حقق حاكم ولاية ماساشوسيتس السابق المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، ميت رومني، فوزاً مهماً في ولاية ميشيغن، أعاد فيه خلط أوراق السباق الجمهوري، على نحو يبقي موقع الصدارة قيد المنافسة بين أربعة مرشحين، في وقت تمسك المرشحون الديموقراطيون، في مناظرة تلفزيونية برزت فيها السناتور هيلاري كلينتون، بضرورة الانسحاب من العراق نهاية العام المقبل، وانتقدوا في شدة سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية والاقتصادية. ونجح رومني في انتزاع فوز محوري لحملته من السناتور جون ماكين في ميشيغن، بنسبة 39 مقابل 30 في المئة، يعيد به السباق الجمهوري الى المربع الأول، ومن دون مرشح للصدارة، بعد عجز أي من المتنافسين ومنذ بدء الانتخابات التمهيدية مطلع الشهر، عن الفوز بأكثر من ولاية. ويرى المراقبون أن ذلك يعكس حال الارتباك التي يعانيها الحزب الجمهوري بعد ولايتين لبوش، وضياع الناخب الجمهوري بين قاعدته الإنجيلية، التي تحبذ القس اليميني المرشح مايك هاكابي، والخط المعتدل الذي يمثله ماكين، وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني. وأكد رومني بعد إعلان النتائج، أنه سيحمل هذا الفوز ونهجه"المتفائل"الى ولايتي نيفادا وساوث كارولينا، حيث سيحاول إبراز الهم الاقتصادي على حساب القضايا الأخرى. إذ نجح المرشح، وهو ابن حاكم سابق لولاية ميشيغن ولعائلته صداقات متينة مع قيادات في الولاية، في توظيف الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مدن الولاية، وأرقام البطالة المرتفعة فيها، لاستقطاب أصوات الجمهوريين. وعكست استطلاعات الرأي النقمة في صفوف الجمهوريين على أداء الرئيس بوش وسياسته الاقتصادية، وفي ضوء اضطرار مصانع السيارات الشهيرة في الولاية الى خفض عدد اليد العاملة فيها بنسب كبيرة. وحاولت حملة ماكين التقليل من أهمية فوز رومني، الذي عزته إلى صلاته العائلية، وركزت على صدقية السناتور الجمهوري مع الناخبين واستعداده لمعركة قوية في الولايات المقبلة. ويساعد فوز رومني وغياب أي مرشح صدارة في الحزب، منافسه جولياني الذي ينتظر حتى 29 الشهر الجاري لإطلاق حملته في ولاية فلوريدا. وتشير استطلاعات الرأي الى أن ماكين هو الأكثر قدرة على هزم الديموقراطيين في المواجهة بين الحزبين، مما دفع بمعلقين ديموقراطيين عشية الانتخابات، إلى حض ناخبيهم على التصويت لرومني في ميشيغن بدلاً من ماكين. وقاطع الديموقراطيون الانتخابات في الولاية، بسبب تغيير موعدها الانتخابي. وباستثناء كلينتون، رفض السناتور باراك أوباما والسناتور السابق جون إدواردز إدراج اسميهما على اللائحة، ونقلا المبارزة الى الموجات الإذاعية ومحطة"أن بي سي"، والتي استضافت مناظرة في ولاية نيفادا الثلثاء. وحاول كل من كلينتون وأوباما إعادة المياه الى مجاريها، بعد خلافهما حول موضوع العرق، واتهامات متبادلة من حملتيهما بشحن الأجواء العنصرية. وتراجع المتنافسان عن تصريحاتهما خلال المناظرة، بعدما اتضح إضرارها بشعبية كلينتون في أوساط الأفريقيين الأميركيين، وبأوباما في أوساط البيض. وركزت المناظرة على الموضوع الاقتصادي، مما جعل الصف الديموقراطي يتوحد في استعجاله للخروج من العراق، ولإعادة التركيز على المسائل الداخلية. وللمرة الأولى منذ بدء السباق، تعهد أوباما وكلينتون وإدواردز بسحب جميع القوات المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام 2009، وأكدوا التحرك في الكونغرس لمنع الرئيس بوش من توقيع اتفاقية مع الحكومة العراقية، في شأن التمديد لبقاء الجنود الأميركيين فترة أطول، من دون عرضها على الكونغرس الأميركي. وأجمع المراقبون بعد انتهاء المناظرة على نجاح كلينتون في إدارة النقاش. وسارعت كلينتون بعد المناظرة الى متابعة حملتها الانتخابية في نيفادا التي تجرى فيها عملية التصويت السبت المقبل، وظهرت مع الممثلة اللاتينية الأصل أميركا فيريرا، لتساعدها في حصد أصوات اللاتينيين في الولاية، فيما سيعتمد أوباما على دعم نقابات الاتحاد العمالي. وتحدثت هيلاري كلينتون عن علاقة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي خلال مقابلة مع مقدمة البرامج التلفزيونية الشهيرة تايرا بانكس. وقالت كلينتون:"كان علي حقيقة أن أفكر كثيراً حول ما هو الأفضل بالنسبة إلي، وما هو مناسب لعائلتي. لم أشك بحب بيل لي يوماً، كما لم أشك في إيماني والتزامي بابنتي وعائلتنا الأكبر". لكن كلينتون اعترفت بأن مشاعر الغضب والإحراج تملكتها. وقالت:"المشاعر الفورية... تشعرين بالغضب والانزعاج الحقيقي وبخيبة الأمل. تدور كل هذه الأفكار في رأسك. وجدت أنه ليس عليك اتخاذ قرارات في اللحظات الحامية". وأظهرت استطلاعات الرأي منافسة حادة بين المرشحين الثلاثة في نيفادا، وشبه تعادل بينهم، بنسب 32 في المئة لأوباما و31 في المئة لكلينتون و27 في المئة لإدواردز. في غضون ذلك، دانت مجموعات دينية تنظيم مجالس الناخبين في ولاية نيفادا السبت، يوم العطلة لدى اليهود وبعض السبتيين الذين يؤكدون انهم لن يتمكنوا من التصويت في هذا اليوم بالتحديد. وقال جيفري سينينسكي، من اللجنة اليهودية الأميركية ان"برمجة هذه الانتخابات من دون أي اعتبار للذين يعطلون السبت يحرم جزءاً كبيراً من الناخبين من حق التصويت". وقد يحول ذلك دون تصويت حوالى ستين ألف يهودي في ولاية نيفادا وحوالى خمسة آلاف من السبتيين الذين لا يريدون كذلك تنظيم الانتخابات السبت.