صرّحت المستشارة الألمانية انغيلا مركل، أمس، بأن قضية الاتحاد من أجل المتوسط ترتدي أهمية بالغة لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت علمت"الحياة"في باريس أن الرئيس نيكولا ساركوزي شرح للرئيس حسني مبارك، خلال لقائهما مساء الثلثاء في باريس، العقبات التي واجهها مشروعه لإطلاق الاتحاد المتوسطي وكيف ذُللت. وقالت المستشارة مركل، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس مبارك الذي انتقل من باريس إلى برلين أمس، إن"الاتحاد المتوسطي بالغ الأهمية سياسياً إلى درجة يجب أن يشعر الاتحاد الأوروبي برمته بمسؤولية حياله، وليس فقط الدول المطلة على المتوسط". ونقلت عنها وكالة"فرانس برس":"حين يتصل الأمر بقضايا الهجرة والسلام أو المسائل الاقتصادية، فإننا جميعاً مسؤولون". وأعلن مبارك انه بحث هذه القضية مع مركل بعدما استحوذت على محادثاته في باريس مع الرئيس ساركوزي الذي أطلق المشروع العام الماضي. وتعتبر فرنسا أن مصر ستكون شريكاً"اساسياً وحاسماً"في هذا المشروع الذي سيتم اطلاقه خلال قمة للدول الأوروبية ودول المتوسط في 13 تموز يوليو في فرنسا. وفي باريس، قال مصدر فرنسي مطلع على زيارة الرئيس مبارك إلى فرنسا ولقائه الرئيس ساركوزي، إن اللقاء الذي حصل مساء الثلثاء كان"ودياً للغاية"وتحدث خلاله الرئيس الفرنسي في شكل أساسي حول موضوع الاتحاد المتوسطي. وأضاف أن ساركوزي سأل مبارك مطولاً عن التطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية ومسيرة السلام، خصوصاً عن تصريحات"حماس"بعد زيارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إلى دمشق. وتطرق الرئيسان إلى البحث في كيفية تعزيز موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومساعدته في مفاوضاته مع إسرائيل. وأضاف المصدر أن ساركوزي فصّل لمبارك التقدم الذي حققه مشروعه للاتحاد للمتوسطي والمصاعب التي واجهتها فرنسا بعد إطلاق المشروع، وأكّد ضرورة بناء علاقة جديدة بين شمال المتوسط وجنوبه لتكون"علاقة تساو"وليست كما كانت في مسار برشلونة عندما كان بعض دول الحوض الجنوبي للمتوسط ينتقد ما يعتبره مسعى من الاتحاد الأوروبي لفرض خياراته على دول الضفة الجنوبية. وقال ساركوزي، كما ذكر المصدر، إنه بعد اتفاقه مع الأوروبيين صار في الإمكان وضع نهج جديد للاتحاد الأوروبي لتكون العلاقة متساوية من خلال إنشاء رئاسة مشتركة للاتحاد المتوسطي، وفي حين ستكون فرنسا رئيسة مجموعة الشمال، فإن باريس ترحب بأن تكون مصر، نظراً إلى حجمها المهم، مرشحة للمشاركة في الرئاسة لمجموعة الجنوب، ولكن هذا يتطلب اجماعاً أوروبياً وعربياً. وقال المصدر إن الرئيسين تطرقا إلى موضوع لبنان وسورية وإيران ولكن خلال الفترة المنفردة من اللقاء.