أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر لم تساند حكومة فؤاد السنيورة في لبنان فقط بل"ساندت الشعب اللبناني... والمجتمع اللبناني قائم على توازن دقيق بين 17 طائفة واتجاهاً". وأضاف في الجزء الثاني من حواره مع جريدة"روز اليوسف"انه"إذا سيطر أو سعى واحد من هذه الاتجاهات الى السيطرة النهائية على لبنان فهذا البلد لن يسلم لأنه سيمر بحرب ثم حرب ثم حرب وتستمر الحروب أي انه صراع ممتد إلى ما لا نهاية". وأشار أبو الغيط إلى أن مصر طالبت بأن يعود الجميع إلى هذا التوازن الداخلي الدقيق الذي بني في الطائف وبني ربما من عام 1943. وأوضح أن اتفاق الدوحة هو"مصالحة داخلية"أتاحت انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة توطئة للانتخابات المقبلة والتي ستتم على الأسس الدستورية المتفق عليها لبنانياً". وعما إذا كانت مصر في حال عداء مع"حزب الله"، قال أبو الغيط:"لا نستطيع قول هذا، ولا يمكن أن أقبل كلمة حال عداء مع هذا الحزب، ولكن مصر ترفض ما يسمى الميليشيات العسكرية في دولة قائمة على القانون والنظام". وأضاف:"عندما توجد ميليشيات على الأرض، فإنها تستخدم إمكاناتها أحياناً كثيرة ضد بقية عناصر المجتمع، ولكن ومع هذا أقول إن الشعب اللبناني أو الفئات اللبنانية قبلت بوجود"حزب الله"غير أن التجربة الأخيرة فرضت عليها أن تتحدث في مسألة سلاح هذا الحزب". وقال:"إذا قبل المجتمع اللبناني بهذا المفهوم لا يستطيع أحد مصري أو عربي أو خارج هذا الإقليم أن يعترض، ومع ذلك أنا أتفهم أيضاً من ناحية أخرى الحاجة الى المقاومة لأن إسرائيل اعتدت على لبنان أكثر من مرة". وعن التحركات الإيرانية وما اذا كانت تعطل المصالح العربية، أشار الوزير المصري إلى"أن هذه التحركات لها تأثير سلبي في القضية الفلسطينية بالتأكيد وبالطبع في لبنان أيضاً وان كان بالنسبة للبنان هناك وضع يجب أن نتفهمه وهو ما يتردد عن أن نحو 40 في المئة من الشعب اللبناني اليوم من المجتمع الشيعي". وأوضح انه"إذا صحت هذه النسبة ولا نستطيع التحقق منها، فمعناه أن هناك مصالح شيعية إسلامية مستقرة داخل لبنان". ورأى أن المعادلة اللبنانية"يصعب أن نقول فيها رأياً سريعاً أو مشروعاً نلخصه في سطر هنا أو هناك ولكن من المؤكد أيضاً أن إيران لها نيات ولها رغبة في التأثير على النظام الجديد البازغ في العراق". وعما يتردد عن أن بعض الكتاب المصريين متعاطفون مع"حزب الله"ويتحدثون عن أن مصر والسعودية قدمتا نوعاً من العون المادي واللوجستي وربما السلاح لميليشيات سنية، قال أبو الغيط:"بالنسبة الى السعودية لا اعلم لأنني لا أستطيع أن أنفي بالنيابة عنها، ولكن في ما يتعلق بمصر فالمؤكد أنها لا تتعاطف مع أي ميليشيات ولا تقدم السلاح أو الدعم المادي لأي ميليشيات أو عناصر مسلحة على الأرض اللبنانية ويجب أن يفهم أن مصر لديها القدرة على ذلك وتستطيع أن تفعل هذا ولكن ليس من سياستها أن يكون لها امتداد مسلح على أرض غير مصرية، وهي لا تتعاطف مع استخدام السلاح مهما كان الأمر، ويجب أن نعلم أن استخدام السلاح يقود إلى استخدام سلاح مضاد". وقال:"نحن نتابع على مدى سنوات الحديث عن فقدان الدور ودائماً ما يأتي هذا عندما تكون هناك قوى إقليمية أخرى تسعى الى الامساك بالأوضاع الإقليمية... ويأتي هؤلاء ويقولون لماذا لا تنضمون الينا... الهدف هو أن ننضم اليها ولا نقاومها... هذه القوى الإقليمية لها نزاعها مع العالم الغربي بينما مصر لها أولوياتها". ولفت إلى"أن هؤلاء الذين يتصورون أن مصر على استعداد للمواجهات الثورية وإمداد الميليشيات الخارجة عن القانون في الدول المختلفة بالسلاح، هؤلاء الذين يطالبون بعودة مصر إلى الصدام العسكري مع إسرائيل والتمرد على الوضع الدولي الحالي مثلما نراها ونشهدها يخطئون خطأ جسيماً لأن عالم اليوم ليس عالم الستينات".