يعتري القلق جماهير وخبراء كرة القدم في أفريقيا بعد أن شهدت المرحلة الأولى من نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في مصر سقوطاً لثلاثة منتخبات متأهلة إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا، وهو الأمر الذي يهدد بنتائج أسوأ للأفارقة أمام المنتخبات الأوروبية والأميركية الأكثر قوة في نهائيات المونديال. ويرتبط عدد المقاعد التي تحتلها قارة أفريقيا في نهائيات كأس العالم بالأداء والنتائج التي تحققها منتخباتها، ولدى أفريقيا حالياً خمسة مقاعد، وتأتي في المركز الثاني مباشرة بعد قارة أوروبا، وقبل خمسة أشهر من انطلاق المونديال تضاءلت تماماً طموحات الأفارقة في زيادة مقاعدهم في كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا للمرة الأولى في القارة السمراء عام 2010، ولقي منتخب أنغولا هزيمة ثقيلة من الكاميرون 1-3 وسقط منتخب توغو بغرابة وسهولة أمام الكونغو الديموقراطية صفر-2، وأخيراً خسرت غانا أول من أمس أمام نيجيريا صفر-1 بعد تفوق ساحق للفائز. ولم يفلت من هذا الانهيار سوى تونس بفوزها على زامبيا 4-1 وساحل العاج بفوزها القوي على المغرب 1-صفر. الكاميرون - توغو تقام اليوم مباراتا المرحلة الثانية في المجموعة الثانية للكاميرون ضد توغو في الثامنة مساء على ملعب الكلية الحربية، وتسبقها أنغولا ضد الكونغو الديموقراطية. ويعود المهاجم الأول في منتخب توغو إيمانويل أديبايور إلى صفوف الفريق بعد غيابه عن المباراة السابقة ضد الكونغو بعد تسوية مشكلته مع مدربه النيجيري ستيفين كيشي، واتهم أديبايور مدربه بمحاولة تشويه صورته لأنه رفض قيام كيشي بدور وكيل أعماله في صفقة انتقاله من موناكو الفرنسي إلى أرسنال الإنكليزي، ورد كيشي على اللاعب واتهمه بعدم الالتزام والتفرغ لمصالحه الخاصة وعدم الانتظام في التدريب وكثرة الكلام والصراخ. ونجح المسؤولون في البعثة في إنهاء حال الخصام بين النجمين ويبدأ أديبايور مباراة الليلة ضد الكاميرون، ويسعى كيشي لرد اعتباره أمام المنتخب الذي أضاع منه اللقب الأفريقي ثلاث مرات بينها اثنان كلاعب عامي 84 و1988 ومرة كمدرب عام 2000 وكلها مع منتخب نيجيريا. ويعتمد التوغوليون على تشكيلة من المغمورين قارياً وعالمياً، ولكن حماستهم ولياقتهم كانتا سبباً في تأهلهم إلى المونديال على حساب السنغال، والمهاجم محمد كوبادجا هو الأفضل مع أديبايور، وخسارتهم المباراة الأولى ضد الكونغو الديموقراطية تضعهم وظهورهم للحائط، وأي خسارة جديدة ستضيع آمالهم في عبور الدور الأول. ولن تعطي عودة أديبايور له أضواء كثيرة لأن وجود نجم وهداف الكاميرون والبطولة صامويل إيتو كفيل باتجاه غالبية الأضواء إليه. وأحرز إيتو كل أهداف الأسود في لقائهم الأول أمام أنغولا بطرق متنوعة، الأول من ركلة حرة والثاني بضربة رأسية والثالث من تسديدة من خارج منطقة الجزاء. وإيتو ليس السلاح الوحيد الذي يدعم موقف الكاميرون، وصفوفهم عامرة بالنجوم المحترفين في أقوى أندية أوروبا، ولا يشعر أحد بغياب الظهيرين الكبيرين بييروومي ولاورين المحترفين في إنترميلان الإيطالي وأرسنال الإنكليزي، ويشكل الثنائي جيريمي من تشلسي الإنكليزي ودوالا مبيلا من سبورتنغ لشبونة البرتغالي أقوى جبهة يمنى لأي منتخب في البطولة، ويمنح المدرب أرتو غورغ لإيتو حرية كاملة في الملعب وفقاً لانضباط خططي كامل من بقية زملائه. ولن تقل مباراة أنغولاوالكونغو الديموقراطية في القوة لأن خسارة الأول في لقائه الأول لا