سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش وجه دعوة لسليمان لزيارة الولايات المتحدة متمنياً أن يحقق خطاب القسم . رايس في بيروت فجأة : يجب احترام سيادة لبنان وأميركا تؤمن بأنه حان وقت مزارع شبعا
تمنى الرئيس الأميركي جورج بوش لنظيره اللبناني ميشال سليمان أن"يحقق ما يتطلع إليه من آمال عكسها في خطاب القسم الذي كان له وقع جيد لدى دول العالم أجمع"، موجهاً إليه دعوة لزيارة الولاياتالمتحدة. مواقف بوش نقلتها إلى سليمان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي زارت لبنان أمس فجأة واستمرت زيارتها أكثر من 5 ساعات، أجرت خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، مجددة دعم بلادها للبنان وحكومته ومؤسساته الديموقراطية وشعبه، ومعلنة أن بلادها ستعمل مع الأممالمتحدة لإيجاد حل لمزارع شبعا المحتلة. وقالت:"الولاياتالمتحدة تؤمن بأنه حان وقت التطرق إلى موضوع مزارع شبعا". وقالت رايس إن بلادها"تدعم جهود إسرائيل لإرساء سلام مع سورية"، مشددة على"ضرورة أن يكون هناك سلام شامل، إذ لا يمكن معالجة كل مسار على حدة". وكذلك تطرقت إلى العلاقات اللبنانية ? السورية، داعية إلى أن"تحكمها مبادئ حسن الجوار"، آملة بأن"تكون للبنان علاقة جيدة مع كل جيرانه لكن أن تكون متساوية وتحترم سيادة لبنان ومؤسساته الديموقراطية واستقلاله وشعبه". وكانت رايس يرافقها مساعدها لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش، وصلت إلى مطار بيروت ظهراً وانتقلت بعدما انضمت إليها القائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى لبنان ميشيل سيسون والمستشار الأول في السفارة بيل غرانت، إلى قصر بعبدا حيث التقت سليمان ثم انتقلت إلى السراي الحكومية حيث التقت الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة وزارت قريطم حيث عقدت اجتماعاً مع رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ثم انضم إليه الرئيس أمين الجميل ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع. وزارت رايس رئيس المجلس النيابي نبيه بري. في بعبدا وبحسب بيان المكتب الإعلامي الرئاسي، أبلغ سليمان رايس خلال المحادثات التي استغرقت 40 دقيقة أن"الوصول إلى حل شامل ودائم لأزمة الشرق الأوسط، ستكون له انعكاسات إيجابية على الوضع في لبنان، ولكي يكون هذا الحل عادلاً، يجب أن يبدأ من خلال ضمان حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه"، مطالباً الولاياتالمتحدة بپ"المساعدة على استعادة السيادة اللبنانية على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا". وأكد سليمان أنه بدأ التحضيرات اللازمة لإطلاق الحوار بين القيادات اللبنانية حول المواضيع التي تم تحديدها، سواء في مؤتمر الدوحة أم في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وذلك استكمالاً للحوار الذي كان بدأ في مجلس النواب قبل مدة. وأشار سليمان إلى أن"وجود الجيش اللبناني في الجنوب، بعد سنوات من الغياب، وفّر الأمن والاستقرار والطمأنينة للجنوبيين، بالتعاون مع القوات الدولية"، لافتاً إلى أن"لبنان يتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع سورية، وفق ما حدده في خطاب القسم، بما في ذلك التبادل الديبلوماسي بين البلدين، والتعاون في مسألة ضبط الحدود البرية المشتركة"، ومشيراً إلى انه لمس من الجانب السوري"رغبة مماثلة". وشكر سليمان للولايات المتحدة"المساعدات التي قدمتها للجيش اللبناني في إطار البرنامج الذي تم التوصل إليه بين الجانبين"، مؤكداً أن"لبنان الآمن ضمانة للأمن والاستقرار في المنطقة". أما رايس، فنقلت إلى سليمان تهاني الرئيس بوش بانتخابه رئيساً وتمنياته بأن"يحقق ما يتطلع إليه من آمال عكسها في خطاب القسم الذي كان له الوقع الجيد لدى دول العالم اجمع، لا سيما تلك التي تدعم لبنان وتوفر له المساعدات الدائمة". ونقلت إليه أيضاً، دعوة من بوش لزيارة الولاياتالمتحدة. وقدّرت رايس مواقف