لم يذق المصريون طعم الفرحة أو السعادة مع منتخبهم الوطني لكرة القدم منذ ثماني سنوات كاملة. الفوز بالكأس الأفريقية في 28 شباط فبراير 1998 في بوركينا فاسو كان نهاية عهدهم مع الاحتفال بالانتصارات الدولية، وبعدها خسروا اللقب في 2000 و2002 و2004، وودعوا تصفيات كأس العالم 2002 و2006 وحصلوا على صفر في سباق الترشيح لاستضافة كأس العالم 2010. والليلة هي قمة الحلم... ولا وسط بين الأفراح والأتراح. منتخبا مصر وساحل العاج يلتقيان في السادسة مساء في ملعب القاهرة الدولي في المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية ال25 لكرة القدم. الفراعنة - لقب منتخب مصر - يسعون لرقم قياسي غير مسبوق، وهو الفوز بالكأس للمرة الخامسة في التاريخ، وهم أحرزوا البطولة أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 والأفيال - لقب منتخب ساحل العاج - يبحثون عن فوزهم الثاني بعد إحرازهم للكأس عام 1992. سبق للمنتخبين أن تواجها في الدور الأول ضمن المجموعة الأولى، وفازت مصر 3 - 1 واحرز لها عماد متعب هدفين ومحمد أبو تريكة، وسجل أرونا كونيه لساحل العاج. ولكن المدير الفني الفرنسي للأفيال هنري ميشيل أراح عدداً من لاعبيه الأساسيين في تلك المباراة بعد ضمان تأهله إلى ربع النهائي، ولم يشترك فيها ديديه دروغبا وكولو توريه وارتور بوكا وديديه زوكورا، وهم اللاعبون الأكثر أهمية في التشكيلة الأساسية للمنتخب. الفراعنة تحت ظلال الآثار السلبية لضجيج أزمة المهاجم المحترف احمد حسام مع المدير الفني حسن شحاتة يدخل منتخب مصر المباراة الحاسمة، ولا تزال المحاولات مستمرة لرفع عقوبة الإيقاف عن احمد حسام للسماح له بالمشاركة في المباراة بعد أن قرر اتحاد اللعبة المحلي إيقافه لستة شهور. تأهل الفراعنة للنهائي بعد فوزهم بصدارة مجموعتهم على حساب ساحل العاج 3-1 والمغرب صفر- صفر وليبيا 3- صفر وفي ربع النهائي على الكونغو الديموقراطية 4-1 وفي نصف النهائي على السنغال 2-1، ويتصدر احمد حسن قائمة الهدافين للمنتخب وله 4 أهداف، اثنان من ركلتي جزاء وثالث من متابعة لركلة جزاء ورابع من ركلة حرة مباشرة - ويليه عماد متعب 3 اهداف ومحمد ابو تريكة هدفان ولكل من احمد حسام وحسام حسن وعمرو زكي هدف واحد. والتشكيلة الاساسية لمنتخب مصر تعتمد على هيكل دائم من 10 لاعبين هم عصام الحضري في حراسة المرمى - ابراهيم سعيد ووائل جمعة وعبدالظاهر السقا في خط الدفاع - محمد بركات ومحمد شوقي وأحمد حسن ومحمد عبدالوهاب في خط الوسط - محمد أبو تريكة وعماد متعب في الهجوم، وينضم إليهما في الهجوم عمرو زكي أو المخضرم حسام حسن بعد إيقاف أحمد حسام. وأبرز البدلاء هم طارق السيد في يسار الوسط وحسن مصطفى في الارتكاز الدفاعي للوسط، ولم يستخدم شحاتة حتى الآن سوى 17 لاعباً، وبقي السداسي عبدالواحد السيد ومحمد عبدالمنصف والمعتز اينو وسمير صبري وأحمد عبدالملك وأحمد السيد ينتظرون الفرصة لنيل شرف المشاركة. الأفيال ووسط أكبر قدر من الروح المعنوية المرتفعة يدخل منتخب ساحل العاج المباراة، وهو تخطى المغرب في الدور الأول والكاميرون في ربع النهائي ونيجيريا في نصف النهائي، عابراً ثلاث عقبات بالغة الصعوبة، وتكتمل الفرحة الطاغية والمستحقة إذا خطف اللقب من المصريين في عقر دارهم، وهو مشوار لم يعبره أي منتخب حصل على اللقب في تاريخ المسابقة. الأفيال يعيشون أفضل أيامهم بعد تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم وعلى حساب الكاميرون ومصر أيضاً، ولم يبق لهم إلا إضافة الكأس القارية للتأكيد على أنهم الأفضل في أفريقيا بكل المقاييس. ولكن منتخب ساحل العاج لم يقدم العروض الجيدة في النهائيات، وخطف الفوز من المغرب بهدف من ركلة جزاء مشبوهة لدروغبا على رغم التفوق الميداني لأسود الأطلسي، وفازوا بصعوبة هائلة على ليبيا 2 - 1 بعد أن رد القائم هدفاً مؤكداً لليبي جهاد المنتصر، وخسروا من مصر 1 - 3 واحتلوا المركز الثاني في المجموعة، وانتظروا إلى ركلات الترجيح ليفوزوا على الكاميرون 21-11 بعد تعادلهم في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، واتجهت أصابع الاتهام إلى التحكيم باحتساب هدف من تسلل لمصلحة دروغبا ليحقق الأفيال الفوز على نيجيريا. الهجوم العاجي ليس قوياً مقارنة بالمصريين، ولم يسجل الأفيال أكثر من 