حماس حريصة على التواصل مع جميع الأطراف لتوضح حقيقة مواقفها وكيفية رؤيتها للصراع من العدو الإسرائيلي". وقال إن"اللقاء مع كارتر سيتناول الأوضاع المأسوية التي يمر بها قطاع غزة بسبب الحصار والمسار السياسي". وشدد على أن ل"حماس"ثقلها ووزنها وهي منفتحة ولا تتحفظ عن طرح أي قضية، موضحا أن كل الملفات ستطرح مع كارتر، بما فيها التهدئة وقضية الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت. من جهة أخرى، رحب المجلس المصري للشؤون الخارجية بزيارة كارتر لمصر والمنطقة، وحيا جهوده ومشاركته على المستوى السياسي والإنساني في مساعي السلام والاستقرار في العالم. وأعرب في بيان عن أمله في أن تكلل مساعيه بالنجاح لتحقيق السلام العادل.