تحيي طرابلس اليوم ذكرى اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رشيد كرامي بمهرجان يقام على أرض"معرض رشيد كرامي الدولي"، تحت شعار"لن نغفر ولن ننسى"، في اشارة الى العفو الخاص الذي صدر في حق رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، الذي كان سجن على خلفية الجريمة. وعشية الذكرى ال19 لاغتيال كرامي، حيا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة"رجل الدولة والزعيم اللبناني والعربي"، وقال:"كان رشيد كرامي، رحمه الله، في مواقفه وممارساته، قدوة للمسؤول الذي تجتمع في عقله وقلبه اقتناعات الانتماء الوطني والقومي، ومصالح البلاد والمواطنين في وجه الوصايات والتدخلات، وحزازات السياسيين، حمل لواء استقلال لبنان، من دون أن يتنكر للعروبة، وناصر العروبة من دون أن ينسى المصالح العليا للبنان الذي آمن بتجربته، وعمل من اجله. لهذه الأسباب كلها، اغتيل وهو في سدة المسؤولية، ليصبح رئيس الوزراء الثاني على لائحة شهداء لبنان، بعدما سبقه إليها الشهيد الأول باني الصيغة الاستقلالية للبنان ومؤسسها وشهيده المغفور له رياض الصلح، ليعود وينضم إليهما الرئيس الشهيد رفيق الحريري باني مناعة لبنان بعد الحرب والمحنة". ورأى ان"استهداف رياض الصلح، كان استهدافاً لفكرة لبنان المستقل، لبنان العربي، المتألق بوحدته وصلاته العربية المتينة. وكان استهداف رشيد كرامي، استهدافاً لفكرة الدولة الواحدة الراعية لحقوق ومصالح المواطنين. وجاء استهداف رفيق الحريري لضرب فكرة لبنان الناهض من قلب المحنة الواقف في وجه الصعوبات، لبنان رياض الصلح ورشيد كرامي وفؤاد شهاب وموسى الصدر وحسن خالد، وغيرهم من القادة اللبنانيين الذين أسهموا في بناء لبنان، لبنان جميع اللبنانيين". وزار أمس، النائب السابق سليمان فرنجية طرابلس والتقى كلاً من رئيسي الحكومة السابقين عمر كرامي ونجيب ميقاتي، وخاطب جعجع من دون ان يسميه قائلاً:"نتمنى على من يقول ان لا علاقة له بهذا الموضوع ان يعيد المحاكمة لأننا نعلم انه تم عفو عنه ولم يُبرأ وبالتالي يجب طلب اعادة المحاكمة فمن يكون ضميره مرتاحاً يطلب اعادة محاكمة، واليوم الدولة والقضاء ليس مضغوطاً عليهما ما يسهل عليه اعادة المحاكمة". وفيما اشار ميقاتي الى انه لم يدعَ الى مهرجان اليوم اكد"ان لا يوجد أي أمر شخصي بيني وبين الرئيس عمر كرامي وقد نختلف في الوسائل على المواضيع السياسية لكننا في خط واحد واستراتيجية واحدة". وتردد ان رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون قد يشارك في المهرجان. وسجلت في الذكرى سلسلة مواقف، ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الى سلوك طريق الرئيس الشهيد"رجل العقل الراجح والرأي الحكيم والانفتاح والحوار والأعصاب الهادئة". وقال رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار:"كم نحن اليوم في حاجة الى حكمة الحكماء وشجاعة الشجعان، يفتقدهم الوطن رجالاً كانوا مدرسة في التفاني والاخلاص للشعب". ورأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية اسعد هرموش، في بيان، ان كرامي"كان مدرسة وطنية متميزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة، والتعالي عن"عنعنات"السياسة وخصوماتها". واعتصم العشرات من المحامين امام مقر نقابتهم في طرابلس، بدعوة من مكتب المحامين في"حزب التحرر العربي"واعتبروا"ان قانون العفو يشكل سابقة خطيرة، فهو اغتال القضاء اللبناني واحكامه الصادرة عن أعلى سلطة قضائية في الوطن". وزار طلاب الجامعات والثانويات والمدارس المتوسطة في طرابلس ضريح الرئيس الشهيد في طرابلس وتلوا الفاتحة، فيما وضع وفدان من"ندوة العمل الوطني"وپ"المؤتمر الشعبي اللبناني"اكاليل زهر على النصب التذكاري للراحل في بيروت.