في ما يؤكد صعوبة المهمة التي تواجه رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي لوقف اراقة الدماء، هزت سلسلة من التفجيرات بغداد أمس، بينها تفجير انتحاري أدى الى مقتل أكثر من 13 وإصابة 55 في مطعم يرتاده رجال الشرطة. وتعهد المالكي حل الميليشيات و"ضرب الارهاب". لكنه في الوقت ذاته أعرب عن استعداده للحوار"مع من لديه استعداد للتخلي عن العنف". وفيما اعتبر الرئيس جورج بوش تشكيل الحكومة الجديدة"بزوغ فجر جديد للعراق وهزيمة ل"القاعدة". أكدت وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ان القادة العسكريين الاميركيين سيعقدون سلسلة اجتماعات مع المسؤولين العراقيين للبحث في دور الجيش الاميركي المقبل. في غضون ذلك، أعرب سفير الولاياتالمتحدة زلماي خليل زاد عن اعتقاده بأن أمام حكومة المالكي ستة أشهر صعبة لإقناع الشعب بقدرتها على السيطرة الأمنية، وجدد دعوته لايران لإجراء محادثات حول العراق. فيما التقى وزير الخارجية هوشيار زيباري سفير طهران في بغداد حسن كاظمي في إطار التحضير لزيارة نظيره منوشهر متقي للعاصمة العراقية خلال اسبوع. وقال المالكي في تصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء أمس ان حكومته ستتمسك باجراء حوار"مع من لديه استعداد للتخلي عن السلاح". وتعهد اعادة فرض سيطرة الدولة على القوات المسلحة واتخاذ اجراءات صارمة ضد الجماعات المسلحة وحل الميليشيات. وأضاف:"سنستخدم أقصى درجات القوة في مواجهة الارهابيين والقتلة الذين يتسببون بسفك الدماء لكننا ايضاً نحتاج الى جانب هذا الاجراء العسكري والأمني اجراءات مصالحة وطنية... ومبادرة مصالحة ورأب الصدع وإيجاد أجواء وجسور ثقة بين مكونات الشعب العراقي". وبينما كان مجلس الوزراء مجتمعاً للمرة الأولى منذ أداء اليمين الدستورية امام البرلمان أمس السبت انفجرت سيارة مفخخة أسفر انفجارها عن مقتل ثلاثة وإصابة 15 في حي الشعلة. وكانت انفجرت قنبلة على الضفة الشرقية لنهر دجلة ما أدى الى مقتل ثلاثة وإصابة 24، وفجر انتحاري نفسه في مطعم في بغداد يرتاده رجال الشرطة ما أدى الى مقتل 13 شخصاً وإصابة العشرات. في واشنطن، قال بوش انه اتصل هاتفياً بالمالكي وبالرئيس جلال طالباني. واضاف:"طمأنتهما الى ان الولاياتالمتحدة ستستمر في مساعدة العراقيين على بناء دولة حرة لأنني أدرك تماماً ان العراق الحر سيكون حليفاً مهماً في الحرب على الارهاب وسيمثل هزيمة مروعة للارهابيين وللقاعدة. وسيكون نموذجاً يحتذي به الآخرون في المنطقة". وكانت واشنطن رحبت بتشكيل الحكومة العراقية معتبرة أنها خطوة اساسية لسحب جيشها. لكن رايس قالت في مقابلة مع تلفزيون"فوكس نيوز"انه من السابق لأوانه الالتزام بسحب الجنود. أما خليل زاد، وهو محرك رئيسي للأحداث في العراق فقال ان تشكيل الحكومة ومشاركة السنة فيها يقرب موعد رحيل 130 ألف جندي أميركي. وأضاف زلماي:"اعتقد بأنه مع التغييرات السياسية الجارية وتأكيد الوحدة والمصالحة ووجود وزراء فاعلين... ستتحرك الظروف في الاتجاه الصحيح بما يسمح بتعديل حجم وتشكيل ومهمة قواتنا التي سنعمل لخفضها". ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عنه تجديده دعوة طهران الى الحوار حول العراق"اننا نريد علاقات جيدة بين العراق وجيرانه. ولا نريد أن ترسل ايران أو غيرها أسلحة الى الميليشيا وأن تدربها". وأكد انه مستعد للاستماع الى"المخاوف الايرانية من الوضع في العراق". في بغداد، جاء في بيان مقتضب لوزارة الخارجية ان السفير الايراني الذي التقى زيباري أمس"أعرب عن رغبة بلاده في تعميق العلاقات الثنائية". وجاء اللقاء في اطار الإعداد لزيارة متقي لبغداد.