تسمح له بهزيمة أخرى، وفوز الكونغوليين على توغو زاد من طموحاتهم لعبور الدور الأول وتعويض فشلهم الذريع في الدورة الماضية التي خسروا فيها كل المباريات، ويقول المدير الفني الفرنسي للمنتخب الكونغولي كلود لوروا - وهو قاد الكاميرون للقبها الأفريقي الأول قبل 22 عاماً - إن مباراة أنغولا هي الأخيرة عملياً لفريقه في الدور الأول لأن اللقاء المقبل ضد الأسود ليس مضمون العواقب، والفوز على أنغولا هو الخيار الوحيد للتأهل. ووجود المهاجم لوا لوا وسط زملائه يمنحهم قدراً من الثقة والتفاؤل وقدم لوا لوا في مباراة توغو أجمل عرض لأي لاعب في الدور الأول على رغم عدم اهتمام الصحافة به. والأنغوليون لم يقنعوا أحداً أمام الكاميرون، وانكشف خط دفاعهم إلى حد كبير. تصريحات من البطولة صرح المدير الفني النيجيري لمنتخب بلاده أوستين أغوافون عقب الفوز على غانا بأن فريقه استحق النقاط الثلاث عن جدارة، وأنه قدم أقوى العروض بين كل المباريات أمام منتخب قوي وعنيد، والفوز على غانا يمثل خطوة رئيسة في عبور المجموعة الصعبة، وأشاد أغوافون بويلسون أودوما ويوسف سبيلا وأودو مينغي والظهير تاي تايو صاحب الهدف، وتمكنوا من تعويض الغياب الاضطراري للنجوم الكبار، سواء للإصابة أو عدم الانضمام إلى القائمة، وأكد أغوافون أن مستويات نيجيريا سترتفع من مباراة إلى أخرى في البطولة. وعلى الجانب الآخر تحدث المدير الفني الكرواتي راتومير دويكوفيتش لمنتخب غانا وقال:"كنا قادرين على الفوز أو التعادل على الأقل، ولا يمكن تصديق العدد الكبير من الفرص التي ضاعت من اللاعبين أمام مرمى نيجيريا، ولو سجل ماتيو أمواه من إحدى تلك الفرص لحققنا الفوز بجدارة، وعموماً لا يزال لدينا الأمل في الفوز في مباراتنا المقبلة على السنغال". وعقب المباراة الثانية في المجموعة نفسها أظهر المدير الفني الوطني لمنتخب السنغال عبدالله سار استياءه الشديد من الحكم ومساعديه في مباراة زيمبابوي، وأكد أن طاقم التحكيم حرم فريقه تحقيق أكبر فوز في البطولة بفارق واسع من الأهداف، و"لا يوجد أي مبرر لإلغاء الهدف الصحيح الذي سجله هنري كمارا في الشوط الأول، والعجيب أنني سألت الحكم ومساعده عن سبب الإلغاء، وقال الأول إن كمارا كان متسللاً بدليل أنه أشار إلى ركلة حرة غير مباشرة ضد السنغال، وقال المساعد إن كمارا استقبل الكرة بيده وانفرد بعد تلك المخالفة". ولم يخف سار قلقه على حال الاسترخاء التي أدى بها لاعبوه المباراة، لكنه أكد أن تشكيلة كاملة من اللاعبين المحترفين أصحاب الخبرات الكبيرة تعرف متى تبذل الجهد وفيراً ومتى تدخره. واكتفى تشارلز ملاوري أصغر مدير فني في البطولة بالتصريح بأن منتخب زيمبابوي يدخل البطولة بجيل كامل من الشباب، وأنهم قدموا مباراة طيبة وكان يمكنهم التعادل لو أحرز موارواري الفرصة السهلة في الشوط الثاني ووصفها بأنها أسهل فرصة في كرة القدم. أعرب مدرب المنتخب السنغالي عبدو اللاي سار، عن سعادته بفوز منتخب بلاده على زيمبابوي 2- صفر في ختام الجولة. وقال سار:"انه فوز ثمين جداً، وبالأحرى معنوي، قبل المواجهتين القويتين ضد نيجيرياوغانا"، مضيفاً:"كنا مرغمين على تحقيق الفوز بغض النظر عن الأداء، وأعتقد اننا حققنا الاثنين معاً، فكنا الافضل طوال المباراة وسجلنا هدفين وحصدنا النقاط الثلاث". في المقابل، أعرب مدرب زيمبابوي تشارلز ميلوري عن استيائه من الخسارة، وقال:"كنا نعقد آمالاً كبيرة على هذه المباراة لكننا لم نوفق، مهمتنا ستزداد صعوبة، لكن ما زالت حظوظنا