يحتضن ملعب بورسعيد في الخامسة والربع بالتوقيت المحلي مساء اليوم مباراة نيجيرياوغانا في افتتاح لقاءات المجموعة الرابعة في كأس الأمم الأفريقية ال25 لكرة القدم، وتعقبها مباراة السنغال ضد زيمبابوي في الثامنة مساء في المجموعة الحديدية نفسها. ومباراة نسور نيجيريا ونجوم غانا تمثل دائماً أحد لقاءات القمة في القارة السمراء، ولن يجد الطرفان الموقف سهلاً في مجموعتهما بسبب وجود السنغال إحدى الدول المرشحة للمنافسة على اللقب. المنتخب النيجيري يفتقد اليوم جهود قائده ونجمه المخضرم جاي جاي أوكوتشا بسبب إصابة ألمت بركبته اليمنى، ولم يتدرب أوكوتشا مع النسور في اليومين الماضيين، ويجري له طبيب المنتخب عبدالقادر موازو اختباراً صباح اليوم لتقدير حجم الشفاء، ولكن المشاركة تبدو بعيدة جداً، وكان النيجيريون ضحية سلسلة من الاصابات لنجوم المنتخب قبل النهائيات مباشرة، وتعرض المحترفان في انكلترا نوانكو كانو مع ناديه وست بروميتش لإصابة في الرأس والمدافع جوزيف يوبو في الكتف، والاثنان تجاوزا مرحلة الخطر ويمكن لهما اللحاق بالمباريات خلال البطولة. ويعتمد المدرب الوطني اوستين اغوافون على هدافه الأبرز المحترف في انترميلان الإيطالي أوبافيمي مارتينير بعد تألقه اللافت في المباريات الأخيرة مع المنتخب. وأحرز بمفرده خمسة أهداف في مرمى الجزائروزيمبابوي في الختام الحزين لتصفيات كأس العالم الذي خرج خلاله النسور على يدي انغولا، ولا بديل عن النجم الذي يحبه المصريون جون اوتاكا الهداف السابق لناديي الإسماعيلي والمقاولون العرب والمحترف حالياً في رين الفرنسي، ورفض الهداف المحترف في إنكلترا يعقوب ايغبيني المشاركة في البطولة احتجاجاً على عدم ضمان مكان ثابت له في المنتخب. والنقص في نيجيريا يبدو أقل تأثيراً منه في منتخب غانا، ويفتقد النجوم السود لاعبهم ونجمهم الأول مايكل إيسيين المحترف في تشلسي الإنكليزي، وهو أغلى لاعب في تاريخ قارة أفريقيا بانتقاله الصيف الماضي من ليون الفرنسي نظير 38 مليون يورو، ويغيب ايسييني عن الوسط بعد اصابته الثقيلة في مباراة تشلسي ضد مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي ويفتقد المدرب الكرواتي راتومير دويكوفيتش أيضاً جهود هدافه الشاب المحترف في أودينيزي الإيطالي سولي علي مونتاري بعد إصابته في كاحله مع ناديه، وهو اللاعب الذي يصفه الخبراء في أوروبا بالخليط بين ذكاء ولمسات البرازيلي كاكا وحيوية وشراسة الهولندي ادغار ديفيدز، وهو الأمر الذي يدفع الكرواتي إلى الاعتماد على مهاجمين يلعبون في قارتي أفريقيا وآسيا، وعلى رأسهم غودوين اترام نجم الشباب السعودي وجوتكس فريمبونغ الهداف الأول لدوري أبطال افريقيا ونادي أنيمبا النيجيري، والشاب الصغير والوجه الجديد برنس تاغو هداف نادي هارتس أوف أوك والدوري الغاني. وأبرز لاعبي غانا وكابتن المنتخب ستيفان ابياه محترف في فنربخشة التركي والمدافع الصلب صمويل كوفور في روما الإيطالي. ولن يجد أسود السنغال نظرياً صعوبة في تخطي زيمبابوي، والسنغاليون يعتمدون على تشكيلة هائلة من المحترفين بينهم 15 في أندية فرنسا و6 في إنكلترا، وأبرزهم الحاج ضيوف وهنري كامارا وبابا ديوب وتوني سيلفا ولامين ديانا وعمر داف، وكلهم كانوا نجوماً قبل 4 أعوام في كأس العالم 2002، ولكن خروج السنغال من تصفيات كأس العالم على يدي منتخب توغو المتواضع يقلق مضاجع المدير