منذ الغزو الأميركي - البريطاني للعراق والأخبار اليومية تتحدث عن قتل"إرهابيين"أو القبض عليهم، يا ترى كم أصبح عدد هؤلاء الآن؟ لا تتوافر إحصاءات معلنة تتابع بيانات القوات الأميركية والعراقية، الرقم لا بد من أن يكون كبيراً بما يفرخ علامات استفهام. مكافحة الإرهاب أصبحت مثل مصباح علاء الدين، الكل يستخدمه حتى الميليشيات المنفلتة، وهو جميل وضعه في عنق بوش وبلير رئيس القاعدة بن لادن"حسبي الله عليه وعلى أعوانه". في اللهجة السعودية يقال عن فلان إنه"يدور بوش"، أي حركة دوران من دون فائدة تذكر وربما ضرر ظاهر، هذا التصنيف"الحركي"لمدى الفاعلية معروف قبل ظهور بوش الأب والابن على الساحة السياسية. الآن يريد رئيس الولاياتالمتحدة بلغة يشوبها التخويف، وربما التهديد، من الدول المجاورة التعاون مع الحكومة العراقية، ومن ضمن أسباب الدعوة تحجيم النفوذ الإيراني في ذلك البلد المنكوب! وكأن هذا"البوش"لا يعلم أنه وتابعه بلير فتحا الأبواب لدخول النفوذ الإيراني إلى العراق وأن حراس هذا النفوذ المتزايد هم من يطالب بدعمهم. ثم ما هو الدعم الذي يطلبه بوش للحكومة العراقية؟ هو لا يحدد، إما لأنه لا يعرف ماذا يريد، أو حتى يغطي على ما يهدف إليه. السعودية على سبيل المثال حفظت بامتياز حدودها مع العراق، مع طول فيها وصعوبة، على رغم تهويشات بعض الحاكمين فيه عليها في كل سانحة، في حين أنهم لا يذكرون النفوذ الإيراني على الإطلاق! بل يوقّعون مع إيران الاتفاقات ويرسلون ويستقبلون منها الوفود. من يريد بوش دعمهم في العراق لا يعترفون أصلاً بوجود نفوذ إيراني! أليس هذا أمراً"بوشاً مستبوشاً"! أذكر الحكومة السعودية وهي معنية بهذا الأمر ببعض الإحصاءات المنشورة. ومما نشر أنه منذ الاحتلال الأميركي قتل أكثر من 2000 سعودي في العراق، هذه إحصاءات هيئات حقوق الإنسان، معظمهم قتل على الهوية، وإذا سلمنا أن بعضاً منهم اتهم بالأعمال"الإرهابية"فإن العديد منهم كانوا يعملون. يذكر أن الصحف الخليجية حفلت بإعلانات تبحث عن سائقين ومركبات للعمل في العراق من خلال دولة الكويت، ذهب بعضهم فقتل أو سجن، أما من يدخلون من طريق سورية، فهم مسؤولية حكومتها. الضحايا السعوديون في العراق رقم كبير، وفي السجون منهم أعداد لا يُعلم كم هي، ولا يذكر أحد أن إيرانياً واحداً تم القبض عليه في العراق! فهل السبب أنهم حصلوا على الجنسية العراقية، أم أن الحكومة العراقية الحالية تحرص على حمايتهم؟! [email protected]