خيّمت قضية دارفور على محادثات الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه سلفا كير ميارديت مع الرئيس الاريتري أسياس أفورقي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على هامش الاحتفال بتوقيع اتفاق أسمرا بين الخرطوم ومتمردي الشرق مساء أول من أمس. وأفيد أن اريتريا التي توسطت في مفاوضات شرق السودان، طُلب منها رسمياً رعاية مفاوضات مع جماعات متمردة في دارفور ترفض اتفاق أبوجا للسلام في غرب البلاد، في وقت تعهدت الخرطوم تنفيذ اتفاق الشرق"بنداً بنداً". وأفادت مصادر مطلعة ان الرئيسين البشير وأفورقي اللذين أجريا محادثات في قاعة المؤتمرات الرئاسية في أسمرا، عرضا سبل تحسين العلاقات بين البلدين التي سادها توتر في السنوات الماضية، وآفاق السلام في شرق السودان، وأكدا عزمهما على حل المشكلات سلماً وتحسين العلاقات. وقالت المصادر ذاتها ان اللقاء الذي حضره نائب الرئيس السوداني، تناول الأوضاع في دارفور والدور الممكن ان تلعبه اريتريا في الدفع بعملية السلام قُدماً. وعُلم ان الخرطوم أبلغت أسمرا خطياً رغبتها في أن ترعى مفاوضات مع رافضي أبوجا لاكمال اتفاق السلام في غرب البلاد. ومعلوم ان الخرطوم ترفض إعادة صوغ اتفاق السلام من جديد، كما يطالب بذلك بعض معارضي دارفور. ونص الاتفاق النهائي للسلام في شرق السودان الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه، على الوحدة والسلام والاستقرار في شرق البلاد، ومنح جبهة الشرق منصبي مساعد لرئيس الجمهورية ومستشار له، إضافة إلى تمثيل في الحكومة المركزية بوزير دولة ومستشار في العاصمة و8 أعضاء في البرلمان. كذلك نص على منح متمردي الشرق منصبي نائب ولاية في القضارف وكسلا ومنصب وزير في ولاية البحر الأحمر و10 مقاعد في برلمانات ولايات الشرق الثلاث، ورئاسة إحدى اللجان التشريعية في الولايات الثلاث. وعلى المستوى المحلي، نص الاتفاق على تعيين ثلاثة معتمدين في كل ولاية. واتفق الطرفان على الوقف النهائي للنار خلال 72 ساعة وإطلاق الأسرى ورفع حال الطوارئ خلال أسابيع. وفي السياق ذاته، قال الدكتور مصطفى عثمان، رئيس الوفد الحكومي المفاوض، إن الاتفاق ارتكز على مبادئ عدم المساس بوحدة البلاد وسيادتها وأمنها، واشاد بمواقف"جبهة الشرق"التي اعلنت رفضها التدخلات الأجنبية في البلاد وجاهزيتها لوقف المفاوضات ومساعدة الحكومة في مواجهة أي اعتداء خارجي. وأكد ان اتفاق الشرق جاء نتيجة حوار سوداني - سوداني وطني خالص لتلبية طموحات مواطني الشرق في التنيمة والخدمات والاستقرار. وشدد لدى مخاطبته احتفالاً جماهيرياً لاستقبال الوفد المفاوض لدى عودته من أسمرا في مطار الخرطوم، أمس، التزام حكومة الوحدة الوطنية بتنفيذ اتفاق سلام الشرق بنداً بنداً، وقال إنه تضمن كافة التفاصيل من دون غموض أو لبس. وأعلن قيام وفد التفاوض بزيارات ميدانية لولايات الشرق وتعريف مسؤولي المؤسسات التشريعية والتنفيذية بالاتفاق وبنوده. وعبّر الدكتور مصطفى عثمان، مستشار رئيس الجمهورية، عن تقديره لدولة اريتريا ووسيطها للسلام في الشرق ولكل المساهمين والشركاء غير المشاركين في انجاح المفاوضات والتوصل إلى الاتفاق، معتبراً انه سينعكس خيراً واستقراراً على السودان وعلاقاته مع اريتريا.