في مؤشر الى تغيير كبير في السياسة الأميركية أكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أمس أن الولاياتالمتحدةوالعراق أطلقا مبادرة ديبلوماسية جديدة في اتجاه ايران وسورية من خلال مؤتمر اقليمي يعقد في بغداد منتصف الشهر المقبل. كما أكدت مصادر مطلعة في دمشق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس بأن المؤتمر سيضم الدول المجاورة للعراق ومصر وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ما يعني ان مسؤولين سوريين وايرانيين سيلتقون السفير الاميركي زلماي خليل زاد او خلفه رايان كروكر. وكان البيت الأبيض أعرب أمس عن الاستعداد لحضور المؤتمر. لكن مسؤولاً في الادارة شدد على عدم النية لعقد لقاءات ثنائية بين المسؤولين الأميركيين والسوريين أو الايرانيين. وعلى أن موقف واشنطن من طهران لم يتغير. في غضون ذلك قال رئيس الاستخبارات الاميركية مايكل ماكونيل إن الوضع في العراق"يسير في اتجاه سلبي"وإن مصطلح"الحرب الاهلية"هو الوصف المناسب لعناصر أساسية في النزاع. وقتل أمس 40 عراقياً بهجمات وسيارات مفخخة، بينهم 19 صبياً راحوا ضحية انفجار في ملعب لكرة القدم تضاربت المعلومات حول أسبابه، كما قتل 3 جنود أميركيين. على صعيد آخر، وفي مؤشر الى احتدام الخلافات داخل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"أكد القيادي في المجلس نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي أن مسؤولاً في وزارة البلديات متورط في محاولة اغتياله أول من أمس. وتوفي وكيل الوزارة متأثراً بجروح أصيب بها في الحادث. في دمشق، أوضحت المصادر ان المؤتمر الاقليمي في بغداد"سيبحث في سبل استقرار العراق وتحقيق الأمن فيه"، وسيكون على مستوى معاوني وزراء الخارجية، وفي حال نجاحه سيعقد مؤتمر على مستوى الوزراء في نيسان ابريل المقبل. وجرت قبل يومين اتصالات هاتفية بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وكل من زيباري ونظيره الايراني منوشهر متقي. وعلمت"الحياة"امس ان طهران"مهتمة"بحضور المؤتمر، بحضور سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمن فيهم السفير الاميركي ل"ارسال اشارة سياسية الى واشنطن في هذه المرحلة". الى ذلك أعلنت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو انه اذا عقد العراق مؤتمراً اقليمياً"ودعينا للمشاركة فسنشارك بالتأكيد". وأضافت:"لكل من في المنطقة وللاطراف المهتمة مصلحة ونصيب في ضمان إقرار الديموقراطية في العراق". لكن مسؤولاً آخر، فضل عدم نشر اسمه، أبلغ"الحياة"أن الشروط الأميركية لفتح حوار مع ايران"ما زالت قائمة"وتعتمد على"وقف طهران تخصيب اليورانيوم"، مشيرا الى أن المؤتمر يشبه"مؤتمرات دولية سابقة دعت اليها الأممالمتحدة وحضرتها الولاياتالمتحدة وسورية وايران من دون أن يتخللها حوار مباشر بين هذه الأطراف."وشدد على أنه"لن تكون هناك اجتماعات منفصلة على هامش المؤتمر بين المسؤولين الأميركيين وممثلي ايران وسورية". وأفادت صحيفة"واشنطن بوست"أمس أن"مؤتمر بغداد سيكون تتمة لسياسة الادارة الأميركية في استخدام الحكومة العراقية قناة تواصل مع ايران وسورية حول الوضع الأمني هناك". وكان زيباري أعلن أن مسؤولين من دول المنطقة، منها ايران وسورية سينضمون الى مبعوثين من الولاياتالمتحدةوبريطانيا الى اجتماع في بغداد الشهر المقبل لبحث سبل تحقيق الاستقرار في العراق. وسيكون فرصة للقوى الغربية والاقليمية لمحاولة حل بعض خلافاتها. وأعرب عن أمله في ان تكون"هذه محاولة لكسر الجمود وربما لعقد اجتماعات أخرى في المستقبل". وقال انه يريد"ان يصبح العراق قضية توحد لا تفرق الاطراف". وأكدت السفارة الاميركية في بغداد أن السفير زلماي خليل زاد سيحضر الاجتماع. وقالت ناطقة باسم السفارة البريطانية ان مبعوثا بريطانيا سيشارك أيضا، لكنها لم توضح على أي مستوى. على صعيد آخر، توفي وكيل وزير البلديات والاشغال مساء الاثنين متأثراً بجروح أصيب بها في الإنفجار الذي وقع داخل مبنى الوزارة والذي استهدف عبد المهدي. أمنياً قتل 3 جنود أميركيين بانفجار قنبلة في بغداد كما قتل أكثر من 40 عراقياً بتفجيرات وسيارات مفخخة، بينهم 19 صبياً في الرمادي، تضاربت الروايات حول طريقة مقتلهم. واعتقلت القوات الأميركية مدير عام الخطوط الجوية العراقية و16 عنصراً من"جيش المهدي"فيما اعتقلت القوات العراقية 142 من جماعة"جند السماء"في الديوانية. وتضاربت المعلومات حول ماهية انفجار الرمادي. ففيما أعلن ناطق باسم الجيش الاميركي ان"انفجاراً محكوماً نفذته القوات الاميركية قرب ملعب لكرة القدم في الرمادي أدى الى اصابة 30 شخصاً اصابات طفيفة، بينهم تسعة أطفال، أكدت الشرطة العراقية وزعيم عشيرة في الرمادي ان انفجاراً حصل قرب الملعب ما أدى الى مقتل 19 شخصاً تتراوح اعمارهم بين 10 و15 عاماً واصابة 20.