سليمان"الوطنية خلال قيادته الجيش اللبناني في ظروف صعبة وحساسة"، مؤكدة أنه"سيتم تفعيل برامج التعاون العسكري بين لبنانوالولاياتالمتحدة التي ستقف إلى جانب جميع اللبنانيين من دون تمييز". وجددت حرص بلادها على"المحافظة على لبنان بلد التعايش وتفاعل الحضارات المؤمن بالقيم الإنسانية"، مؤكدة أن بلادها"تدعم إيجاد حل لمزارع شبعا استناداً إلى القرارات الدولية". وإثر اللقاء قالت رايس:"كانت لي، للمرة الأولى، فرصة لقاء رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، وكان النقاش بيننا مثمراً للغاية. تحدّثنا عن العلاقة بين لبنانوالولاياتالمتحدة وأعربت باسم الولاياتالمتحدة رئيساً وشعباً، عن رغبتنا في دعم لبنان وحكومته ومؤسساته الديموقراطية وشعبه، والعمل على بناء لبنان سيداً وحراً ومزدهراً وديموقراطياً لجميع أبنائه". وأضافت:"سرّني كثيراً أن ألتقي الرئيس، وأنا أعلم أن لبنان بذل الكثير لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكنني أعلم أيضاً أن لبنان نجح في اختيار الرجل المناسب ونحن نتطلع إلى التعاون معه". وأوضحت رايس أن الولاياتالمتحدة"رحّبت باتفاق الدوحة، باعتباره الخطوة الأولى لحلّ الأزمة الطويلة في لبنان". وقالت:"تم الاتفاق على منح الثلث المعطل للأقلية، لكن أيضاً تم الاتفاق على تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس المكلف فؤاد السنيورة وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما طالبت به الولاياتالمتحدةمرات عدة. وتمت إعادة إطلاق حركة المؤسسات الديموقراطية التي تعمل بالنيابة عن الشعب اللبناني". وتابعت:"لا بد من تنازلات في أي تسوية، لكن في هذه الحال كان هناك اتفاق بين الأطراف اللبنانية، وطالما أن هذا الاتفاق يراعي مصلحة لبنان فهو يصب إذا في مصلحة الولاياتالمتحدة. أما في ما يتعلق بالدعم الّذي تقدمه الولاياتالمتحدة، فنحن ندعم الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً". وسئلت رايس: لطالما رددتم أن لسورية تأثيراً في لبنان، اليوم بدأت سورية تتصالح مع الغرب عبر تجديد علاقاتها مع باريس، وبحسب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت قد تبدأ سورية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، كيف سينعكس هذا الأمر على الوضع في لبنان؟ فأجابت:"أولاً في ما يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل وسورية، فكنت للتو في إسرائيل وتحدّثنا عن السلام الشامل الّذي لا بد أن يحل في المنطقة كجزء مما تم التوصل إليه في مؤتمر أنابوليس حيث تمت مناقشة المسارات الثلاثة. ومع أننا نرى ضرورةً في بدء حل المسار الإسرائيلي - الفلسطيني، هناك أيضاً المسار مع سورية والمسار مع لبنان. لا يمكن معالجة كل مسار على حدة، لذا لا بد من أن يكون هناك سلام شامل. نحن ندعم جهود إسرائيل الهادفة إلى إرساء السلام مع سورية". وأضافت:"أما في ما يتعلق بتجديد سورية علاقتها مع فرنسا، فأنا أيضاً زرت فرنسا أخيراً، ويحضّر الفرنسيون للقمة الأورو- متوسطية التي ليس من بين أهدافها إجراء حوارات سياسية، إنما بحث العلاقات الاقتصادية ومسائل كالمياه والبيئة، مثلما تتحاور حولها البلدان المجاورة". وزادت:"أما في ما خص العلاقات اللبنانية - السورية، فسورية ولبنان بلدان جاران لكن العلاقات في ما بينهما يجب أن تحكمها مبادئ حسن الجوار. أعني بذلك أن يكون البلدان متساويين وأن يكون هناك تبادل للسفراء بحيث تكون العلاقات الديبلوماسية من الند إلى الند، كما هي بين كل البلدان ذات السيادة. وأعني أيضاً أنه يجب ترسيم الحدود بين البلدين وهذا البند أيضاً من واجب الأممالمتحدة. آمل بأن تكون للبنان علاقة جيدة مع كل جيرانه، لكن آمل أيضاً بأن تكون هذه العلاقات متساوية، تحترم سيادة لبنان ومؤسساته الديموقراطية واستقلاله وشعبه". اللقاء مع السنيورة وانتقلت رايس والوفد المرافق إلى السراي الكبيرة حيث عقدت لقاءً مع السنيورة استمر أكثر من ساعة، قالت بعده:"كان