رشحت معلومات في الخرطوم عن قُرب التوصل الى اتفاق بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور حول قسمة الثروة، مما أدى الى إرجاء عودة نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الى بلاده، فيما اتفقت الخرطوم وأسمرا على ترتيب استضافة مفاوضات لحل قضية الشرق في العاصمة الاريترية. وأفاد بعض المصادر ان وتيرة المفاوضات في أبوجا بين الحكومة السودانية وحركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"تسارعت بعدما أجرى خافيير سولانا، مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، اتصالاً هاتفياً بنائب الرئيس السوداني الذي تردد انه ربما يرجئ عودته الى الخرطوم يومين على أمل تحقيق اختراق في المفاوضات. لكن مصدراً قريباً من المفاوضات أشار إلى تشدد مني أركو مناوي، رئيس"حركة تحرير السودان"، الذي ما زال مصراً على مطالبة الحركة ب90 في المئة من قسمة الثروة في اقليم دارفور وإعطاء"المؤتمر الوطني"الحزب الحاكم النسبة المتبقية. لكن مستشار الرئيس السوداني مجذوب الخليفة لم يستبعد توقيع اتفاق على قسمة الثروة خلال يومين. على صعيد آخر، اختتم أمس الوفد الاريتري محادثاته في السودان بقطع مرحلة كبيرة نحو تسوية الملفات العالقة والاتفاق على تولي أسمرا ملف مفاوضات شرق السودان. وكشف مسؤول التنظيم في"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة"الحاكمة في اريتريا عبدالله جابر محمود ل"الحياة"ان الزيارة كانت في إطار اتفاق مسبق مع النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت، وأوضح ان المحادثات انحصرت في أربع نقاط هي مفاوضات الشرق وتولي أسمرا المفاوضات، والدور الاريتري في تسوية الأزمة في دارفور، ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، وقضية الحدود المشتركة. الى ذلك، أعرب جابر عن أسفه لهجوم جبهة الشرق ومتمردي دارفور على مناطق في ولاية كسلا في وقت متزامن مع زيارة الوفد الاريتري الى الخرطوم، في خطوة فُسّرت بأنها هدفت الى إفساد الزيارة. وأشار الى أن أسمرا ستلتقي بقيادات"جبهة الشرق"للاستفسار عن الهجمات ومدى استعدادها للمفاوضات. وزار الوفد الاريتري مدينة جوبا والتقى بسلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب.