بليون دولار تركل الكرة وتركض وراءها على العشب الأخضر في مدن القاهرةوالإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية على مدار 22 يوماً، و6 بلايين مشاهد تتجه عيونهم خلال هذه الفترة إلى شاشات التلفزيون لمتابعة نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، بمشاركة 16 منتخباً، اعتباراً من اليوم حتى العاشر من شباط فبراير المقبل على الملاعب المصرية. الرباعي الأشهر في البطولة الكاميروني صمويل إيتو هداف برشلونة والدوري الإسباني، والعاجي ديديه دروغبا مهاجم تشلسي الإنكليزي، والنيجيري أوبافيمي مارتينيز هداف انترميلان الإيطالي والمصري أحمد حسام ميدو نجم توتنهام هوتسبيرز الإنكليزي. ويصل مجموع أسعار هؤلاء حالياً إلى أكثر من 150 مليون دولار. ولا يرتبط غالبية نجوم المنتخبات المشاركة في البطولة بقارة أفريقيا، أو بالدول التابعين لها، إلا من خلال جوازات السفر، إذ أن 60 في المئة من المقيدين في قوائم النهائيات يلعبون كمحترفين خارج القارة، وبينهم أكثر من 30 لاعباً ولدوا في أوروبا، حتى أن لاعباً من منتخب نيجيريا لم تطأ قدماه أرض بلاده إلا لخوض أول مباراة دولية له. ولا يضع خبراء اللعبة من الأفارقة والأوروبيين المنتخب المصري صاحب الملعب والجمهور بين المرشحين لإحراز اللقب، وهو ليس الأقوى عملياً بدليل عدم تأهله إلى نهائيات كأس العالم في أربع دورات متتالية. ولا يملك أنصار"الفراعنة"إلا الدعاء إلى الله ليقف الحظ إلى جوارهم ويساندهم في مواجهة منتخبات أقوى عملياً وأوفر بالمشاهير والأكفاء من النجوم المحترفين. ويفتتح المنتخب المصري البطولة مساء اليوم على ملعب القاهرة الدولي أمام الرئيس حسني مبارك وأكثر من 70 ألف متفرج. وسيكون منتخب ليبيا المنافس الأول للفراعنة. ومن المتوقع أن يزيد عدد الليبيين الحريصين على مشاهدة المباراة في المدرجات على 10 آلاف مشاهد، بعدما اكتظت الطرق الصحراوية المؤدية من الحدود الليبية عبر مدن السلوم ومرسى مطروح والعلمين والاسكندرية بمئات السيارات القادمة عن طريق البر. ويضع المصريون آمالهم لتكرار فوزهم الذي حققوه على ليبيا 4-1 قبل تسعة أشهر في مباراتهم في تصفيات كأس العالم، في حين يرى الليبيون أنهم قادرون على تحقيق الفوز على مصر في القاهرة كما فعلوا في طرابلس العام 2004 وكذلك في الإسكندرية العام 2001. وتلعب المغرب وساحل العاج مع مصر وليبيا في المجموعة الأولى، والكاميرون مع الكونغو الديموقراطية وأنغولا وتوغو في الثانية في القاهرة، وتونس وجنوب أفريقيا، وغينيا وزامبيا في الثالثة في الإسكندرية، ونيجيريا والسنغال وغانا وزيمبابوي في الرابعة بين بورسعيد والإسماعيلية. ويدخل المصريون امتحاناً أصعب على صعيد التنظيم والأمن واستقبال الضيوف والبث التلفزيوني وتعويض نفقاتهم الباهظة، وعلى رغم تجاوز الموازنة المقررة لإعادة الحياة إلى الملاعب القديمة والمترهلة أكثر من 250 مليون جنيه إلا أن الإيرادات العامة لن تتجاوز مطلقاً حاجز 150 مليوناً، وهو مبلغ يقل عن المصروفات الأخرى للجنة المنظمة بين إقامة وتنقلات المنتخبات والحكام والحفلات والمباريات والمركز الإعلامي وشراء الأجهزة الحديثة لتطوير عمليات بث المباريات.