استضاف الرئيس الأميركي جورج بوش نظيريه الأفغاني حميد كارزاي والباكستاني برويز مشرف حول"مائدة إفطار"في البيت الأبيض أمس، في محاولة لرأب الصدع وفض الخلافات بين حليفيه في"الحرب على الارهاب". وجاء اللقاء وسط تدهور في العلاقات بين كابول وإسلام آباد، وحملة تراشق بالاتهامات بين كارزاي ومشرف، آخرها تشبيه الأخير الرئيس الأفغاني ب"النعامة التي تدفن رأسها في الرمال"، فيما انتقد كارزاي دعم باكستان"التطرف". وأكدت مصادر وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة"أن بوش سعى الى"طمأنة أفغانستان الى الاتفاق الذي وقعه مشرف مع شيوخ القبائل الباكستانية الموالية لطالبان في المناطق المحاذية للحدود معها، ودعوة إسلام آباد الى ضبط الحدود ومنع تنفيذ هجمات عبرها، أو تسلل مقاتلين منها الى أفغانستان". وتتخوف واشنطن من ضعف نفوذ الحكومة الأفغانية في الأقاليم الشرقيةوالجنوبية أمام نفوذ"طالبان". وأكد مشرف قبل لقاء القمة الثلاثية، أن الاتفاق الموقّع مع القبائل الباكستانية"يهدف الى إبعادها عن طالبان وتقوية المعتدلين في صفوفها". وأجمع محللون على إصرار واشنطن على علاقة"مستقرة"بين الجارين، ب"اعتبار أن باكستان ساعدتها في الوصول الى رؤوس كبيرة في تنظيم القاعدة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، وكونها تملك مصلحة مباشرة في نجاح النموذج الأفغاني"، بعدما قادت الحملة العسكرية التي أطاحت نظام"طالبان"في أفغانستان نهاية عام 2001. في غضون ذلك، نقلت مجلة"تايم"الأميركية عن قياديين في القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان ايساف والتابعة لحلف الأطلسي، انهم يشاركون كارزاي قلقه من فاعلية الدور الذي تضطلع به باكستان في ضبط حدودها، خصوصاً في إقليم شمال وزيريستان. وأشارت الى أن هؤلاء القياديين أوصوا بوش بنقل هذه الرسالة الى مشرف، علماً ان ازدياد الهجمات الانتحارية والاعتداءات في أفغانستان أسفر عن مقتل 150 عسكرياً في صفوف"ايساف"هذه السنة. في أفغانستان، جرح ثلاثة جنود إيطاليين ومترجم أفغاني بانفجار استهدف قافلتهم لدى عبورها قرب هيرات غرب، كما جرح مدني بهجوم نفذه انتحاري بسيارة مفخخة واستهدف قافلة لقوات"ايساف"في ولاية قندهار جنوب. وأعلنت وزارة الدفاع والشرطة الأفغانيتان، مقتل 14 من مقاتلي"طالبان"واعتقال 18 آخرين في ولايتي باكتيكا ولقمان شرق. وفي ولاية هلمند جنوب سقط 25 من مقاتلي حركة"طالبان"بين قتيل وجريح، على يد الشرطة.