وصل الوفد السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى العاصمة الأميركية أمس، للمشاركة في أعمال قمة"مجموعة العشرين"حول السوق المالية والاقتصاد العالمي، في ظل تفاوت في التوقعات بين من يراها تتمة لاتفاق"بريتون وودز"وبين من يستبعد إنجازات ضخمة لها بسبب التغيير في الإدارة الأميركية وعدم مشاركة فعلية من الرئيس المنتخب باراك أوباما. وتوجه وفد المملكة، العربي الوحيد في المجموعة من نيويورك إلى واشنطن ، حيث شارك في عشاء تكريمي أحياه الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض، للمشاركين في القمة، يتقدمهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، والرئيس البرازيلي لويز إناسيو لولا دا سيلفا الذي ترأس بلاده المجموعة. ويرافق الملك عبدالله إلى القمة وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل ووزير العمل غازي الغصيبي والمال إبراهيم العساف والثقافة أياد مدني. وتوقع الخبير موريس غولدستاين من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن"دوراً فاعلاً"للسعودية في القمة ليس فقط، لأنها الدولة الوحيدة من ضمن مجموعة مجلس التعاون الخليجي، بل أيضاً في رسم أجندة القمة ونتائجها. ويتطلع القادة الدوليون إلى الرياض على مستوى الدعم الذي ستقدمه إلى صندوق النقد الدولي، والتوصيات التي سيقدمها الوفد لضمان استقرار السوق والقطاع المصرفي عالمياً. ويرى غولدستاين أن السعودية، التي حلت رابعة في الاحتياط النقدي العالمي، تضاعف اقتصادها إلى 500 بليون دولار هذه السنة، ولم تتأثر بأزمة المصارف والعقارات مثل بقية الدول. بل نجحت سياستها الاقتصادية في خفض العجز 10 في المئة. وتفاوتت التوقعات من القمة التي تهدف مبدئياً إلى طمأنة السوق المالية العالمية، في مواجهة الأزمة الأصعب منذ ثلاثينات القرن الماضي، ومن خلال العمل على اتخاذ إجراءات وقائية لمنع أزمات أخرى. وفيما اعتبر بعضهم القمة تتمة لاتفاق"بريتون وودز"، يرى المحلل في صحيفة"واشنطن بوست"ديفيد ايغناشيوس، أن السيناريو يختلف بين إدارة هاري ترومان التي وقفت منتصرة على النازية وقتها، والإدارة الأميركية اليوم وتحول بوش"بطة عرجاء"في الشهرين الأخيرين من ولايته، قبل تسلم خلفه أوباما الرئاسة.