رحّبت الخرطوم أمس بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان شروع المنظمة الدولية في تعزيز قوة الاتحاد الأفريقي في دارفور بموارد خارجية وبقوة أفراد معاونة"مختلطة"برئاسة الاتحاد الأفريقي. ورحّبت أيضاً بكلام الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك عن أن بلاده تبحث في صيغة تسوية حول القوة التي تحاول الأممالمتحدة نشرها في دارفور. وتلقى الرئيس السوداني عمر البشير مساء الخميس اتصالاً هاتفياً من أنان ركز على اعتماد الصيغة التي يتطلبها دعم الأممالمتحدة لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور في كل الأوجه الفنية واللوجستية والمالية المطلوبة لتعزيز تنفيذ اتفاق سلام أبوجا. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية ان البشير أبلغ أنان أن السودان يمارس حقه المشروع في حماية أرضه وشعبه، وشرح خطط الحكومة التي قدمتها في شأن دارفور. وقال أنان خلال الاتصال ان مندوبه هادي عنابي الذي وصل الى الخرطوم، سيواصل التشاور مع الحكومة في شأن وسائل دعم القوات الأفريقية. وكان أنان قال الليلة قبل الماضية:"نحن نركز على ارسال قوة فعالة إلى دارفور وتعزيز قوة الاتحاد الأفريقي الموجودة هناك ومنحها كل الدعم الذي تحتاجه". وصرّح إلى الصحافيين بأن الرئيس البشير قبل خلال محادثات معه بالفعل تعزيز قوة الاتحاد الأفريقي بموارد خارجية وبقوة أفراد معاونة. وأضاف أنان انه في ظل تدهور الأوضاع على أرض الواقع فإن هناك حاجة لأن تعمل الأممالمتحدة"على وجه السرعة مع الحكومة السودانية وغيرها من الأطراف المعنية لايجاد سبيل للخروج من المأزق الراهن". كما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن الولاياتالمتحدة تبحث في صيغة تسوية حول القوة التي تحاول الأممالمتحدة نشرها في إقليم دارفور، مشدداً على أن المنظمة الدولية تبقى عنصراً رئيسياً في هذه الصيغة وبالصفة نفسها التي يتمتع بها الاتحاد الأفريقي. وقال إنه يجري البحث حالياً عن طريقة يمكن معها طمأنة مخاوف الحكومة السودانية وكذلك القلق الذي تعبر عنه حكومات أخرى في المنطقة حول طبيعة القوة الدولية. وأكد أن واشنطن مستعدة بدافع الفعالية للقبول بتسويات. وقال"نحن بحاجة لأن يكون هناك وجود قوي. نحن بحاجة لأن تكون هناك قوة بصلاحيات أكبر كي تكون هناك قوة فعالة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير علي الصادق للصحافيين أمس إن الصيغة التي يفضلها السودان هي أن يكون الاتحاد الأفريقي على رأس القوة. وأضاف:"هذه القوة تتيح تعزيز القوات الأفريقية الموجودة في الإقليم وتجعل البعثة الأفريقية تنفرد بالقرار". وقال إن الحكومة لا تمانع في أن يستعين الاتحاد الأفريقي بمن يريد من أي دولة سواء أفريقية أو غيرها أو أي دعم مالي ولوجستي وفني. وتابع:"نحن لا نرفض مثل هذه الصيغة". وفي سياق متصل قالت مصادر ديبلوماسية إن مجلس الأمن قرر إرسال وفد إلى أديس أبابا الإثنين المقبل بدعوة من الاتحاد الأفريقي للمشاركة في مناقشات حول دارفور. وأوضحت أن اثنين من ديبلوماسيي البلدان الأعضاء في المجلس سيغادران إلى العاصمة الإثيوبية من دون أن تكشف جنسيتيهما واسميهما. الى ذلك، يصل إلى الخرطوم غداً الأحد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في زيارة تستغرق يومين آتياً من القاهرة حاملاً معه أفكاراً جديدة لحل معضلة قرار مجلس الأمن 1706 في شأن نشر قوة اممية في دارفور. وذكرت تقارير أمس أن المجتمع الدولي يعوّل كثيراً على زيارة الوزير الفرنسي الذي يأتي إلى السودان بتفويض من دول الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك الذي طردته الخرطوم الشهر الماضي بعدما اتهمته بتجاوز صلاحياته، إنه لم يكن يعني بما سطّره في مدونته نشر تقرير سلبي عن الجيش السوداني، مشيراً إلى انه كان ينتقد الحكومة نفسها ويحذرها من ارتكاب انتهاكات أكثر ضد اتفاق سلام دارفور. وكان برونك تحدث في مدوّنته على شبكة الانترنت عن هزيمتين كبيرتين لحقتا بالجيش السوداني في دارفور أخيراً.