أكدت موسكو أن لديها"كل الإمكانات والقدرات للرد، في حال فكرت واشنطن بنشر أجزاء من الدرع الصاروخية الأميركية في القوقاز"، بحسب ما أعلن المسؤول الأميركي عن إقامة تلك المنظومة. وتعهد الجانب الروسي بتطوير أنظمة صاروخية قادرة على اختراق منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية، فيما حضت إلمانيا على مناقشة الأمر داخل حلف شمال الأطلسي ناتو في محاولة لتفادي التفرد الأميركي ومحاولة طمأنة الروس. واللافت أن السجال الروسي - الأميركي في شأن الدرع الصاروخية تطور ليتناول نية واشنطن نصب أجزاء منها في منطقة القوقاز التي تعتبر منطقة نفوذ حيوية للروس، بعدما كانت موسكو اعترضت أساساً على استخدام بولندا وتشيخيا لنشر المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ، ما تسبب في تبادل للاتهامات أوحى ب"حرب باردة جديدة". وقال وزير الدفاع الألماني فرانز جوزيف يونغ للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الاوروبي في مدينة فيسبادن أمس:"علينا أن نناقش تطوير أجراء كهذا في إطار حلف شمال الأطلسي."وأضاف أن مخاوف روسيا من هذه الدرع يمكن تهدئتها من خلال المحادثات داخل مجلس الحلف وهو منتدى لمناقشة القضايا الاستراتيجية والدفاعية بين خصوم الحرب الباردة السابقين. وجاء ذلك بعدما صب الزيت على النار إعلان رئيس الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ الجنرال هنري أوبيرينغ في بروكسيل أن الدرع الصاروخية، قد تشمل نصب"رادار متنقل"في منطقة القوقاز"قادر على التقاط الإشارات الأولى لأي صاروخ معادٍ، ليبثها إلى المحطة الرئيسة للرادارات التي تريد واشنطن إقامتها في تشيخيا، للتصدي لأي هجمات محتملة من إيران أو كوريا الشمالية. وأضاف الجنرال أوبيرينغ أن"هذا الرادار محمول، يمكن نصبه في أي منطقة خلال أيام وبسرعة كبيرة جداً". ولم يوضح في أي منطقة من القوقاز يمكن نصبه، لكنه قلل من خطر المنظومة الأميركية على روسيا. وقال إن"الرادار سيوجه إلى إيران ولا يمكننا تصويبه في اتجاه روسيا". وأثارت هذه التصريحات استياء في موسكو، وقال قائد سلاح الجو الروسي الجنرال فلاديمير ميخائيلوف إن بلاده لديها معلومات عن أن خطط واشنطن لا تقتصر على منطقة القوقاز، لكنها تطاول أقرب جارات روسيا وهي إوكرانيا، مشيراً إلى محادثات أميركية - أوكرانية في هذا الشأن. وأوضح الجنرال الروسي أن موسكو بدأت بتطوير أنظمة صاروخية متقدمة جداً ستشكل الجيل الخامس لأنظمة"أس 300"و"أس 400"المتطورة، من دون أن يوضح الخصائص الفنية للصواريخ الجديدة التي قال إنها ستكون قادرة على اختراق كل التحصينات الدفاعية الجوية وضمان أمن روسيا في مجال الدفاع الجوي الفضائي أيضاً. إلى ذلك أشارت جهات عسكرية روسية إلى أن البلدين المرشحين لأن تنشر فيهما رادارات أميركية هما جورجيا وآذربيجان. وكانت موسكو اعتبرت التحرك الأميركي موجهاً ضدها. وقال نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف إن حجج واشنطن حول الخطر الإيراني واهية، لأن طهران لا تمتلك صواريخ عابرة للقارات ولا يمكن أن تشكل خطراً على اوروبا.