تشهد العاصمة الاريترية اليوم توقيع الاتفاق النهائي لسلام شرق السودان بين حكومة الخرطوم و"جبهة الشرق". ويُتوقع أن يُجري الرئيس أساياس أفورقي على هامش حفلة التوقيع محادثات مع نظيره السوداني عمر البشير ونائبه الأول سلفا كير ميارديت والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في ظل تكهنات بمنح أسمرا التي استضافت مفاوضات السلام في شرق السودان، دوراً في ملف إكمال عملية السلام المتعثرة في دارفور. وشددت مصادر مطلعة على أهمية المحادثات التي ستجرى اليوم بين أفورقي والبشير والتي ستكون الأولى من نوعها منذ سنوات في العاصمة الاريترية. وتوقعت ان يتناول اللقاء قضايا فتح الحدود المغلقة منذ عام 2002 من الجانب السوداني، والأوضاع في إقليم دارفور غرب السودان حيث يُمكن أن تتسلم أسمرا ملف الاتصال ب"جبهة الخلاص"وحركات أخرى متمردة في دارفور رافضة لاتفاق أبوجا للسلام الذي وقعته في أيار مايو الماضي حكومة الخرطوم وجناح في"حركة تحرير السودان"بقيادة مني أركو مناوي الذي صار الآن مساعداً لرئيس الجمهورية. وترتبط أسمرا بعلاقات جيدة مع متمردي دارفور، وسبق أن اتهمها الرئيس البشير بدعمهم لوجستياً. إلا أن أسمرا رفضت الاتهامات ولمحت الى إمكان مساعدتها في حل الأزمة سلماً لا سيما أن وجهات نظر البشير وأفورقي شبه متطابقة في شأن رفض إرسال قوات دولية إلى دارفور. ويتوقع أيضاً أن يُجري أفورقي محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأكد مسؤول في الجامعة ان موسى سيصل اليوم الى أسمرا للمشاركة في مراسم توقيع اتفاق سلام شرق السودان. ورجّحت مصادر أن يعقد موسى لقاءات مع كل من البشير وأفورقي للبحث في مسار القضية السودانية وخطط الوفاق والمصالحة الوطنية وما اُنجز منها حتى الآن. ومن المنتظر أن يشارك وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وعدد من المسؤولين المصريين في مراسم توقيع اتفاق أسمرا. وقُدمت دعوات الى قادة الأحزاب السودانية ومسؤولين في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للمشاركة في حفلة التوقيع. في غضون ذلك، تصاعدت الخلافات بين قيادات الحكومة في ولاية القضارف الشرقية احتجاجاً على اتفاق السلام في أسمرا. وأفيد ان رئيس المجلس التشريعي في الولاية قدّم استقالته إلا انه سحبها بعد اتصالات مكثقة معه. وجاءت الاستقالة احتجاجاً على الاتفاق الذي منح المتمردين مناصب مهمة في الولايات الثلاث في شرق البلاد، الأمر الذي يُعد خصماً على حساب"المؤتمر الوطني"الحاكم. على صعيد آخر، تجري ترتيبات مكثقة لعقد قمة افريقية مصغرة في الخرطوم تضم رؤساء السودان ونيجيريا والغابون والسنغال خلال أيام لمناقشة مبادرة حول دارفور. وتأتي القمة في وقت عادت الأوضاع بين السودان وتشاد الى التوتر بعد تأكيد الجيش السوداني ضلوع نجامينا مباشرة في القتال مع المتمردين وتحذيره من رد حاسم. وتنفي تشاد تقديم دعم إلى متمردي دارفور.