الفني الوطني عبدالله سار قبل مواجهة زيمبابوي. تصريحات من البطولة تبادل المدربون التصريحات عقب مباريات أول من امس التي اسفرت عن فوز ساحل العاج على المغرب بهدف نظيف من ركلة جزاء لديديه دروغبا في المجموعة الأولى، وفوز الكاميرون على انغولا 3 - 1 وكل أهداف الكاميرون لنجم المباراة والبطولة صمويل ايتو في مقابل هدف من ركلة جزاء للأنغولي فلافيو. وحقق منتخب الكونغو الديموقراطية فوزاً كبيراً ومستحقاً على توغو بهدفين نظيفين لمباي ولوا لوا في المجموعة الثانية. المدير الفني الفرنسي لساحل العاج هنري ميشيل كان سعيداً مرتين، للنقاط الثلاث وتخطى عقبة صعبة في المجموعة، ولتحقيق الفوز على منتخبه السابق المغرب، وقال عقب المباراة:"لا شك أن الفوز كان جيداً واللاعبون بذلوا جهداً ضخماً لتخطي إحدى أصعب العقبات في البطولة، وجاهدنا كثيراً أمام إصرار المغاربة في الشوط الثاني، ولعبنا بقدر هائل من الاحترافية ما يعكس حجم وكفاءة اللاعبين، وهذا أمر مهم جداً في الدورات الكبيرة، ولكن الأمر المحزن والمثير للقلق هو الحال السيئة لملعب القاهرة الدولي، وهو لا يصلح لمباريات كرة القدم الكبيرة، والأرض بالغة الصلابة إضافة إلى عدم الاستواء في أماكن كثيرة ما يهدد بالاصابات، وهو ما حدث بالفعل للنجمين الكبيرين دروغبا وبون افتيركالوم ولم يكملا المباراة". ومن جانبه قال المدير الفني الوطني لمنتخب المغرب محمد فاخر:"بكل أسف لم نحقق التعادل في مباراة كانت من جانب واحد لمصلحتنا في الشوط الثاني، وأهدرنا أكثر من فرصة محققة ولا سيما للثنائي يوسف حاجي ومروان شاماخ، ولكن البطولة لم تنته، وأمامنا مباراتان قويتان ضد مصر وليبيا، والأمل كبير في تخطي الدور الأول". وتحدث كابتن المغرب المخضرم نور الدين نايبت وقال:"الحقيقة أن النتيجة لا تعبر عن سير اللعب، وكنا الفريق الأحسن والأكثر فرصاً، ولكن العبرة باقتناص الفرص وترجمتها، وسجل العاجيون هدفاً ولم نسجل من ألعاب عدة مؤكدة، ونقص الخبرة عند اللاعبين الشبان في منتخب المغرب وراء عدم التسجيل". وعقب مباراة الكاميرونوانغولا تسلم صمويل ايتو جائزة أحسن لاعب في المباراة وتحدث إلى الصحافيين وقال:"البداية ممتازة على رغم أن المنتخب الأنغولي عنيد جداً، وقدم مستوى جيداً في الشوط الأول واتسم أداؤهم بالحماسة، وأعتقد أن اللقاء الأول كشف لأنصار الكاميرون حرصنا على تعويض خروجنا من كأس العالم، والدور الرئيس الذي لعبه زملائي في تمريراتهم وتحركاتهم أعطاني الفرصة لهز الشباك". وأكد ايتو أن صعود أسود الكاميرون إلى الدور ربع النهائي بات مضموناً، ولكن المواجهات الصعبة تنتظر الجميع في الأدوار التالية. وأشار المدير الفني لأنغولا غونسالفيز أن مواجهة الكاميرون أقوى المنتخبات في البطولة كان صعباً جداً،"وقدم الفريق عرضاً جيداً أمام منتخب متكامل، والهزيمة لا تعني نهاية المطاف، والمباراتان المقبلتان حاسمتان لإحراز المركز الثاني والصعود إلى ربع النهائي وهو أمر مهم جداً". وكشف المدير الفني الفرنسي للكونغو الديموقراطية كلود لوروا عن سعادته الفائقة بالفوز في المباراة الأولى بعد عرض ممتع وقوي نال إعجاب واستحسان الجميع، ووصف لوروا لاعبيه بالمقاتلين ولا سيما بعد الجدل الصعب الذي دار صباح المباراة، واجتمع لاعبو الفريق في غرفته في الفندق للتأكيد على عدم خوضهم اللقاء ضد توغو إذا لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية