سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تلتزم الصمت ودمشق تنفي "الادعاءات" وتعتبر واشنطن "طرفاً" في الغارة على دير الزور . ملف المفاعل النووي السوري أمام الوكالة الذرية والتسريب الأميركي "تحذير" من تصعيد محتمل
أكدت مصادر أميركية مسؤولة وأخرى قريبة من الادارة أن تفادي اشعال حرب في المنطقة كان السبب وراء الانتظار سبعة شهور قبل اعلان تفاصيل الغارة الاسرائيلية على موقع في دير الزور والتعاون السوري - الكوري الشمالي لبناء مفاعل نووي، مضيفة أن خروج الادارة عن صمتها اليوم يحمل السبب نفسه، وهو حشر دمشق دوليا وتحذيرها من اتخاذ أي دور في مواجهة أخرى محتملة هذا الصيف قد تشمل"حزب الله". واعلنت المصادر احالة هذا الملف على الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قال رئيسها محمد البرادعي انه سيتحرى دقة المعلومات. وفيما التزمت اسرائيل الصمت امس، نفت دمشق"الادعاءات"الاميركية، واتهمت الادارة ب"تصعيد الضغوط السياسية"عليها، وبأنها كانت"طرفا في تنفيذ"الغارة الاسرائيلية على الموقع. راجع ص 4 وكان مسؤولون في الادارة الاميركية عرضوا اول من امس على الكونغرس"ادلة"على ان الموقع العسكري السوري الذي تعرض للقصف في دير الزور في ايلول سبتمبر الماضي، هو مفاعل نووي كانت دمشق تبنيه بمساعدة خبراء من كورية الشمالية ظهر بعضهم في شريط مصور. وافاد بيان اصدره البيت الابيض انه بناء على"معلومات متنوعة"، فان"كوريا الشمالية ساعدت سورية على اجراء نشاطات نووية سرية"، من بينها بناء المفاعل النووي السري الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وكان قادرا على انتاج البلوتونيوم، ولم يكن لاهداف سلمية. ونفت دمشق الادعاءات الاميركية، معربة عن"أسفها واستنكارها لحملة الافتراءات"التي تهدف الى"تضليل الكونغرس والرأي العام العالمي بادعاءات لتبرير الغارة الاسرائيلية ... التي كانت هذه الادارة على ما يبدو طرفا في تنفيذها"، مضيفة:"اصبح واضحا ان هذا التحرك يأتي في اطار المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الكوري". واوضحت اوساط سورية ل"الحياة"في دمشق ان الادارة الاميركية تريد تحقيق أمرين:"الضغط على بيونغ يانغ، وتصعيد الضغوط السياسية على سورية". اما في اسرائيل، فالتزم المسؤولون الصمت بناء على تعليمات من رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن اوساط قريبة منه قوله انه"ليست هناك منفعة من استفزاز الرئيس بشار الاسد". في الوقت نفسه، رأت مصادر اعلامية ان كشف تفاصيل الغارة"يعزز القدرات الردعية لاسرائيل، ويزيد مخاوف دول اخرى في المنطقة من تطوير برنامج نووي سري مستقبلا"، مشيرة الى ان تل ابيب وواشنطن نسقتا في الشهور الاخيرة التفاصيل التي ستكشف. من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في بيان ان الوكالة ستباشر التحري من اجل التحقق من صحة المعلومات الاميركية ودقتها. وانتقد سورية لعدم ابلاغ الوكالة عن نشاطاتها النووية،. كما انتقد كلا من واشنطن لعدم اطلاع الوكالة على المعلومات التي بحوزتها، واسرائيل لاستخدامها القوة من جانب واحد. وفي نيويورك، أكد مسؤول أميركي أن الولاياتالمتحدة ستستمر في التعاون مع الوكالة الذرية، وفي مراجعة المعلومات التي لديها"وترد بما هو مناسب". وأوضحت انه في الوقت الحاضر لا تنوي واشنطن طرح المسألة في مجلس الأمن. وأفادت اوساط اميركية مطلعة في واشنطن ان كشف تفاصيل الغارة يشكل"مفترقا"في العلاقة السورية - الاميركية سيصعب على اي رئيس مقبل تجاوزه. وفيما اكدت ان المعلومات الاستخباراتية"لم تشر الى صلة مباشرة لايران في القضية"، رأت ان هناك قلقا بالغا من التصرف السوري وتحالفاته في المنطقة، مشيرة الى ان واشنطن ليست بوارد"رعاية اي محادثات سلام بين دمشق وتل ابيب". في الوقت نفسه، نفى مسؤول اميركي رفيع المستوى ان تكون واشنطن اعطت اسرائيل الضوء الاخضر لشن الغارة الجوية، مشيرا الى ان واشنطن بحثت مع اسرائيل اللجوء الى خيارات سياسية بعد اكتشاف مبنى المفاعل، وان اسرائيل اتخذت قرارها بالتحرك منفردة. وقال ل"الحياة"المحلل السياسي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، المسؤول السابق في قسم الشرق الأوسط في وزارة الدفاع البنتاغون ديفيد شانكر، أن تضاعف ضغوط الكونغرس على الادارة لكشف التفاصيل، الى جانب تفتيش واشنطن على وسائل لزيادة الضغوط على سورية، كانا وراء كشف الصور والتقارير المفصلة عن الضربة. وقال شانكر الذي يقدم استشارات دورية للادارة في الملفين السوري واللبناني، ان التسريب رسالة أميركية الى دمشق احد بنودها"تحذير ضمني"من أي تصعيد في المنطقة الصيف الحالي، ومن لعب أي دور في اشعال حرب أخرى بين"حزب الله"واسرائيل. واضاف ان واشنطن ستسعى من خلال احالة الملف على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى زيادة الضغط الدولي على سورية ووضعها في موقع شبيه بموقع ليبيا سابقا، تمهيدا لفرض المزيد من العقوبات الدولية عليها في حال عدم تجاوبها مع المطالب الاميركية.