أحيت عائلة تويني أمس الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد النائب جبران تويني بقداس اقيم في كنيسة القديس ديمتريوس في الأشرفية ترأسه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة. وللمناسبة أصدر الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري بياناً قال فيه: «في مثل هذا اليوم المشؤوم اغتال نظام القتل والإجرام النائب الصديق جبران تويني، ظناً منه أن هذا الاغتيال سيوقف مسيرة السيادة والاستقلال والحرية التي أشعلها جبران بقَسَمه في ساحة الحرية يوم 14 آذار المشهود»، وأضاف: «اليوم يفتقد اللبنانيون والعرب كلمات جبران المدوّية في نصرة الحرية ويتهيبون غياب هذا الشاب الذي كان سبّاقاً في إضاءة مشاعل التمرد على أنظمة القمع والاستبداد ويستعيدون مواقفه وحماسته في سبيل تحفيز مظاهر الربيع العربي، لا سيما في سورية الشقيقة وسائر الأرجاء التي عانت لسنوات طويلة من أساليب الظلم». وتوجه الحريري ب «تحية خاصة إلى أسرة «النهار» والصديقة نايلة تويني وشقيقاتها وأفراد العائلة»، مؤكداً أن في «تيار المستقبل» وسائر «قوى 14 آذار»، «لن نتوقف عن استلهام روح الشهيد جبران تويني وروح المعلم غسان تويني وروح «النهار» التي نتطلع لأن تبقى منارة متقدمة من منارات الحرية والديموقراطية». وحضر القداس عن روح تويني إضافة إلى النائب نايلة تويني وشقيقتها ميشيل وأرملة الشهيد سهام عسيلي تويني وأفراد العائلة، ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة الوزير نقولا نحاس، ممثل رئيس المجلس النيابي النائب نهاد المشنوق، ممثل الرئيس الحريري النائب جان أوغاسبيان، ونواب وشخصيات. وألقى عودة عظة اعتبر فيها أن «جبران كان عالماً أنه مهدد بالموت، لكنه لم يتورع عن التوجه إلى حيث يجب أن يذهب من أجل خلاص وطنه وفدائه». وقال: «سبع سنوات مرت على استشهاد جبران، ويبقى السؤال: ماذا تغير في هذا الوطن؟ وهل افتدت دماء جبران ورفيقيه وجميع رفاقه الشهداء، هذا الوطنَ وأبناءه؟ هل ارتوت أرضنا؟». وزاد: «يحز في نفسي أننا لم نتقدم خطوة إلى الأمام، كي لا أقول إننا تراجعنا. الأمن ما زال غير كامل، ودليلنا الانفجار الذي هز أخيراً منطقة الأشرفية وأودى بحياة الشهيد اللواء وسام الحسن ومرافقه وسيدة، وخلف دماراً ومشردين وأسى كبيراً. الحوار ما زال شبه مقطوع بين أبناء العائلة اللبنانية، وكل طرف يتهم الآخر، وانعكاسات الخلافات المستفحلة لا تطاول إلا الأبرياء الذين يلهثون وراء لقمة عيشهم. الاحتقان الطائفي ما زال يهدد حياتنا اليومية، وشبح الاغتيالات يرعبنا. أما وضعنا الاقتصادي فمن سيئ إلى أسوأ، وعوض أن ينكب المسؤولون على معالجته نراهم مجبرين على معالجة الأمور الطارئة، من اضطرابات واعتصامات وقطع طرق وتمرد في السجون وعمليات خطف وسرقات وتعديات وتزوير أدوية وجرائم قتل وغيرها». وألقت ميشيل تويني كلمة العائلة، وقالت: «صعب أن تمر 7 سنوات وأن يبقى حراً طليقاً مَن تآمر عليك وعلى وطننا، وكل مَن خطط ونفذ الجرائم الإرهابية. لكن هروبهم من عدالة الأرض مدة من الزمن لا يعفيهم من عدالة السماء». وأضافت: «عزاؤنا أن الحرية صارت عدوى متنقلة كما كنت تأمل، على أمل أن تحقق أهدافاً سامية لكل الشعوب العربية». في السياق، فاز أول من أمس رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات ب «جائزة جبران تويني لحرية الصحافة 2012». واستعاض عن عدم حضوره الى لبنان لأسباب أمنية بإطلالة عبر «سكايب» فتسلم الجائزة افتراضياً، وأهداها الى «النهار».