المقررة من الاتحاد، وكشف اللاعبون عن جديتهم الكاملة في تنفيذ التهديد، وأشار لوروا إلى اضطراره للاتصال هاتفياً برئيس الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا ووعد الأخير بحل المشكلة ومنح اللاعبين مستحقاتهم. وأكد لوروا أن الانتشار الجيد للاعبين ونجاح لومينا لوا لوا في قيادة زملائه بوعي واحترافية أسفر عن فوز مستحق في توقيت مهم. على هامش البطولة التفت الجماهير المصرية القليلة التي حضرت مباراة المغرب وساحل العاج حول لاعبي مصر الذين شهدوا المباراة في مدرج الدرجة الأولى في ملعب القاهرة الدولي، واضطر المدير الإداري للفراعنة المهندس سمير عدلي الى الاستعانة برجال الأمن لحماية لاعبيه وتوفير التركيز لهم. ثارت إشاعات كثيرة في معسكر المنتخب الليبي عن وجود اتجاه قوي لإقالة المدرب الكرواتي ايليا لونكا روفيتش بعد مباراة ليبيا الثانية في البطولة ضد ساحل العاج إذا لقي المنتخب هزيمة ثقيلة مماثلة لمباراة مصر، وألقى الكثيرون الاتهامات على إيليا في اشراك الحارس الأوروغوياني لويس ليخاندرو الذي تسبب في هدفين اضافة إلى خلافه الدائم مع النجم والكابتن طارق التايب. وافق المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة على استثناء نجمه الأول المحترف في توتنهام الإنكليزي أحمد حسام ميدو مرتين من قواعد المعسكر الصارمة، وأعطاه الفرصة أولاً للاجتماع مع إحدى شبكات التلفزيون الفرنسية لتوقيع عقد لقيام ميدو بتحليل مباريات كأس العالم 2006 للمشاهدين المتحدثين باللغة العربية، وسمح له مرة أخرى بمغادرة المعسكر للذهاب إلى والده المريض في المستشفى. قررت اللجنة المنظمة للبطولة تخفيض اسعار التذاكر بنسبة 50 في المئة في كل الملاعب والمباريات - عدا مباريات مصر - بعد المنظر السيئ لمدرجات الملاعب الخالية من الجماهير في معظم مباريات البطولة. اجتاحت هجمة من الانفلونزا معسكر المنتخب المغربي واصابت خمسة من اللاعبين بارتفاع في درجة الحرارة وكان أمين الرباطي الضحية الكبرى. ازدادت الترشيحات لمصلحة مصر بين الصحافيين الأجانب الموجودين في القاهرة، وأجرت"الحياة"استطلاعاً للرأي بين 36 صحافياً من انكلترا وفرنسا وقطر وليبيا والمغرب وتونس ونيجيرياوزيمبابويوساحل العاجوالسنغال وجنوب افريقيا ومصر، واحتل منتخب الكاميرون المركز الأول في الترشيحات لإحراز اللقب، وشاركته منتخبات مصر وساحل العاج وتونس للوصول إلى الدور نصف النهائي. أكد إيمانويل اديبايور بأنه خرج من تشكيلة توغو لأسباب تتعلق بالمدير الفني، وأنه لن يكمل البطولة في ظل الاضطهاد الذي تعرض له من المدير الفني من دون أي داع، وأنه لم يترك ناديه الإنكليزي الجديد ارسنال وحضر إلى مصر للجلوس احتياطياً. من جهته، رد المدير الفني لمنتخب توغو ستيفن كيشي على اديبايور ووصفه بأنه كاذب ومخادع، وأنه تغيب عن معظم التدريبات قبل البطولة لانشغاله بتوقيع العقد الجديد مع ارسنال، وعلى رغم قبول هذا الغياب في فترة حرجة إلا أنه لم يظهر تقديراً للموقف من الجهاز الفني. نجح الكاميروني صامويل ايتو في اعتلاء ترتيب صدارة الهدافين برصيد 3 أهداف، وهدف لكل من ديدييه دروغبا ساحل العاج وفلافيو امادو انغولا وأحمد حسام ميدو ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن مصر ومبوتو مابي تريزور وتريزور لومانا لوا لوا الكونغو الديموقراطية.