دبي، إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - هددت حركة «طالبان باكستان» بمهاجمة أهداف باكستانية وأميركية بعد إعلان واشنطن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في منطقة قريبة من العاصمة إسلام آباد، ما يعزز بحسب محللين عدم قضاء مقتله على الشبكات المسلحة المنتشرة في أفغانستانوباكستان، واحتمال أن تشهدا هجمات انتقامية كثيرة. وقال الناطق باسم «طالبان باكستان» إحسان الله إحسان: «الإدارة الأميركية والحكومة الباكستانية وقواتهما الأمنية، أعداء للإسلام في الواقع»، موضحاً أن «القادة الباكستانيين والرئيس آصف علي زرداري والجيش سيكونون أول أهدافنا، والولايات المتحدة هدفنا الثاني». في المقابل، وصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني العملية بأنها «انتصار كبير» على الإرهاب، علماً أن العلاقات بين الاستخبارات الأميركية والباكستانية تشهد فتوراً حالياً بعد اعتقال عميل في وكالة الاستخارات المركزية ألأميركية (سي آي أي) لأسابيع مطلع السنة، اثر قتله باكستانيين اثنين، ثم الإفراج عنه في مقابل دفع «دية». أما الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف فوصف الأنباء الخاصة بمقتل بن لادن بأنه «خطوة إيجابية ونصر للشعب الباكستاني على المدى الطويل، على رغم أنها انتهكت سيادة البلاد»، فيما توقع حالاً من عدم الاستقرار على المدى القصير بسبب أفعال انتقامية». وأضاف في دبي حيث يملك منزلاً: «كسبنا معركة اليوم، لكن الحرب على الإرهاب ستستمر». وأدمت موجة الاعتداءات الانتحارية باكستان في السنوات الثلاث الأخيرة وخلفت اكثر من من 4200 قتيل. وسجل بعد ساعات على إعلان مقتل بن لادن سقوط أربعة أشخاص هم امرأة وثلاثة أطفال وجرح ثمانية آخرين بينهم شرطيان في حال الخطر، في انفجار استهدف مسجداً بمدينة شارسادة القبلية (شمال غرب). وأفادت وكالة أنباء «آري» الباكستانية بأن «انفجاراً وقع في مسجد قرب مركز اومارازي للشرطة الذي تضرر احد جدرانه. وفي أفغانستان، صرح الرئيس حميد كارزاي بأن زعيم «القاعدة» دفع ثمن «أفعاله»، معتبراً أن مقتل بن لادن في باكستان يثبت أن «الحرب على الإرهاب» يجب أن تجرى ضد قواعده ومصادره الموجودة في البلد المجاور. وزاد: «نقول يومياً منذ سنوات إن الحرب على الإرهاب يجب ألا تجرى ضد الشعب الفقير والمقموع في أفغانستان، بل ضد مصادره المالية وملاذاته وقواعد التدريب التي يملكها غير الموجودة في أفغانستان، وهو ما يثبته مقتل بن لادن في باكستان». كما دعا متمردي «طالبان» إلى «استخلاص الدروس» من مقتل بن لادن و»وقف القتال، والتوقف عن تدمير بلادهم وقتل إخوانهم المسلمين وأبناء هذا البلد والجنوح إلى السلام والأمان». وكانت «طالبان» التي تقود تمرداً دامياً ضد نظام كارزاي والتحالف الدولي الذي يدعمه، منحت بن لادن ملاذاً في أفغانستان قبل إطاحة نظامها نهاية عام 2001. إلى ذلك، وصف أفغان في معقل «طالبان» بولاية قندهار في الجنوب بن لادن بأنه «شهيد القاعدة رقم واحد، لأنه وهو ميت أقوى منه حياً». وصرح رجل ملتحٍ طلب عدم نشر اسمه اليوم: «تنبأ بن لادن دائماً بأنه سيقتل على أيدي الأميركيين. الآن سيصبح شعلة يسير خلفه المسلمون لأجيال». وقال رجل آخر من قندهار، حيث يعتقد بأن القاعدة خططت اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على المدن الأميركية قبل عشر سنوات: «موت بن لادن غير مهم، لأن القاعدة أكبر منه. إنها فكرة كبيرة الآن». وذكر مسؤولون أفغان أيضاً أن تأثير بن لادن سيستمر، مبدين اعتقادهم بأن التنظيم سيحاول الثأر لمقتله. وقال أحمد والي كرزاي، شقيق الرئيس حميد كارزاي والذي يرأس المجلس الإقليمي في قندهار: «سيحدث موت بن لادن تغييرات إيجابية حالياً، لكنه سيؤدي في المستقبل إلى اشتداد القتال في أفغانستان، لأن القاعدة ستسعى إلى الثأر». وعلى رغم تراجع نفوذ «القاعدة» في أفغانستان، لكن نفوذ «طالبان» يتزايد. وهي أعلنت مطلع الأسبوع بدء «هجوم الربيع» الجديد الذي سيستهدف القوات الأجنبية والأفغانية، إضافة إلى مسؤولين في الحكومة الأفغانية. من هنا، يعتبر مقتل بن لادن رمزياً إلى حد كبير، إذ يشك محللون في أن يكون نقطة فاصلة في الحرب العالمية على «القاعدة» أو ينهي الحرب على «طالبان» الأفغانية في وقت قريب. وقالت شكرية باركزاي، النائبة في البرلمان الأفغاني: «إنني على يقين بأن بن لادن مجرد شخص، لكن الشيء المهم هو التنظيم. وإنني واثقة بأن شبكتهم ستنشط اكثر من السابق، خصوصاً أن هذا التوقيت يشهد شنهم هجمات كثيرة. وهم يريدون الآن أن يثبتوا إن بن لادن كان قائدهم، لكن الشبكة لا تزال قائمة وأنهم يتمتعون بقوة كافية لتنفيذ ما يريدون». ورأى عمر شريفي، المحلل في المعهد الأميركي للدراسات الافغانية، ان مقتل بن لادن ليس الا ضربة نفسية، «إذ ان القدرات القتالية للقاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة في المنطقة لا تزال على حالها.» وأضاف: «توجد ادلة قوية على ان القاعدة تنشط في افغانستان وتتعاون بشكل وثيق مع طالبان، ويوجد الكثير من المقاتلين الشيشان والعرب والباكستانيين المعتقلين المرتبطين بالقاعدة». ويعتقد خبراء بأن بن لادن لم يكن الا ملهماً للخلايا الاسلامية المتطرفة التي تعمل في انحاء العالم، ويشيرون الى ان ايمن الظواهري الرجل الثاني في «القاعدة» هو الهدف الاهم، نظراً الى مهاراته التنظيمية الدقيقة. ولا يزال الظواهري طليقاً ويعتقد بأنه في باكستان.