أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه سيبادر الى مطالبة مجلس الأمن بالنظر في جريمة اغتيال النائب والصحافي الشهيد جبران تويني والجرائم الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، مؤكداً المطالبة بتشكيل محكمة دولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقال السنيورة في كلمة وجهها من السرايا الحكومية امس: "لن نرضخ. المجرمون ماضون في قتلنا واحداً بعد الآخر ونحن لن نرضخ مهما كان الثمن. لقد أصابت يد الاجرام الحاقدة رائداً من روادنا وعلماً من أعلامنا، انه الشهيد المناضل النائب والصحافي الكبير جبران غسان تويني الذي انضم الى قافلة شهداء الاستقلال الثاني الى جانب رفاقه الشهداء الاحرار في مواجهة محاولة قهر اللبنانيين المستمرة كل يوم". وأضاف: "بالأمس كان موعد القتلة مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما حاولوا اغتيال الوزير والصديق مروان حمادة، واليوم تربصوا بالشهيد النائب والمناضل والصحافي جبران تويني بعدما نالوا من سمير قصير وجورج حاوي وحاولوا اغتيال الوزير الياس المر والصحافية مي شدياق". وتابع: "إن ارادة الحياة لم تهزم يوماً ولن تهزم في لبنان ونحن نقول للقتلة لا وألف لا، حتى ولو بقي فينا حي واحد، فنحن قررنا ألا نتراجع عن مسيرة الحرية والاستقلال والوحدة والسيادة". وقال متوجهاً الى اللبنانيين: "إن الغضب والألم يتملكني كما يسيطر عليكم، لكن مع اتساع هذا الجرح الكبير الذي يستمر في النزف ليس أمامنا إلا مواجهة المجرمين الحاقدين حتى الوصول الى هزيمتهم. كان جبران تويني منذ البدء الصوت المدوي من أجل الحرية، لكنهم أرادوا اسكاته علهم يرهبون اللبنانيين، لكن صوت جبران تويني وقسمه في ساحة الشهداء باق وسيتردد اليوم وغداً، كما تردد حين أطلقه في ساحة الحرية ونحن معه اليوم نردد: "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين الى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم، عشتم وعاش لبنان". إن هذه الجريمة الحاقدة تأتي مع تقديم القاضي ديتليف ميليس تقريره وما يمكن أن ينطوي عليه من مؤشرات ودلالات في ظل ما تردد منذ أيام من تصريحات وتهديدات ورسائل مضمونها واضح وجلي". وتابع: "أيها اللبنانيون، سنتعامل مع هذه الجريمة كما ينبغي. أمام كل هذه المعطيات التي حملتها هذه الجريمة قمت اليوم بالخطوات التالية: لقد اجتمعت الى الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين المعنيين وطلبت منهم مضاعفة الجهود والاجراءات التي من شأنها إعادة الطمأنينة الى النفوس من خلال العمل على اكتشاف المجرمين والاقتصاص منهم وملاحقة كل مشبوه. ثانياً: باشرت سلسلة مشاورات مع رؤساء الطوائف الروحية اللبنانية المسيحية والاسلامية والمسؤولين والقوى السياسية لوضعهم في صورة المخاطر الناجمة عن هذه الجريمة وما تطرحه من احتمالات وضرورة التصدي لها. ثالثاً: اجتمعت واتصلت بجميع الوزراء للوقوف على ابعاد ما يخطط للبنان في ظل هذا التطور الخطير وما يجب اتخاذه من مواقف. رابعاً: التقيت بجميع السفراء العرب وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ومندوب الامين العام للامم المتحدة في لبنان واتصلت بالأمين العام لجامعة الدول العربية وطلبت اليهم جميعاً ان ينقلوا الى حكوماتهم حقيقة ما جرى ويجري في لبنان والمخاطر التي تتهدده، وناشدت الحكومات العربية والصديقة دعم الموقف اللبناني في الحفاظ على أمنه وسلامة ابنائه واستقلاله ومساعدته في كشف الحقيقة". وقال: "إنني اتوجه الى الصديق العزيز غسان تويني وعائلة الفقيد وأسرة "النهار" ومجلس النواب ونقابتي الصحافة والمحررين وجميع اللبنانيين بالتعزية الحارة مجددين العهد والوفاء لدم الشهداء بأن دمهم لن يذهب هدراً، بل سيكون المدماك الرئيسي لخلاص لبنان".