سيطر مسلحون من أنصار"القاعدة"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي على وسط مدينة الرمادي ساعة كاملة، بعدما شنوا هجوماً على مقر المحافظة حيث كان مسؤولون عسكريون أميركيون يعقدون اجتماعاً مع زعماء عشائر، للمرة الثانية خلال اسبوع بعدما كثرت عمليات الاغتيال التي طاولت رموزاً سنية واتهم بها الزرقاوي. في غضون ذلك، أعلن السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد ان واشنطن تحاول، من خلال الضغط، أن تجعل دمشق وطهران أكثر تعاوناً. لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي رفض إجراء اتصالات مباشرة مع الادارة الأميركية، معتبراً ما قيل في هذا الصدد"مجرد اشاعات أميركية لأسباب داخلية". وهاجم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خطاب الرئيس جورج بوش الذي رفض وضع جدول زمني لسحب قواته من العراق. وأقام"جيش المهدي"استعراضاً عسكرياً في الناصرية. الزرقاوي في الرمادي فيما ضربت القوات الاميركية طوقاً أمنياً حول احياء كاملة في الفلوجة، عمد مسلحون من تنظيم"القاعدة"إلى الانتشار في الشوارع الرئيسية وسط الرمادي 60 كلم غرب بغداد وأعلنوا السيطرة عليها. وأفاد شهود ل"الحياة"ان"بين 60 و70 مسلحاً، انتشروا في شوارع المدينة وأسواقها، وراحوا يوزعون منشورات تؤكد ان منفذي العملية من أعضاء"القاعدة"، وأكدوا ان انتشار المسلحين أعقب هجوماً بقذائف الهاون، استهدف قاعدة أميركية ومبنى المحافظة، حيث كان يعقد اجتماع بين زعماء عشائر سنية في الأنبار ومسؤولين عسكريين أميركيين للبحث في إمكان مساهمة العشائر في أمن المنطقة من خلال مشاركتها في العمل السياسي لعزل الزرقاوي وأنصاره. وتضمنت المنشورات التي وزعها المسلحون، ان"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"تسيطر على الرمادي وأنصارها سيحرقون الاميركيين وسيعيدونهم إلى ديارهم بالقوة، والعراق سيكون مقبرة للاميركيين وحلفائهم". إلى ذلك شنت القوات الاميركية حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق شملت احياء النزال والشهداء والرسالة في الفلوجة، بعد ان ضربت حولها طوقاً أمنياً في أعقاب سقوط اثنين من جنودها بنار القناصة، وقال مواطنون ان"الجيش الاميركي يعتقل اصحاب أي منزل يعثر فيه على قطعة سلاح". وكان اغتيال الشيخين اياد العزي عضو المكتب السياسي في"الحزب الاسلامي"وحمزة العيساوي رئيس رابطة علماء الفلوجة اثار الارتباك في المنطقة السنية، خصوصاً ان بعض الزعماء اتهموا الزرقاوي باغتيالهما لأنهما كانا يسعيان الى الدخول في العملية السياسية. وقال سياسيون شيعة ان الزرقاوي يشعر كلما كثر الحديث عن حوار مع المقاومة العراقية كلما شعر بأنه سيفقد ملاذه الآمن في الوسط السني. وعلمت"الحياة"ان اتصالات مكثفة تجري بين وجوه العشائر وقيادات حزب البعث المنحل للبحث في موضوع الانتخابات واتخاذ موقف من دعوة الحكومة والأميركيين الى الحوار. وقال القيادي البارز في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"رضا جواد تقي ل"الحياة"ان"الخط السني المؤيد للعملية السياسية ينتصر على الارض على خط الارهاب الذي يقوده الزرقاوي وانصار النظام السابق"، مضيفاً ان"الأمور تسير لمصلحة المؤيدين للعملية الانتخابية. والارهاب ينحسر". في بغداد، قال خليل زاد أمس انه يحض ايران وسورية على لعب دور أكثر ايجابية في ما يتعلق بالعراق، لأن تعاونهما سينعكس على الأمن في هذا البلد وفي المنطقة. وجاء تصريح السفير الاميركي بعد أربعة أيام من اعلان واشنطن ان الرئيس بوش كلفه اجراء اتصالات مباشرة مع ايران. وأكد السفير أمس ان"هناك دولتين تلعبان دوراً غير مساعد في العراق هما سورية وايران. إننا نحاول، من خلال الضغط ان نجعل سورية أكثر تعاوناً، كما نسعى الى ان يكون دور ايران أكثر ايجابية". لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي رفض اجراء اتصالات مباشرة مع مسؤولين اميركيين. وقال في ختام لقاء مع نظيره التركي عبدالله غل"لا مفاوضات مع الولاياتالمتحدة على جدول أعمالنا". وأضاف ان"مثل هذه الاشاعات تنتشر لاسباب سياسية داخلية أميركية".