كابول – أ ف ب – طالبت الحكومة الأفغانية أمس بممارسة واشنطن مزيداً من الضغط على باكستان للتحرك ضد المسلحين الذين يستخدمون أراضيها لشن هجمات في أفغانستان، معلنة أن صبر الأفغان بدأ ينفد. وأجرى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي محادثات مع المبعوث الأميركي في المنطقة مارك غروسمان في كابول، بعد أيام من تحذير الرئيس باراك أوباما باكستان من وجود «بعض الصلات» بين استخباراتها والمتطرفين. وتردت العلاقات أخيراً بين أفغانستانوباكستان بعد أن صرحت كابول أن عملية اغتيال مبعوث كارزاي للسلام مع حركة «طالبان» برهان الدين رباني تم التحضير لها في باكستان ونفذها مواطن باكستاني. واتهمت كابول إسلام آباد بإعاقة التحقيق، وقالت أيضاً إنها أحبطت مخططاً لاغتيال كارزاي تم التحضير له في باكستان. ونقلت الرئاسة الأفغانية عن غروسمان وعده بمواصلة الولاياتالمتحدة «الضغط على باكستان لاتخاذ خطوات عملية». وكانت واشنطن صعَّدت من مطالباتها لإسلام آباد خلال الأسابيع الماضية بقطع علاقاتها مع «شبكة حقاني الإسلامية» التي تتهم بالمسؤولية عن حصار السفارة الأميركية الشهر الماضي في كابول، الذي استمر لمدة 19 ساعة. واتهم أوباما باكستان الخميس الماضي «بتأمين نفسها وإبقاء خياراتها مفتوحة بالاتصال مع شخصيات غير مرغوب فيها يعتقدون انها قد تعود إلى السلطة في أفغانستان» بعد رحيل القوات الأجنبية منها. وتابع: «لا شك في أن هناك صلات بين الجيش والاستخبارات الباكستانية مع أفراد يثيرون قلقنا». إلى ذلك، قللت أفغانستان من احتمالات الخطر على الرئيس كارزاي بعد إحباط محاولة اغتياله، إذ أعلن مسؤولون أن حارساً شخصياً اعتقل لم يكن في امكانه الوصول الى القصر الرئاسي. وكشفت الاستخبارات الأفغانية قبل أيام، أن أحد أفراد الحرس الخاص لكارزاي فضلاً عن محاضرين جامعيين كانوا بين ستة أشخاص اعتقلوا على خلفية الاشتباه في مخطط لتنظيم «القاعدة» لقتل كارزاي، وهو المخطط الذي قيل أنه أعدّ في باكستان. وتشير تلك التقارير إلى أن الرئيس معرّض للخطر، خصوصاً بعد مقتل عدد من حلفائه المقربين، كان بينهم رباني، الذي اغتيل الشهر الماضي، فضلاً عن أخيه الأصغر الذي قتل في تموز (يوليو) الماضي. غير أن الرئاسة الأفغانية أوضحت أن مهام الحارس، ويدعى محب الله أحمدي، كانت محصورة «خارج أبواب القصر الرئاسي» حيث لم يكن مسموحاً له التحرك بمفرده ولا دخول مجمّع القصر. وقالت المديرية الوطنية للأمن، وهي فرع الاستخبارات الأفغانية، أن المعتقلين الستة جُندوا ل «القاعدة» بتأثير من أحد الأئمة كان يعمل في كلية الطب في كابول. وكانوا «اقتربوا جداً» من شن هجومهم، حيث تمكنوا من العثور على سبيل الى القصر وتجنيد أحد حرس الرئاسة، وهو من كرز قرية كارزاي، في ولاية قندهار (جنوب). وكُشف عن المخطط المفترض بينما كان كارزاي في زيارة للهند حيث وقّع على اتفاق جديد للشراكة الإستراتيجية، أثار مخاوف لدى باكستان من أن تفقد نفوذها داخل أفغانستان. على صعيد آخر، صدّت قوة حلف الأطلسي في أفغانستان (ايساف) أمس أكبر هجوم منسق للمتمردين يستهدفها منذ العام 2009 في ولاية باكتيكا (شرق)، قرب الحدود مع باكستان ما أدى إلى مقتل 25 متمرداً على الأقل. وأعلنت ايساف ان الهجوم استهدف مواقع عدة للحلف في أقاليم غورمال وساروبي وبرمال أول من أمس، تزامناً مع الذكرى العاشرة لبدء التدخل الاميركي في أفغانستان (7 تشرين الأول - أكتوبر 2001). وأوضح ناطق باسم قوة الأطلسي أن المتمردين القتلى سقطوا بضربات جوية وتبادُل إطلاق نار، فيما جرح جندي من ايساف في انفجار سيارة مفخخة على بعد نحو 300 متر داخل مركز قتالي تعرّض لهجوم.