سجلت واشنطن، بمساندة الاتحاد الافريقي، اختراقاً لافتا لحاجز الثقة بين الحكومة ومتمردي دارفور، اذ دفعت بزعيمي"حركة تحرير السودان"المتخاصمين مني اركو مناوي وعبدالواحد محمد نور الى اجتماع عقد فى الفاشر كبرى مدن الاقليم المضطرب تحت حماية القوات الحكومية. لكن الاجتماع فشل في حل خلافات الجانبين، بعد رفض مناوي اقتراحا طرحته مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية جنداي فريزر يقضي بدخول جولة المفاوضات المقبلة مع الحكومة بوفدين، وذلك في وقت علق وسطاء الاتحاد الافريقي جولة المحادثات المقررة اليوم الى اجل غير مسمى. واعلنت الخرطوم ان موافقتها وحمايتها لاجتماع مناوي وعبد الواحد جاء"دعماً للمبادرة الاميركية الهادفة لترميم جسد الحركة وإبداءً لحسن النيات تجاه الجولة المقبلة من المفاوضات سعياً منها لان تكون نهائية وحاسمة". ووصل مناوي الى الفاشر بصحبة ثلاثين من اعوانه على متن مروحيتين تابعتين للاتحاد الافريقي وانتقل مباشرة الى مقر الاجتماع وسط المدينة، فيما عمد عبدالواحد الذي سبقه في الوصول على متن مروحية اخرى الى مصافحة عدد كبير من العاملين في المطار. واشارت المصادر الى ان القوات الحكومية تولت حماية موكب الرجلين من المطار الى مقر الاجتماعات، ذهابا وايابا. وذكرت ان الاجتماع الذي لم يحضره اي مسؤول حكومي تم بمبادرة من الاتحاد الافريقي وموافقة الحكومة من دون تحفظ باعتباره"يسهم في ترميم جسد الحركة بما يسهم في الوصول بجولة أبوجا المقبلة الى النهاية المرجوة". وتكتم الاتحاد الافريقي على نتائج اللقاء الذي استمر حوالي خمس ساعات، لكن الناطق باسم"حركة تحرير السودان"محجوب حسين اكد ان الولاياتالمتحدة اقترحت على الجانبين ان تذهب الحركة الى مفاوضات ابوجا بوفدين يحملان رؤية وأجندة واحدة. وقال ان اركو مناوي رفض الاقتراح، ووصفه بانه تجاوز للمؤسسية ولا يشكل قاسماً مشتركاً. ومن جانبه اوضح مستشار الرئيس السوداني رئيس وفد الحكومة الى المحادثات مع المتمردين الدكتور مجذوب الخليفة، اجتماع اللجنة العليا لمعالجة ازمة دارفور برئاسة الرئيس عمر البشير ونائبه الاول سلفا كير ميارديت امس، ان حكومته تلقت إخطارا من وسطاء الاتحاد الافريقي بإرجاء بدء مفاوضات ابوجا التى كان من المقرر ان تعاود اليوم الى اجل غير مسمى، مؤكدا ان الحكومة مستعدة للجولة التى سيشارك فيها ممثلون عن"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي صارت جزءاً من الحكومة، ومشيرا الى ان الخرطوم ستستند إلى اتفاق الجنوب في اقتسام السلطة والثروة في دارفور.