إسطنبول، واشنطن - أ ف ب - واصلت قوى المعارضة السورية جهودها لتوحيد صفوفها في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وأجرى المجلس الوطني السوري، الذي يبذل جهوداً دؤوبة لتنظيم المعارضة ضد النظام، مشاورات مغلقة السبت في إسطنبول مع عدد من تيارات المعارضة من أجل توحيدها. وقال العضو في المجلس الوطني السوري خالد خوجة أمس: «نجري مناقشات منذ بضعة أيام مع برهان غليون، الأستاذ الجامعي في باريس والمعارض منذ فترة طويلة، ومع أكراد ومندوبين عن العشائر». وأضاف خوجة: «عندما سيجتمع المجلس الوطني السوري، سيفعل ذلك في إطار جمعية جديدة موسعة تضم كل هذه التيارات الجديدة». وأوضح أن اجتماع المجلس الوطني السوري الذي كان مقرراً في الأصل السبت، لا يمكن أن يعقد «قبل الأحد في أفضل الأحوال» بعد انتهاء المحادثات. وسينتخب في هذا الاجتماع رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. وأكدت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التظاهرات المعارضة للنظام أن «التشكيلة النهائية للمجلس الوطني السوري ستعلن في اليومين المقبلين». وكان المجلس الوطني السوري، الذي يعد أوسع تحالف للمعارضة السورية، تأسس أواخر آب (أغسطس) في إسطنبول. ويضم 120 شخصية يعيش في سورية قسم منها يناهز النصف. والأعضاء الذين يعيشون في الوقت الراهن خارج سورية هم الذين سيشاركون في اجتماع إسطنبول الذي سينتخب خلاله رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. ويأمل المجلس الوطني السوري أيضاً، كما تقول المتحدثة باسمه بسمة قضماني، في الحصول على دعم جماعة «الإخوان المسلمين» وموقعي إعلان دمشق 2005 الذي يتضمن المطالب الديموقراطية. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان أنه «تم الاتفاق على تشكيل المجلس الوطني على أساس المشاركة المتساوية، وسيعلن عن التشكيل النهائي في بيان رسمي يصدر خلال اليومين المقبلين». وأوضح البيان أن هذا الاتفاق تم التوصل إليه «بعد اجتماعات دامت يومين شاركت فيها قوى إعلان دمشق وجماعة الإخوان المسلمين والهيئة الإدارية الموقتة للمجلس الوطني السوري وعدد من القوى والأحزاب الكردية والمنظمة الآشورية والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الأعلى للثورة السورية والدكتور برهان غليون». وكانت المعارضة السورية قامت بخطوة مهمة في 21 أيلول (سبتمبر) في إطار توحيد صفوفها بعد نداء المعارضة الميدانية التي اتحدت في إطار لجان التنسيق المحلية، من أجل الانضمام الى المجلس الوطني. وذكرت مصادر ديبلوماسية في دمشق أن تنامي قوة المجلس الوطني السوري ناجم على ما يبدو عن اتفاق بين الأميركيين والأتراك و «الإخوان المسلمين»، واتحاد الاتجاهات الثلاثة: القوميون والليبراليون والإسلاميون. في غضون ذلك، يجتمع المكتب التنفيذي السابق ل «هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني» المعارضة الذي يرأسه المعارض حسن عبد العظيم أمس لاختيار أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للهيئة، الذي سيتكون من 24 عضواً، وسيتم عرض القائمة على «المجلس الوطني» للموافقة عليها أو تعديلها أو رفضها. ومن المقرر أن يتم ترشيح أعضاء للمكتب التنفيذي يمثلون أحزاب المعارضة والمستقلين والتنسيقيات والحراك الشبابي بواقع 13 شخصاً للأحزاب و5 للتنسيقيات و5 للمستقلين فضلاً عن المنسق العام من المستقلين». توبيخ السفير السوري على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن السفير السوري لدى الأممالمتحدة عماد مصطفى استدعي الى مقر وزارة الخارجية حيث تلقى «توبيخاً» على خلفية تعرض موكب السفير الأميركي روبرت فورد في دمشق للاعتداء الخميس من قبل مؤيدين للنظام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إنه «تم تذكير السفير السوري بأن السفير فورد هو الممثل الشخصي للرئيس» باراك أوباما وإن «أي اعتداء على فورد هو اعتداء على الولاياتالمتحدة». وأوضحت المتحدثة أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط هو الذي كلف «توبيخ» السفير السوري وتذكيره ببنود معاهدة جنيف الخاصة بمسؤولية الحكومات عن سلامة الديبلوماسيين الأجانب على أراضيها. وأضافت المتحدثة أيضاً أن فيلتمان «طالب بتعويضات» بعد تعرض سيارات تابعة للسفارة الأميركية لأضرار نتيجة الهجوم الذي حصل الخميس في العاصمة السورية. وكان موالون للرئيس بشار الأسد تجمعوا أمام مكتب لمعارض سوري كان يزوره السفير الأميركي في دمشق وألقوا الطماطم والبيض على سيارات السفارة الأميركية. واعتبرت وزارة الخارجية أن ما حصل هو محاولة اعتداء على السفير ومعاونيه من قبل «حشد عنيف أصاب السيارات بأضرار جسيمة».