طهران - أ ف ب - في إطار مشاوراته في المنطقة من اجل بحث أفكار للحل في سورية، اجرى مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الابراهيمي محادثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران وسط تدهور كبير للأوضاع على الأرض. وكان مقرراً أن يلتقي الإبراهيمي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومسؤولين كباراً آخرين ليلة امس. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن «الأخضر الإبراهيمي سيبحث أثناء زيارته مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الوضع في سورية». وإيران هي الحليف الرئيسي في المنطقة للنظام السوري. وكشفت تقارير عدة الأشهر الماضية أن طهران تدعم دمشق عسكرياً واقتصادياً وأن عناصر من الحرس الثوري الإيراني نشطوا في سورية. وبعد طهران سيتوجه الإبراهيمي إلى العراق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المبعوث الدولي سيزور سورية قريباً في إطار جهوده للحل. ويصل الابراهيمي إلى بغداد اليوم. ومن المقرر إن يلتقي رئيس الحكومة نوري المالكي لبحث الأزمة السورية. وقال القيادي في كتلة «دولة القانون» القريب من الحكومة النائب إحسان ياسين في تصريح إلى «الحياة» امس إن «الزيارة تمثل خطوة مهمة للمبعوث الأممي لرسم تصوراته بخصوص الأزمة السورية ودول الجوار المحيطة بها وخصوصاً العراق». وأوضح إن «الحكومة العراقية ستؤكد للإبراهيمي موقفها الثابت من الأزمة السورية التي ترتكز على رفض العنف المسلح والحل العسكري في سورية إضافة إلى رفض تسليح طرفي النزاع بأي شكل من الأشكال». ولفت ياسين إلى إن «الحكومة ستشرح للإبراهيمي مخاوف العراق من تطورات العنف المسلح في سورية واحتمالات انعكاسها على الوضع الداخلي العراقي»، وزاد انه «لا توجد دولة تحبذ إن يكون احد جيرانها يتعرض لعنف التنظيمات الإرهابية المسلحة التي ضاق العراق ذرعاً بها خلال السنوات الماضية». وأشار إلى إن «العراق مع الشعب السوري ولكن يجب حل النزاع بطريقة سلمية تلافياً لمضاعفات أخرى قد ينتجها استمرار المواجهة المسلحة بين قوات النظام السوري والمعارضة والتي قد تنتشر إلى دول جوار سورية». وكان العراق قدم في آب (أغسطس) الماضي على هامش انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران مبادرة لحل الأزمة السورية تتضمن إعلان هدنة بين أطراف الصراع ومن ثم وقف إطلاق للنار وتشكيل حكومة انتقالية من كل الجهات لإدارة المرحلة الانتقالية في سورية. إلى ذلك التقى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس وفداً أميركياً برئاسة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العسكرية السياسية اندرو شابيرو فيما تسلم أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد في بغداد ستيفن بيكروفت. وأوضح بيان صدر عن الخارجية إن «زيباري استقبل اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية - العسكرية والوفد المرافق له». ونقل البيان عن مساعد وزيرة الخارجية الأميركي قوله إن «بلاده حريصة على دعم قدرات القوات الأمنية العراقية الدفاعية والتسليحية وفق القانون الأميركي والعقود الثنائية بين البلدين». وزاد أن «الوضع الإقليمي والأزمة السورية كانت ضمن النقاشات التي جرت خلال اللقاء».