قائمة، وسنلعب من اجلها، وسنحاول التعويض في المباراتين المتبقيتين". على هامش البطولة انزلت اللجنة المنظمة للبطولة غرامة مالية قدرها 5 آلاف دولار على المنتخبين المصري والليبي بسبب السلوك المؤسف، الذي بدر من جماهيرهما في المباراة الافتتاحية، ودان مراقبو المباراة جماهير المنتخبين بتبادل الهتافات العدائية والتشويش بشكل غير مقبول اثناء عزف النشيد الوطني للطرف الاخر. فرضت الشرطة حصاداً امنياً شديداً على الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب الليبي جوار مطار القاهرة، ومنعت دخول اي شخص لا يحمل البطاقة الخاصة بالبطولة او من النزلاء، وجاء الحصار بعد المشكلات والمشاحنات الكثيرة التي ثارت بين لاعبي ومدربي منتخب ليبيا وبين الجماهير التي حضرت الى الفندق باعداد كبيرة. رفض المسؤولون في المنتخب الكاميروني، التعليق على الاخبار التي ترددت حول تعاقد المدير الفني البرتغالي للمنتخب ارتور غورغ مع نادي النصر السعودي، واكدوا ان عقد ارتور ممتد مع الكاميرون لمدة 8 أشهر اخرى. حرص نجم وهداف الكاميرون صمويل ايتو على القيام بجولة سياحية في القاهرة اول من امس، ووصفها بانها الاولى من نوعها في اكبر مدن افريقيا، على رغم أنه زار المدينة اكثر من مرة، وامضى ايتو ساعتين كاملتين في المتحف المصري بصحبة ثلاثة من اصدقائه والملحق الثقافي لسفارة الكاميرون، واكد ايتو أنه سيقوم غداً بزيارة الاهرامات مع جميع افراد المنتخب. انتهت اثار الجدل الحامي، الذي حدث بين مهاجم المنتخب التونسي زياد الجزيري والمدير الفني الفرنسي للمنتخب روجيه لومير، بعد قيام الثاني بتغيير اللاعب بزميله جوهر المناري في منتصف الشوط الثاني من مباراة زامبيا، وكان الجزيري غاضباً للغاية بعد نهاية المباراة، وصرخ في وجه لومير خلال الذهاب الى غرفة الملابس، انه لم يكن سيئاً ولم يقدما لديه كاملاً، وحرص رئيس البعثة رئيس الاتحاد التونسي حمودة بن عمار على جميع الطرفين واحتواء الأزمة سريعاً، واكد لومير للاعب ان لديه 23 لاعباً على القدر نفسه من الكفاءة والتقدير، واشتراك اي لاعب اساسياً او احتياطياً لا يقلل من شأن الاخر، وأن البطولة طويلة وتحتاج كل الجهود وتحتاج ايضاً الحفاظ على اللاعبين. رد الظهير العاجي المحترف في ارسنال الانكليزي كولو توريه على مدربه الفرنسي هنري ميشيل حول ارضية ملعب القاهرة الدولي بأنها ليست سيئة الى الحد الذي اشار اليه ميشيل، وقال توريه انها اكثر صلابة من الملاعب الاوروبية، ولكنها افضل الف مرة من معظم الملاعب الافريقية. يعقد الاتحاد العربي للصحافة الرياضية اليوم في قاعة المؤتمرات بالمركز الصحافي لبطولة الامم الافريقية ال 25 لكرة القدم، التي تستضيفها مصر حتى العاشر من شباطفبراير المقبل، ندوة حول"العرب وبطولات افريقيا". وتعقد الندوة بمناسبة احتكار الكرة العربية بطولات افريقيا على مستوى المنتخبات والأندية، بعد فوز الاهلي المصري بمسابقة دوري ابطال أفريقيا، والجيش الملكي المغربي بكأس الاتحاد الأفريقي، والمنتخب التونسي ببطولة امم افريقيا. وتناقش الندوة وضع الكرة العربية على الخريطة الأفريقية، وكيفية الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في العامين الأخيرين، وكذلك مشاركة الاعضاء العرب في الاتحاد الافريقي في صناعة القرار داخل الاتحاد الافريقي. كما تستعرض الندوة المشاركة العربية في بطولات افريقيا منذ انطلاقتها وحتى الآن، بمناسبة خمسينية تأسيس الاتحاد وانطلاق البطولة.