6 أهداف ومنها 3 أهداف لدروغبا وهدف لكل من يايا توريه وارونا كونيه وباكاري كونيه، واستقبلت شباك المنتخب 5 أهداف. والتشكيلة الأساسية للأفيال تضم هيكلاً دائماً من 8 لاعبين هم الحارس جون جاك تيزيه - ايمانويل ايبويه وكولو توريه وارتور بوكا في الدفاع - ديديه زوكورا وايمرسي فاي ويايا توريه في الوسط- وديديه دروغبا في الهجوم، ويتبادل كاسي كواسي وعبدالله ميتيه مركز قلب الدفاع بجوار كولو توريه، ويلعب في الجانب الأيسر للوسط روماريتش اوكانغا اكالي، وفي الهجوم بجوار دروغبا أحد النجمين ارونا كونيه أو بون افنتير كالو. ويفتقد الأفيال لجهود جناحهم الهداف الخطير ارونا ديندان الذي أصيب في مباراة ودية قبل البطولة، وتعرض لحادثة أليمة بوفاة ابنته الرضيعة قبل أيام من انطلاق الدورة، وعندما عاد إلى معسكر المنتخب في مصر تفاقمت إصابته ولم يشارك في أي مباراة. الدعمي اختارت اللجنة العليا للحكام في الاتحاد الأفريقي التونسي مراد الدعمي لإدارة المباراة النهائية، ويعاونه الجزائري ابراهيم جزار والرواندي سيلستين نيتا بونغيرا، والحكم الرابع ايدي ماليه من سيشيل. وهي المرة الثانية التي يدير فيها الدعمي نهائي الأمم الأفريقية بعد قيادته لمباراة الكاميرونونيجيريا في لاغوس العام 2000، وتعادلا 2-2 قبل أن تحسمه الكاميرون بركلات الترجيح. والدعمي هو الحكم الأكثر خبرة وعمراً في القائمة الدولية للفيفا، وشارك في إدارة نهائيات كأس العالم 2002، وأدار مباراتين في الدور الأول للكونغو الديموقرطية ضد توغو 2 - صفر والمغرب ضد ليبيا صفر - صفر. والدعمي هو ثاني حكم تونسي ينال شرف إدارة نهائي الأمم الأفريقية مرتين بعد مواطنه علي بن ناصر الذي أدار النهائي عامي 1984 و1986. على هامش البطولة تبارت محطات التلفزيون المصرية مساء أول من أمس على استضافة اللاعب المحترف في توتنهام الانكليزي احمد حسام لشرح وجهة نظره في التصرف الخاطئ الذي بدر منه ضد مدربه حسن شحاتة عند تغييره أمام السنغال، ووضح جلياً المحاولات الزائدة لتلك المحطات للضغط على اتحاد الكرة والجهاز الفني لرفع العقوبة عن احمد حسام. اختارت لجنة الحكام العليا بالاتحاد الافريقي بعد نهاية الدور نصف النهائي للبطولة الحكم المصري عصام عبد الفتاح للفوز بجائزة أحسن حكم في النهائيات، وهو لم يتمكن من المشاركة في إدارة أي مباراة في الأدوار من ربع النهائي نظراً الى وجود منتخب مصر في المنافسة، واكتفى عبد الفتاح بإدارة مباراتين فقط في الدور الاول ونال خلالهما العلامة الكاملة لنيجيريا ضد غانا وزامبيا ضد جنوب افريقيا. تعلن اللجنة الفنية للاتحاد الافريقي اليوم قائمة أحسن 11 لاعباً في نهائيات البطولة، ويبدو مؤكداً فوز المدافع المصري وائل جمعة والمهاجم الكاميروني صمويل ايتو بموقعين في التشكيلة النموذجية، وتختار اللجنة 11 لاعباً أساسياً و7 لاعبين احتياطيين. أكد النجم العاجي ارونا كونيه انه كان واثقاً من صعود منتخب مصر الى المباراة النهائية للبطولة بعد فوزها على ساحل العاج في ختام الدور الأول، واشار الى أن المصريين لديهم نوع من تقارب الخطوط يصعب مهمة كل المنتخبات في مواجهتهم. أصيب أكثر من مئة صحافي بالاحباط عند ذهابهم الى ملعب القاهرة الدولي مساء أول من أمس لحضور مران منتخب مصر، وانتظروا لأكثر من ساعة قبل أن يبلغهم المسؤولون عن الملعب باعتذار المصريين عن المران بسبب سوء الاحوال الجوية. تفاقمت الى الذروة أزمة بيع التذاكر للمباراة النهائية في السوق السوداء بعد أن نجح العشرات من الأقوياء"البلطجية"في احتلال الصفوف الاولى عند منافذ البيع أمام عشرات الألوف من الجماهير المحتشدة من الصباح الباكر، واشترى"البلطجية"أكثر من 4 آلاف تذكرة من أصل 5 آلاف تم طرحها أول من أمس ومارسوا عمليات البيع بخمسة أضعاف السعر بعد دقائق من فتح المنافذ، ودخل المئات معارك حامية بالركل والأيدي ما أدى لسقوط عشرات المصابين. رفض احمد حسن تماماً التعليق للصحافة ووسائل الإعلام المختلفة حول واقعة المدرب حسن شحاتة مع اللاعب أحمد حسام أو التعليق على قرار ايقافه، واكتفى بالرد على الجميع بجملة واحدة"لدينا مباراة ضد ساحل العاج في النهائي، والجميع يحتاج للتركيز".ويتنافس احمد حسن مع زملائه عصام الحضري ووائل جمعة ومحمد ابو تريكة على لقب أحسن لاعب مصري في النهائيات.