اتهمت موسكوالولاياتالمتحدة بوضع عراقيل أمام اعتماد خطة التعاون بين روسيا وحلف الأطلسي للعام 2008، وأشارت الى"خطوات تعمق المأزق الحالي"، فيما اعتبر الحلف الغربي أن علاقات الجانبين"وصلت إلى مرحلة حرجة". وانتهت اجتماعات مجلس"روسيا ? حلف الأطلسي"الذي عقد في بروكسيل خلال اليومين الماضيين، من دون التوصل الى اتفاق على المسائل الأساسية المطروحة للبحث، وتبادل الطرفان الاتهامات في شأن من يتحمّل مسؤولية الفشل، إذ اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن، مشيراً في حديث الى الصحافيين في الطائرة التي أقلته عائداً الى موسكو أمس، الى أن الولاياتالمتحدة عرقلت توصل الجانبين إلى اتفاق تعاون خلال العام المقبل، لأن واشنطن اشترطت أن ينص الاتفاق على بند حول التزام الأعضاء بمعاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة التقليدية في أوروبا، التي أعلنت موسكو الانسحاب منها أخيراً. و"لا يمكن للوفد الروسي أن يوافق على هذا المطلب"بحسب لافروف، علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع أخيراً قانوناً يقضي بانسحاب روسيا من المعاهدة لحين مصادقة بلدان الحلف الأطلسي عليها بنسختها المعّدلة. وأشار لافروف إلى أن خطة التعاون للعام المقبل تتضمن التعاون في مكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة المخدرات ومواجهة الحوادث والكوارث، مضيفاً أن العمل في مشاريع التعاون هذه سيستمر، لكن اعتراض الوفد الأميركي على اعتماد وثيقة توافقية"يدعو للأسف". وكان بيان مشترك صدر في اختتام اجتماع وزراء خارجية بلدان حلف الأطلسي اعتبر أن العلاقات مع موسكو وصلت إلى مأزق. وأشار إلى"أن الشراكة بين روسيا والناتو تدخل مرحلة حرجة"، في حين قال ناطق باسم الحلف إن الجانبين فشلا في تقريب المواقف. من جانبه لفت لافروف إلى"مسائل يمكننا أن نتوصل إلى اتفاق حولها، لكننا لم نحقق تقدماً بعد في مسائل أخرى"، في إشارة إلى النقاط الخلافية الأساسية بين الطرفين، وهي مسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا ومعاهدة الحدّ من الأسلحة التقليدية، والتي ستنسحب على وضع إقليم كوسوفو. وانتقد الوزير الروسي بقوة موقف الحلف من نظام منع انتشار الأسلحة التقليدية في أوروبا، مشيراً إلى أن الحلف يقوم بخطوات تؤدي إلى تعقيد المأزق الذي أصبحت جهود منع انتشار الأسلحة تتخبط فيه. كما أشار إلى أن منح الاستقلال لإقليم كوسوفو سيشكل سابقة تدعم طموح جمهوريات معلنة من جانب واحد في الساحة السوفياتية سابقاً للاستقلال. وحول الدرع الصاروخية، أعربت موسكو عن استيائها بسبب إصرار واشنطن على مواصلة تنفيذ الخطة على رغم الاعتراضات الروسية و"في شكل منفرد". واعتبرت ذلك تهديداً للاستقرار في أوروبا، في حين تجاهلت الولاياتالمتحدة مواقف موسكو. وأعلن ناطق باسم البيت الأبيض أمس أن واشنطن ستواصل العمل على خطتها على رغم تقرير الاستخبارات الأميركية الأخير حول إيران، ومعلوم أن الهدف المعلن لنشر الدرع هو التصدي للخطر الصاروخي الإيراني في أوروبا، لكن موسكو تعتبر أن الهدف الأساس هو تطويق روسيا. اللافت أن وسائل الإعلام الروسية اعتبرت فشل اجتماع بروكسيل نقطة تحول في علاقات موسكو مع الحلف الغربي. ورأت صحيفة"كوميرسانت"أن هذا الاجتماع أنهى مرحلة من التنسيق استمر فيها الجانبان في وصف العلاقات بينهما بأنها علاقات التحالف على رغم الخلافات، مشيرة إلى أن"علاقات التحالف"بين موسكو وحلف شمال الأطلسي حلّ محلها أثناء ولاية الرئيس بوتين الثانيةپ"صدام بين المصالح وصراع ضار في مختلف المجالات يشبه الحرب الباردة الجديدة". وأشارت أوساط روسية إلى نقطة خلافية"أساسية"هي خطط توسيع الحلف شرقاً بضم جمهوريات سوفياتية سابقة، علماً أن قيادة الأطلسي أشارت أخيراً إلى تسريع العمل لضم أطراف بينها كرواتيا وألبانيا ومقدونيا وجورجيا. كما تسعى أوكرانيا للانضمام أيضاً، وقال الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر أن قمة الأطلسي المقررة العام المقبل ستتخذ قرارات في هذا الشأن. وكانت موسكو حذرت أخيراً من"خطورة هذا التطور"، ووصفته بأنه"سيؤدي إلى نشوء خطوط فصل جديدة في أوروبا".