واصلت المعارضة اللبنانية أمس، هجومها على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية وما أثير عن توجه لوضع مزارع شبعا المحتلة تحت المظلة الدولية تمهيداً لانسحاب إسرائيل منها، في حين واصل أطراف في الأكثرية ترحيبهم بالطرح. وقال رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث ل"رويترز"أنه لمس نية أميركية جدية بممارسة ضغط جدي على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، لكنه أضاف أنه"لا يستطيع أن يقدر إذا كانت هذه الضغوط ستؤدي إلى نتيجة ولو ان من المؤكد ستكون هناك ضغوط أميركية وأوروبية في هذا الاتجاه". ورأى ان"في حال نجحت الضغوط الدولية وانسحبت إسرائيل من شبعا وتم إطلاق سراح الأسرى نكون دخلنا في مرحلة جديدة تحتاج إلى إعادة نظر بكل الواقع الحالي". وأعرب جعجع عن سروره لجهة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وقال:"لكنني حزين جداً لكون هذه العملية تجري خارج الدولة اللبنانية". وأضاف:"لسنا مع مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، باعتبار أن لبنان لديه وضع خاص، لكن عندما يصبح هناك سلام إسرائيلي - فلسطيني من جهة وسلام إسرائيلي- عربي عام من جهة أخرى عندها يأتي دور لبنان". وقال وزير الشباب في الحكومة المستقيلة أحمد فتفت:"يمكن استرجاع مزارع شبعا بالمظلة الدولية، ولا حجج للسلاح إلا إذا وجدت ملفات أخرى". واعتبر أن كلام رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون عن تسلح الأكثرية في الشمال"لا أساس له من الصحة"، واصفاً الاشتباكات في البقاع بأنها"رسالة مفادها أنه إذا لم ترضوا بشروطنا فسنكمل غزواتنا". المعارضة واعتبر وزير الطاقة في الحكومة المستقيلة محمد فنيش أن"الكرم الأميركي الذي أتت به رايس والمتعلق بمساعدة لبنان في موضوع مزارع شبعا ليس مجانياً، بل يأتي في إطار دفع لبنان إلى القبول بمفاوضة إسرائيل، وإلا ما الذي يفسر اقتناع الأممالمتحدة المفاجئ بأن مزارع شبعا لبنانية بعدما كانت قد أصرت على معالجتها بين لبنان وسورية". وتطرق فنيش إلى تشكيل الحكومة، فقال:"نشهد اليوم جهداً افضل من السابق وبوتيرة متسارعة في موضوع تشكيل الحكومة، فالعقد أصبحت واضحة، وهي في شكل أساسي لأن هناك عقلية عند الفريق الآخر بان هناك وزارات لا يجوز أن يقترب منها أحد، وكأنّ هناك وزارات محرّمة على المعارضة كوزارة العدل والاتصالات، لكننا نؤكد أن اعتبار أن بعض الوزارات ثابتة لا يمكن التخلي عنها هو أمر لا ينتج حلولاً". ورأى أن"إعطاء ثلاثة وزراء دولة للمعارضة عقدة من العقد الموجودة، إضافة إلى العقدة المتمثلة بمسالة الحقائب وكيفية توزيعها، لكن نحن نعتبر أنّ كل الوزارات سيادية باعتبار ان الوزير اصبح شريكا في القرار، لكنّ هذا لا يلغي العرف القائل إن هناك وزارات تُعتبر سيادية". واتهم عضو الكتلة نفسها حسن فضل الله الإدارة الأميركية بالتدخل ب"إثارة بعض العراقيل أو وضع العقبات والعقد أمام حكومة الشراكة الوطنية". ورأى أن"الموقف الأميركي والتحريك الدولي لقضية مزارع شبعا لا يرتبط بالرغبة في إعادة ارض لبنانية محتلة إلى الدولة اللبنانية، إنما له أهداف أخرى ترتبط بوضع المقاومة". وأوضح فضل الله في حديث الىپ"وكالة الجمهورية الإسلامية"للأنباء أن"هناك تعقيدات إضافية طرأت على تشكيل الحكومة منذ أن جاء?ت رايس إلى لبنان، ونتمنى أن يعي من يعتبرون أنفسهم حلفاء واشنطن أن الرهان على الإدارة الأميركية سيجعلهم يضطرون إلى القبول بما لا يقبلونه اليوم"، مؤكداً أن"الحكومة ستتشكل بمعزل عن كل الضغوط ولن تستطيع الإدارة الأميركية فرض إرادتها على اللبنانيين". وعن موقف"حزب الله"مما طرحته رايس لحل قضية مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة عبر نقلها إلى الأممالمتحدة، قال:"?أي انسحاب صهيوني من مزارع شبعا هو إنجاز كبير للمقاومة لأنه بطبيعة الحال سيكون نتيجة لضغوط المقاومة ودورها"، مضيفاً:"سنرفع راية المقاومة فوق مزارع شبعا ونؤ?كد أن هذه الأرض اللبنانية استعيدت من خلال التضحيات ومسار العمل المقاوم الذي أجبر إسرائيل على الانكفاء عنها". وأشار إلى أنه"عندما تعود مزارع شبعا إلى السيادة اللبنانية الكاملة والفعلية يمكن الحديث عن تحريرها". وشدد على أن"استعادة مزارع شبعا من الاحتلال الصهيوني لن يغير في المعادلة القائمة لجهة ضرورة وحاجة لبنان للمقاومة"، معتبراً أن"تحرير مزارع شبعا سيثبت منطق المقاومة والتمسك بها باعتبارها الخيار الوحيد لاستعادة الأرض ومواجهة العدوان من ضمن تكاملها مع الجيش اللبناني". المراقبون الدوليون من جهة ثانية، استقبل أمس، قائد الجيش اللبناني بالإنابة اللواء الركن شوقي المصري في اليرزة رئيس أركان هيئة مراقبة الهدنة انتسو اللواء ايان غوردن، يرافقه مستشاره السياسي فرانشيسكو مانكا. وتناول البحث مهمة فريق المراقبين الدوليين في الجنوب اللبناني والجوار.