لقاء جيداً جداً كما كانت دائماً لقاءاتنا السابقة، وعبرت له، كما عبرت للرئيس سليمان، عن الأهمية التي تعلقها الولاياتالمتحدة على سيادة لبنان وديموقراطيته، وهنأته على الانتخابات الرئاسية الناجحة وتمنيت له النجاح في تشكيل الحكومة". وأضافت:"في محادثاتي مع السنيورة، كما مع سليمان، أكدت أن الولاياتالمتحدة تؤمن أنه حان وقت التطرق إلى موضوع مزارع شبعا لا سيما في ما يتعلق بتطبيق قرار الأممالمتحدة الرقم 1701، ونحن ننوي أن نطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يولي هذه المسألة دعمه وجهوده، وعلى ما أظن فإنه سيكثف من جهوده في هذا الخصوص من أجل احترام القرار 1701". وتابعت:"نحن في الولاياتالمتحدة، نسعى إلى العمل مع لبنان، وشهدنا الانتخابات الديموقراطية التي حصلت في هذا البلد ونأمل خيراً للشعب اللبناني، كما أكدت للرئيس السنيورة أننا سنحضر مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار مخيم نهر البارد". وبحسب المكتب الإعلامي للسنيورة، تركز البحث مع رايس"على خمس نقاط لكن غالبية الوقت خصصت للموضوع الأول وهو ضرورة العمل على انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا لوضعها تحت إشراف الأممالمتحدة، ووعدت الوزيرة الأميركية بتكثيف العمل من أجل إنجاز هذا الموضوع بالتنسيق مع الأممالمتحدة وبقية الأطراف المعنية. والموضوع الثاني كان دعم لبنان سياسياً كنظام ديموقراطي ودعم استقلاله وسيادته. أما الموضوع الثالث فكان التركيز على دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عدة وعتاداً. والموضوع الرابع تأمين الدعم الاقتصادي للبنان بحسب ما نص عليه اجتماع أصدقاء لبنان في الكويت. والموضوع الخامس ضرورة تأمين الدعم من خلال مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في 23 الجاري في فيينا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد". قوى الاكثرية وبحثت رايس في قريطم، مع الحريري والجميل وجنبلاط وجعجع في حضور وزير الاتصالات مروان حمادة والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري والمستشار هاني حمود، في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. واستعادت رايس في تصريحها"الرئيس الشهيد رفيق الحريري وواقعة اغتياله الوحشي، ولكنه ببذله دماءه ساعد في إطلاق لبنان نحو مسيرة الاستقلال والديموقراطية". وقالت:"تطرقنا إلى استمرار الدعم الاميركي مسيرة الديموقراطية والحرية والتزام أميركا قيام لبنان سيداً ومستقلاً في شكل حقيقي، بحيث لا يسمح بأي تدخل أجنبي أو ترهيب من الخارج يرتكب بحقه". تهنئة بري واستعرض بري مع رايس، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة"أمل"النائب علي بزي والمستشار الإعلامي علي حمدان، التطورات الراهنة.وقالت رايس بعد اللقاء:"كان لقاءً جيداً كاللقاء السابق، وهنأته بزواج ابنته". وأوضحت أن"البحث تركز على مستقبل لبنان، وشددت معه على الأمور التي بحثتها خلال زيارتي في دعم الولاياتالمتحدة استقلال لبنان وسيادته وديموقراطيته وأن يكون قادراً على حماية كل اللبنانيين ولديه مؤسساته الديموقراطية المستقلة والفعالة". وأضافت:"هنأت الرئيس بري على اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس سليمان وإعادة انعقاد البرلمان. ولدى البرلمان عمل كبير في كثير من القضايا لا سيما قانون الانتخابات، والرئيس بري يعلم أنه والشعب اللبناني، يستطيعون الاتكال على مساعدة الولاياتالمتحدة". وسئلت رايس: هل ما زلتم تعتبرون"حزب الله"منظمة إرهابية، وإذا كنتم كذلك فهل تدعمون حكومة تتضمن"حزب الله"؟ فأجابت:"ما زال موقفنا بالنسبة إلى"حزب الله"هو هو، الولاياتالمتحدة وضعت"حزب الله"على لائحة المنظمة الإرهابية لسنوات. أما تشكيل الحكومة اللبنانية فأنه يعود للشعب اللبناني، ونحن فسنتابع عملنا مع الحكومة المنتخبة ديموقراطياً، ونأمل بأن يتم تشكيل الحكومة وتتبلور سريعاً ونتطلع قدماً للعمل مع هذه الحكومة".