أحيا الجسم الصحافي في لبنان، امس، اليوم العالمي لحرية الصحافة باضاءة شعلة الحرية في ساحة الشهداء في وسط بيروت، امام نصب الشهداء المواجه لمبنى صحيفة"النهار"التي اغتيل اثنان من كبار صحافييها العام الماضي: النائب جبران تويني رئيس مجلس إدارتها مديرها العام وسمير قصير. في وقت سلم المدير العام لمنظمة"يونيسكو"كويشيرو ماتسورا الجائزة العالمية غييرمو كانو لحرية الصحافة للزميلة الإعلامية مي شدياق في مؤتمر دولي في سريلانكا. ونظمت الحدث منظمة"يونيسكو"وجمعية"مهارات"، وحضر المناسبة وزير الإعلام غازي العريضي وعميد"النهار"النائب غسان تويني ونقيب المحررين ملحم كرم ومدير"يونيسكو"عبد المنعم عثمان، وأسرة"النهار"الى جانب عقيلة النائب الشهيد جبران تويني سهام وكريمتيه نايلة وميشيل. وألقى الزميل وليد عبود كلمة اعتبر فيها ان"كان على اللبنانيين ان ينتظروا السنة الخامسة من القرن الحادي والعشرين لينتفضوا من جديد وليكتبوا في ساحة الحرية ان خيارهم هو الحياة لا الموت". وتحدث عثمان عن جائزة حرية الصحافة"التي نالتها باستحقاق الصحافية اللبنانية مي شدياق"، وقال:"ان هذه الجائزة تعبر عن المجتمع الدولي بأكمله لأن الصحافة ينبغي ان تكون حرة وينبغي ان تؤمن حياة الصحافيين لايصال الكلمة الحرة، ولتحقيق ما تسعى اليه أمم العالم من اجل التنمية والتقدم لشعوبها". وحيا عثمان"شهداء الصحافة اللبنانية قديماً وحديثاً وشهداء الصحافة في الدول العربية الأخرى وفي كل انحاء العالم". واعتبر النقيب كرم"ان الشهادة هي الثمن الذي يدفعه كل انسان كريم، هي ثمن حياتنا ووجودنا". وقال انه لن يرثي تويني"رثاء الذكرى، فالذكرى كلمات مواد ألقتها عتبات الزمن، عند تاريخ بعيد، اما انت فنجدك منا في النهضة والسعي والعمل الباقي". وقال الوزير العريضي في كلمته:"نحن نقف جميعاً أمام شهيد كبير وأمام شاهد كبير على عصر طويل شاهد على كثير من الآلام والمعاناة والنضالات والتضحيات من أجل الحرية، حرية الرأي والتعبير وحرية اللبناني". وأكد"ان شعلة جبران تويني وشعلة الاحرار في لبنان ستبقى مضاءة لن تطفئها أيدي الغدر والاجرام والارهاب والقتل، بل نزداد عزيمة وصموداً وتصميماً وإصراراً على إكمال المسيرة، لاننا نريد ان يبقى لبنان شعلة الحرية والكرامة في هذا الشرق المقيد بأغلال كثيرة من العبودية والقهر والظلم والارهاب". اما النائب تويني فقال:"ثمة مفارقات، هي رموز العصر أهمها: اننا ونحن نحتفل بنضال اسلافنا ضد السلطنة العثمانية مثلا والانتداب الفرنسي والسلطة الوطنية التي طغت، تضيء عنا شعلة الحرية يد وزير، يمثلنا في الحكم، نحن والحكم معاً من اجل هذا الاستقلال وربما كان ذلك سر انتصارنا الذي هو كالقضاء والقدر". واذ اشار الى وجود مبنى"النهار"الذي شاده جبران في ساحة الحرية، رأى ان"الصحافة لا تفهم لبقائها معنى، لا مبرر الا قيامها برسالة الحرية التي من أجلها بذل الشهداء دماءهم". وقال:"نعتز ونفاخر بأن اكثرية الشهداء الذين علقت مشانقهم هنا بالذات وفي عاليه ودمشق وأمكنة عديدة جعلت فيها ساحات للمشانق، انهم كانوا اكثرية الذين اختارهم الاستعمار لظنه ان التخلي عنهم ورميهم خارج الحياة هو ضمانة بقائه، بئس الخيار، وقد اثبت الشهداء ان شعلة رسالتهم ستستمر وتضيء طريقنا لنحافظ على هذا الإرث". وكان المحتفلون اضاؤوا شعلة اخرى في المكان الذي اغتيل فيه تويني في منطقة المكلس وألقت ابنته نايلة تويني كلمة اعتبرت فيها ان يوم الصحافة العالمي هو" يوم الصحافة اللبنانية بامتياز"، ووعدت والدها بأن"دماءه الزكية ستكون مشعلاً لنا كلما غرقنا في الظلمة، ظلمة اليأس والاحباط". واطلق مكتب"يونيسكو"وجمعية"مهارات"كتيباً عن شهداء الصحافة اللبنانية، وأقيمت في مكتب المنظمة ندوة عن"دور الصحافة في تأصيل تجربة الحرية". بيان للسفارة الأميركية وللمناسبة، وزعت السفارة الأميركية لدى لبنان بياناً عبرت فيه الولاياتالمتحدة الأميركية عن"بالغ تقديرها للمساهمات الجليلة التي تقدمها الصحافة الحرة في لبنان والعالم أجمع، وعن تقديرها الشديد للتضحيات التي قدمها الشعب اللبناني لدعم حرية التعبير عن الأفكار". وشدّد البيان على ان"دعم حرية التعبير وحرية الصحافة في لبنان يتوافق مع الوعد الذي قطعه الرئيس جورج بوش في خطابه الذي ألقاه في بداية فترة ولايته الثانية، وهو أن الولاياتالمتحدة ستسعى وتدعم نمو الحركات الديموقراطية ومؤسساتها في كل دولة". وأكد بيان السفارة ان"الالتزام الثابت والمستمر وغير القابل للتفاوض الذي تقدمه الولاياتالمتحدةللبنان يشمل دعم الصحافيين اللبنانيين الذي لم يتوانوا عن رفع أصواتهم بشجاعة لدعم حرية لبنان وديموقراطيته، على رغم ما واجهوه من تهديدات وتعرضوا له من إرهاب". وقال ان"ما من شيء يمكن أن يدل على أهمية حماية حرية الصحافة في لبنان أكثر من تلك الجرائم البشعة التي ارتكبت لإسكات أصوات حرية التعبير، ودفع لبنان ثمناً باهظاً خلال السنة الماضية عبر اغتيال ناشر ورئيس ومدير عام النهار، جبران تويني وزميله الشجاع، سمير قصير، ولا شك في أن مذيعة محطة ال"ال بي سي"مي شدياق، ترمز إلى إصرار وعزيمة اللبنانيين، وهي تسعى الى الارتقاء فوق تلك الجراح التي أوقعها بها أولئك الذين حاولوا إسكات صوتها الحر". وكرر البيان دعم"حق وسائل الإعلام النشطة بمختلف توجهاتها في تعزيز الحوار حول المسائل الحيوية لمستقبل لبنان كدولة مستقلة وديموقراطية وذات سيادة". وشجع"الصحافيين اللبنانيين على التكلم بصوت قوي دفاعاً عن الديموقراطية وأن يحترموا حكم القانون وحق المواطنين في الكرامة والحرية".