عشية لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في مدريد، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي علي لاريجاني أن إيران ما زالت ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي من مطار مهر آباد قبل أن يتوجه إلى إسبانيا إن"التعليق ليس وسيلة منطقية لحل الأزمة النووية"، مشدداً على أن بلاده لن تقبل إجراء محادثات بشروط مسبقة. ويلتقي لاريجاني سولانا اليوم، في إطار الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة النووية الايرانية التي تسببت في فرض عقوبات دولية على طهران. وتسعى الدول الغربية حالياً إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب رفضها تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. وسيكون اجتماع اليوم الثاني بين الرجلين بعد المحادثات التي جمعتهما في أنقره في نيسان أبريل الماضي ووصفته الناطقة باسم سولانا بأنه"إيجابي في شكله ولكنه غير مثمر في جوهره". وأوضح لاريجاني أمس أنه"جرى بحث نقاط إيجابية خلال اجتماع أنقره"، وصفها بأنها"براعم بحاجة إلى أن تنمو على المستوى الدولي لحل المسألة". وأكد لاريجاني مرة أخرى موقف إيران، وقال إن بلاده"مستعدة لتطبيق آليات لتهدئة مخاوف الدول الأخرى حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني". رايس لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت، وهي في طريقها إلى ألمانيا لحضور اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى، أن التوقف عن مطالبة إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم سيكون خطأ كبيراً، وطالبت بتكثيف الضغط على طهران حتى تتخلى عن برنامجها النووي. وأزعج محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدةالولاياتالمتحدة وآخرين الأسبوع الماضي، حين دعا إلى حل وسط لإنقاذ ماء الوجه يقبل ببقاء عمليات التخصيب الإيرانية عند مستواها الحالي بدلاً من المطالبة بتعليق كامل لبرنامج يقول الغرب إنه يهدف إلى تصنيع أسلحة نووية. وأضافت:"أعتقد بأن ذلك سيكون خطأ كبيراً. نتمسك بالحاجة إلى التعليق ونتمسك بالحاجة إلى الاستمرار في تكثيف الضغط"على إيران. ولفتت رايس إلى أن"الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست وكالة تتفاوض مع الإيرانيين. هذا يجري بموجب قرار لمجلس الأمن من خلال الدول الستة"، مشيرة إلى المفاوضات التي يقودها خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي باسم القوى الكبرى. وفي باريس، أعلنت فرنسا أنها"تتضامن كلياً"مع شركائها في المحادثات لإقناع طهران بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم بعد الدعوة التي وجهها مسؤول إيراني أيد فيها وساطة فرنسية. وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية دوني سيمونو:"متضامنون كلياً مع شركائنا الأوروبيين بريطانياوألمانيا والدول الثلاث الأخرى الولاياتالمتحدة وروسيا والصين التي تتفاوض معناً"في إطار هذا الملف. وأوضح سيمونو أن"إيران أمام خيار واضح قدم مراراً إلى محاورينا الإيرانيين وهو إما أن تحترم طهران التزاماتها الدولية غير القابلة للتفاوض أو أن تتعرض لخطر زيادة عزلتها". وأضاف:"ما زال أمام إيران الوقت لقبول تعليق أنشطتها"مشيراً إلى أن سولانا يحظى ب"دعم فرنسا التام"في لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين. وسيلتقي سولانا لاريجاني الخميس في مدريد. تجسس ونفت رايس تورط ثلاثة أميركيين من أصول إيرانية في التجسس، معتبرة أن إيران تنتهك سيادة القانون بتوجيه تهمة التجسس إليهم. وقالت رايس:"هؤلاء ليسوا أناساً متورطين في التجسس. إنهم مواطنون صالحون يحملون جنسية مزدوجة، وسيكون أمراً جيداً أن تكون إيران قادرة على الترحيب بأناس يريدون تحسين حياة الإيرانيين وتحسين الحريات في إيران"، معتبراً توقيفهم"تعطيلاً لسيادة القانون..." وأول من أمس، أعلن الناطق القضائي الإيراني علي رضا جمشيدي أن الأكاديمية هالة أسفندياري وعالم الاجتماع كيان تاجبخش والصحافية بارناز عظيمة متهمون بالإساءة إلى الأمن القومي والتجسس. كذلك وصف سيمونو"التشدد الأخير"لطهران تجاه الباحثين والصحافيين وممثلي المنظمات غير الحكومية الذين يزورون إيران بأنه"مقلق"، خصوصاً"عندما يتعلق الأمر بحاملي الجنسيتين"الأميركية والإيرانية.