ماذا يمكن ان يفعل رئيس أمريكي يوصف بأنه بطة عرجاء في الفترة الواقعة بين يوم الانتخابات الأمريكية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) ويوم تسلم الرئيس التالي السلطة بعد 77يوما. اذا كنت في مكان الرئيس الأمريكي جورج بوش وفي الوقت الذي يشهد فيه النظام المالي العالمي أسوأ أزمة له منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي ويطالبك الحلفاء بالتحرك فقد يكون المخرج الوحيد هو الدعوة لعقد قمة لزعماء العالم. لكن بوش وقد بقيت أيامه في البيت الأبيض معدودة قد لا يملك النفوذ الكافي لمثل هذا التجمع الذي سيعقد في 15نوفمبر (تشرين الثاني) بعد 11يوما من الانتخابات اذ من المؤكد ان يكون للرئيس الأمريكي القادم سواء كان المرشح الديمقراطي باراك أوباما او منافسه الجمهوري جون مكين خطط خاصة به. ورغم ذلك يمكن ان يوفر هذا الاجتماع لبوش الفرصة الأخيرة لحفظ ماء الوجه وانهاء اسابيعه الأخيرة في البيت الأبيض بشكل لائق بعد ان تدنت شعبيته الى مستويات قياسية في الولاياتالمتحدة والى مستويات أدنى في الخارج. لن يكون موقفه سهلا. فالزعماء الذين يجلسون معه الى الطاولة يتطلعون الى ما ورائه ويتساءلون كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيجلس في البيت الأبيض مع حالة الاضطراب التي تهز الأسواق العالمية والمخاوف التي تزداد عمقا من امكانية حدوث كساد على مستوى العالم. ويقول ستيفن واين باحث العلوم السياسية في جامعة جورج تاون "هذا المؤتمر هو الطريقة التي يقول بها بوش.. مهلاً.. مازلت هنا.. مازلت في السلطة. لكن السؤال الذي سيشغل ذهن الزعماء الأجانب هو ما سيقدمه الرئيس الأمريكي الجديد من التزامات". ويعلق الأوروبيون آمالا عريضة على القمة وهي الأولى في سلسلة اجتماعات مماثلة ستؤدي في نهاية المطاف الى اعادة تشكيل النظام المالي العالمي. وأقر بوش الذي جعل حملته من أجل السوق الحر محور سياسته الاقتصادية العالمية بأن هناك ضرورة لاصلاح السوق لكنه تشكك أكثر في الحاجة الى تغيير واسع النطاق. وساند بوش التحركات الحكومية المنسقة لفتح أسواق القروض الائتمانية التي توقفت فيها الحركة كما وافق تحت ضغط هائل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على عقد اجتماع للقوى الاقتصادية للتعامل مع الأزمة. واقترح ساركوزي الذي يدعو لإعادة رسم المنظومة المالية العالمية التي وضعت في مؤتمر بريتون وودز عام 1944عقد الاجتماع في نيويورك. لكن هذا كان سيجعل من وول ستريت هدفا للانتقاد الموجه الى الاسراف الرأسمالي. لكن بعد اختيار واشنطن مكانا للقمة قد يكون بوش في وضع أفضل للسيطرة على محور المحادثات. وسئلت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي عما اذا كان بوش مستعدا لتعديل بالجملة لاحكام سوق المال كما يريد بعض الحلفاء فقالت "أعتقد ان الكل سيأتي بأفكار خاصة به...لكن لن تطبق كل دولة نفس الحلول". وحذرت بيرينو من توقع بأن تخرج القمة بقرارات بشأن السياسات والاحكام الجديدة.