أكدت البرامج السياسية للأحزاب الاسرائيلية الثلاثة الكبرى"كديما"و"العمل"و"ليكود"انها تجتمع حول ما يوحدها في أبرز القضايا أكثر مما تختلف وأن الفوارق تكاد تكون شكلية وتلاعباً لفظياً في أحيان كثيرة. ووفقاً لبرنامج"كديما"وخطابي زعيمي"العمل"و"ليكود"عمير بيرتس وبنيامين نتانياهو، في"مؤتمر هرتسليا"اول من امس، فإن الأحزاب الثلاثة تلتقي في عدد من القضايا: - لا للعودة الى حدود العام 1967. - لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. - لا للانسحاب من القدس العربية المحتلةالقدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى الأبد. - نعم لاتمام بناء الجدار الفاصل في أراضي الضفة الغربيةوالقدس وإبقاء الكتل الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدس تحت السيطرة الاسرائيلية. وأعلن نتانياهو في محاولة منه لبث الانطباع بأن"ليكود"، يمثل وسط اليمين لا اليمين المتطرف، ان الحدود الآمنة لاسرائيل يجب ان تشمل"غور الأردن والجولان وصحراء يهودا باعتبارها حزام الأمن الشرقي لاسرائيل ومنطقة القدس الكبرى والكتل الاستيطانية في محيطها وفي الضفة الغربية والطرق المطلة على مطار تل ابيب غرب رام الله"، مضيفاً ان حكومة برئاسته لن تعود الى البلدات الفلسطينية المأهولة بالسكان، واصفاً هذا الموقف ب"تنازل اسرائيلي يستوجب تنازلات من الطرف الثاني". ويتفق حزبا"كديما"و"العمل"مع"ليكود"في معظم ما قاله نتانياهو وان اختلفوا حول مسار الجدار الفاصل. اذ يؤيد"كديما"و"العمل"المسار الحالي فيما يدعو نتانياهو الى دفعه الى الشرق، الى قلب الضفة الغربية ليشمل أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية لاسرائيل، لكن في كل الأحوال يتفق الأقطاب الثلاثة على ان يتوغل مسار الجدار في أراضي الضفة الغربية. من جهته"جنح"عمير بيرتس الى الوسط وفنّد ما أشيع عن استعداد حزبه تسليم السلطة الفلسطينية أحياء عربية في محيط القدسالمحتلة وقال امام اللجنة المركزية لحزبه:"سنسعى الى التوصل الى تسوية دائمة مع الفلسطينيين تستند الى مبدأ دولتين لشعبين لن نعود في اطارها الى حدود العام 1967 ولن نقبل بحق العودة وسنحافظ على القدس موحدة قوية ذات طابع يهودي". وثمة جدل حول التسوية التي تحاول اسرائيل فرضها، فبينما يلوح زعيم"كديما"ايهود اولمرت بخطوات احادية الجانب بداعي احتمال غياب شريك فلسطيني، يرى بيرتس وجوب استئناف المفاوضات والتوصل الى حل خلال عام و"الا اتخذنا خطوات احادية". اما نتانياهو فيعتبر الخطوات الاحادية خطأ لأنها لا تأتي بأي مقابل فلسطيني، مكرراً:"مبدأ التبادلية"الذي نتبناه والقائل:"يعطوننا فيأخذون... لا يعطوننا، لا يأخذون".