أعلن مسؤول صيني أمس انه حض الحكومة السودانية على ضرورة اظهار قدر أكبر من المرونة في شأن خطة أممية لنشر قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، وتحسين الأوضاع الإنسانية وايجاد تسوية سياسية سريعة للأزمة في الإقليم المضطرب. وأبلغ مساعد وزير الخارجية الصيني جاي جوان الرئيس السوداني عمر البشير أن بكين مستعدة لمواصلة القيام"بدور بناء"في عملية السلام في دارفور. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم في نهاية زيارة استمرت ثلاثة أيام، انه"يأمل في أن يتمكن الجانب السوداني من ابداء مزيد من المرونة في شأن خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان ومواصلة تحسين الوضعين الإنساني والأمني والتعجيل بالعملية السياسية في دارفور"، لافتاً إلى انه لا يرى تعارضاً بين المخاوف السودانية من تدخل دولي وخطة أنان. وأكد الموفد الصيني أن بلاده لا تدعم الخرطوم في رفضها نشر قوة دولية افريقية مشتركة في اقليم دارفور. وقال:"نأمل في أن يقبل اصدقاؤنا السودانيون هذه الخطة، ليس لتسمية القوة أي اهمية أكانت افريقية او مشتركة". وأعلن رفض بكين سياسة الضغوط وفرض العقوبات وتشديدها على أهمية المعالجة السياسية للأزمة. وتابع أن جهود المجتمع الدولي يجب أن تنصب على حل المشكلة وليس تصعيدها، مشيراً الى موقف الصين المبدئي والثابت بضرورة احترام سيادة السودان وحقه في السيطرة على مجمل أراضيه. وأضاف جاي جوان أن الصين تشجع السودان على التشاور مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في أقرب فرصة ممكنة لايجاد حل مناسب ومبكر لهذه القضية، معرباً عن أمله في انضمام متمردي دارفور غير الموقعين على اتفاق سلام ابوجا الى عملية السلام في أسرع وقت ممكن بما يساهم في ايجاد حل مناسب وشامل لقضية دارفور. وجدد حرص بكين على تحقيق تسوية سلمية سريعة. إلى ذلك، شهدت أديس أبابا أمس اجتماعاً ضم السودان والاتحاد الافريقي والامم المتحدة لتحديد طبيعة الدعم الدولي للقوة الافريقية المنتشرة في دارفور وقوامها سبعة آلاف عنصر. وقال مسؤول أفريقي شارك في الاجتماع ل"الحياة"ان الأطراف ناقشت حزمتي الدعم الاممى الثقيل بحسب خطة أنان ويدرس خبراء من الاطراف الثلاثة عدد القوات وتسليحها والدعم اللوجستي والفني. وكشف ان ممثل المنظمة الدولية ذكر ان ليس لديهم قوات جاهزة لنشرها وان الأولوية ستكون للدول الافريقية، كما اقترح طلب قوات من الهند وباكستان وبنغلاديش لاستكمالها في حال عجز الافارقة عن توفير القوة المطلوبة، مشيراً إلى أن اليوم الثلثاء سيكون حاسماً من خلال لقاء يضم مسؤولين كباراً من الأطراف الثلاثة. وفي سياق متصل، ينتظر أن يصل الى الخرطوم اليوم رئيس جنوب افريقيا ثامبو امبيكي في زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس البشير في شن تطورات الاوضاع فى دارفور وفرص احلال السلام فى المنطقة. كما سيزور جوبا عاصمة اقليم جنوب السودان لاجراء محادثات مماثلة مع النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت عن سير تنفيذ اتفاق سلام نيفاشا وجهود اعادة التعمير وتوطين اللاجئين والنازحين العائدين الى مناطقهم. في غضون ذلك، كشف مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان العاصمة الليبية طرابلس ستستضيف نهاية الشهر الجاري جولة مفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور لاستكمال عملية السلام في الاقليم، وانه اتفق مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالله بن حمد العطية الذي بدأ محادثات مع المسؤولين في الخرطوم أمس على ضرورة اقامة منطقة عربية حرة في البلاد. وعلم ان لقاء اسماعيل والعطية ناقش الى جانب اقامة منطقة عربية حرة، تطوير العلاقات بين الدول الخليجية والسودان، اضافة إلى إمكان دخول دول المجلس بمشاريع استثمارية في شرق السودان. وقالت مصادر حضرت اللقاء ل"الحياة" ان اسماعيل أبلغ العطية ان اقامة المنطقة الحرة والمساهة الخليجية في تنمية شرق البلاد سيعزز الدور القطري في تطبيع العلاقات بين السودان واريتريا، مشيراً الى مبادرة يتبناها أمير قطر لتثبيت السلام في الشرق عبر اقامة مشروعات تنموية على جانبي الحدود السودانية - الاريترية.