أعربت واشنطن عن أملها بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا قبل نهاية الخريف في مجال الدرع الصاروخية المنوي نشرها في أوروبا، وبعد مرور يومين على إعلان وصول المفاوضات إلى طريق مسدود أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى ما وصفته ب «رزمة مقترحات جديدة» قد تشكل محوراً لدفع النقاش حول الملف الخلافي. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية روز غوتمولر إن بلادها تأمل بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا في شأن «الدرع» قبل القمة الروسية - الأميركية المقررة في نهاية الخريف، وأن يرسي لقاء الرئيسين باراك أوباما وديمتري مدفيديف اللمسات الأخيرة على اتفاق في هذا الشأن. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب قبل يومين عن أسف بلاده لأن واشنطن «لا تستمع لوجهات نظرنا». وقال إن المفاوضات في شأن «الدرع» وصلت إلى طريق مسدود، محمّلاً واشنطن المسؤولية عن فشلها. وأكدت المسؤولة الأميركية أول من أمس، أن تعزيز التعاون مع روسيا في مجال الدفاع الصاروخي، يعد «من أولويات الرئيس أوباما». وأوضحت خلال مشاركتها في ورشة عمل نظمت في العاصمة الأميركية لمناقشة المسألة الخلافية إن لدى واشنطن «رزمة من الأفكار والمقترحات منها إقامة مراكز مشتركة لتبادل المعلومات التي توفرها منظومات الإنذار المبكر»، مضيفة أن هذه المراكز قد تقع مقارهاا في بروكسلوموسكووواشنطن. ويذكر أن الجدل حول نيات واشنطن نشر درع صاروخية في شرق أوروبا عاد إلى الواجهة أخيراً، بعد إعلان واشنطن وأنقرة توصلهما إلى اتفاق يقضي بتأسيس محطة رادار متطورة على الأراضي التركية تشكل جزءاً من منظومة الدرع الأوروبية. وكانت الهوة بين موقفي موسكووواشنطن اتسعت بعد تجاهل حلف الأطلسي اقتراحات روسية تنص على تعاون الطرفين في نشر درع صاروخية موحدة تشارك فيها روسيا، بشكل متكافئ مع الغرب. وتصر موسكو على ضرورة تشكيل مركز مشترك لتقويم المخاطر الصاروخية على القارة الأوروبية ووضع آليات موحدة لمواجهتها، في حين يعتبر الحلف الغربي أن الدور الروسي يمكن أن يكون مكملاً فقط لنشاطه على صعيد مواجهة ما يوصف بأنه تهديدات صاروخية من جانب إيران وكوريا الشمالية. زيارة كامرون على صعيد آخر، أعلنت الدائرة الصحافية في الكرملين أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون سيزور موسكو غداً بدعوة من مدفيديف. وتعول موسكو على تجاوز مرحلة من الفتور سيطرت على علاقات البلدين خلال الشهور الأخيرة، وأعلن لافروف في حديث صحافي نشر الموقع الرسمي للخارجية الروسية نصه أمس، أن بلاده لا ترى تعارضاً بين المصالح الإستراتيجية لموسكو ولندن معرباً عن ثقته بأن القمة الروسية - البريطانية «ستمنح دفعة قوية للجهود المشتركة الرامية إلى نقل علاقات بلدين إلى مستوى جديد». ولفت لافروف إلى ما وصفه بأنه قاعدة اقتصادية متينة تعزز هذه العلاقات، وقال إن التعاون «استمر خلال السنوات الماضية على رغم النزاعات والخلافات السياسية». جزر الكوريل إلى ذلك (أ ف ب)، دعا لافروف طوكيو إلى إجراء محادثات «هادئة ومن دون شروط مسبقة ومستندات تاريخية من طرف واحد» حول جزر الكوريل التي تطالب بها اليابان، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره كويتشيرو جمبا. وتتنازع موسكو وطوكيو أربع جزر في أرخبيل الكوريل كانت روسيا ضمتها نهاية الحرب العالمية الثانية. ويحول هذا الخلاف الحدودي منذ 65 عاماً دون توقيع معاهدة سلام بين البلدين. وقد ضم الاتحاد السوفياتي جزر هابوماي وشيلكوتان وايتوروفو وكوناشيري في 18 آب (أغسطس) 1945، بعد ثلاثة أيام من إعلان استسلام اليابان. ويقطن هذه الجزر البالغة مساحتها الإجمالية 5 آلاف كلم مربع، حوالى 19 ألف نسمة.