ذكرت صحيفة"هآرتس"العبرية أمس أن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بات يرى في فوز"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني حافزاً لقرار اسرائيلي يجب أن يُتخذ في غضون عام بتنفيذ انسحاب أحادي الجانب من مستوطنات مبعثرة في قلب الضفة الغربية على غرار الانسحاب من قطاع غزة. وأضافت ان موفاز يتوقع أن تتضح الصورة السياسية في السلطة الفلسطينية حتى نهاية العام الحالي وأنه اذا ما اتضح حتى ذلك الوقت أنه لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات فينبغي على اسرائيل أن ترسم حدودا جديدة قابلة للدفاع أمام الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة الى أن طرح موفاز يشكل عملياً تحديثاً لطرح حزبه"كديما"على رغم أن زعيم الحزب القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت لم يعلنه بصريح العبارة في"مؤتمر هرتسليا"الأسبوع الماضي واكتفى بالقول، قبل أن تظهر نتائج الانتخابات الفلسطينية إن اسرائيل تفضل التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين"لكن في حال لم يلتزم شركاؤنا للمفاوضات بتعهداتهم الواردة في خريطة الطريق الدولية، فإننا سنضمن المحافظة على تنفيذ المصلحة الاسرائيلية بكل طريقة". من جهته يقدّر موفاز، طبقاً للصحيفة، أن السلطة الفلسطينية بقيادة"حماس"لن تتيح العودة الى مسار"خريطة الطريق"ما يتطلب من اسرائيل خلق خيار جديد يناسبها يؤسس الى"اتفاق قومي"واسع في أوساط الاسرائيليين على"ضمان دولة يهودية وديموقراطية ذات غالبية يهودية صلبة وعلى بلورة خريطة استيطانية مريحة لاسرائيل تقوم على بقاء القدس موحدة وتقوية الكتل الاستيطانية في محيطها وفي الضفة الغربية والاحتفاظ بغور الأردن مقابل إخلاء مستوطنات نائية في أعماق الضفة الغربية لمصلحة الميزان الديموغرافي". ويرى موفاز أن مثل هذا الواقع ? اي فرض حل اسرائيلي ?"مريح للدولة الفلسطينية وسيحظى بدعم دولي ويشكل في المستقبل قاعدة أفضل لأي استئناف للمفاوضات مع الفلسطينيين عندما يرغبون بذلك". ولفتت الصحيفة الى أن موفاز يتبع الحذر من تسمية مشروعه"خطة ثانية لفك الارتباط"وأنه يفضل وصفها ب"خطوة تحظى بإجماع قومي". وزادت أن موفاز الذي عارض قرار اولمرت تجميد الأموال المستحقة للفلسطينيين يعتقد بوجوب أن تتبع اسرائيل سياسة"خطوة تلو الأخرى"معتبراً الأشهر المقبلة مرحلة انتقالية في السلطة الفلسطينية ستشهد تحديد معالم العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين. ويعوّل موفاز و"كديما"على دعم لهذا المشروع من حزب"العمل"الذي يتبنى موقفا مماثلا تقريبا إذ سبق لزعيمه عمير بيرتس أن أعلن، قبل فوز"حماس"في الانتخابات، أن الحزب يؤيد تنفيذ خطوات أحادية الجانب في حال لم تثمر الاتصالات مع الفلسطينيين خلال عام واحد اتفاقاً. ومع إعلان فوز الحركة الاسلامية رأى بيرتس أن من شأن هذا الفوز أن يعجّل الخطوات الأحادية التي ينبغي على اسرائيل اتخاذها بعد أن توقع جموداً في العملية السياسية مع الفلسطينيين لعامين أو أكثر. لكن القطب البارز في"العمل"نائب وزير الدفاع السابق افرايم سنيه قال أمس إن المطلوب من اسرائيل الآن هو استكمال بناء الجدار وعدم تنفيذ انسحابات أخرى لأن الانسحاب من قطاع غزة ساهم، برأيه في فوز"حماس"التي اعتبرته انجازاً لسياستها.