كل التدابير الأمنية والتنظيمية اتخذت في وسط بيروت وتحديداً في ساحة الحرية استعداداً لاحياء الذكرى الاولى لاستشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري اليوم، والتي يتوقع ان تشهد مشاركة الآلاف من اللبنانيين في تجمع حول ضريح الرئيس الشهيد، من مختلف المناطق، وفاء للشهيد وتأكيداً للمطالبة بالحقيقة والتمسك بالوحدة الوطنية. والطرق الى وسط بيروت مفتوحة منذ الصباح الباكر أمام الجموع الراجلة وممنوعة على السيارات، وحتى تلك التي تصل قلب العاصمة بقريطم حيث يقع منزل الرئيس الحريري، ممنوع وقوف السيارات فيها. وفي حين يشمل التوقف عن العمل كل المؤسسات الرسمية، دعا القطاع الخاص الى توقف مماثل فيما تولت نقابات الموظفين والعمال الدعوات الى المشاركة في التجمع اعتباراً من العاشرة صباحاً. وترافقت عملية التنظيم مع رسائل لسياسيين ومسؤولين روحيين موجهة الى اللبنانيين في الذكرى. فأكد رئيس الجمهورية اميل لحود"ان لبنان رئيساً وحكومة وشعباً لا يزال مصمماً حتى النهاية على معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما وتقديم المخططين والمرتكبين والمتواطئين الى العدالة أياً كانوا". واعتبر"ان ليس أمام اللبنانيين الا بذل المزيد من الجهود في سبيل وحدتهم والتعالي عن جميع الصغائر السياسية الآنية لمواجهة المخطط الآثم الذي كان وراء استشهاد الرئيس ? الرمز". وقال لحود:"ان هذه السنة الحزينة في تاريخ لبنان، لم تنطو كغيرها من السنين"، مستذكراً"البصمات العميقة التي خلفها الرئيس الشهيد في تاريخ وطن أحبه حتى الاستشهاد وسعى في كل لحظة من حياته الى نفض آثار الحرب عن وجهه واعادة اعماره بأرقى المشاريع واكثرها تطوراً وحيوية وجمع كل ابنائه تحت مظلة الوحدة ومصلحة لبنان وحرية الارض والنفوس". ورأى ان"اغلى ما يمكن ان نعد به روح الرئيس الشهيد اليوم، هو ان جريمة اغتياله لن تكون بلا عقاب واننا سنظل حزمة واحدة لنبرهن اننا شعب يستحق وطنه، واننا دولة متجذرة في التاريخ وتعيش المستقبل ولن نرضى ان يكون حاضرها رهينة في يد الخوف والتهديد والموت والاجرام". ووجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة في الذكرى قال فيها:"نتذكر كم ملأ الرئيس الشهيد حياتنا الوطنية باعماله التي ستظل ماثلة أمام أعيننا وفي ذاكرتنا وفي أعين الاجيال المقبلة وذاكرتها، في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والعمرانية والخيرية والاجتماعية في لبنان، لا سيما بناءه مسجد خاتم الانبياء والمرسلين محمد على نفقته الخاصة، الذي يعتبر صرحاً دينياً عمرانياً اسلامياً يتألق في تلك البقعة الرئيسة في ساحة الشهداء والحرية في وسط بيروت. وسيبقى يوم الوفاء للرئيس الشهيد ورفاقه الابرار في يوم 14 شباط في كل عام في ساحة الشهداء والحرية ظرفاً زمانياً ومكانياً يعبر فيه اللبنانيون جميعاً عن انتصارهم وانتصار لبنان من اجل ابنائهم ومستقبل وطنهم واجيالهم". واستحضر رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص"حجم الفاجعة التي حلت بلبنان والتي كان لها فعل الزلزال"، معتبراً ان الرئيس الشهيد"خلّف غيابه فراغاً كبيراً في الساحة الوطنية والقومية". وأمل ان تكون المناسبة"حافزاً للبنانيين على تجاوز انعكاسات المحنة على الواقع الوطني فيعكف عقلاؤهم على رأب الصدع والتغلب على حال الانقسام التي بعثرت الصفوف والنهوض بالبلد والمجتمع مجدداً". واعتبر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي"ان الوفاء للرئيس الشهيد يستدعي من اللبنانيين جميعاً العمل على ترجمة المبادئ التي حملها الى واقع وانجاز وأولها من دون شك تعزيز الوحدة الوطنية والمضي في استكمال مسيرة بناء الدولة القوية والقادرة وورشة بناء لبنان والتمسك بعروبته وعلاقاته المميزة مع اشقائه". ووجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان رسالة الى اللبنانيين تحدث فيها عن مآثر الرئيس الشهيد ووصف استشهاده بأنه"خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي والاسلامي وزلزال كبير لا نزال نعيش تداعياته". ودعا الى"التمسك بنهجه في حفظ لبنان وتغليب لغة العقل والحوار". واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع ان للتجمّع اليوم طابع ابلاغ الجميع في الداخل والخارج ان المسيرة مستمرة بتصميم اكبر وبدفع أهم ولن يعيقها شيء حتى الوصول الى خواتمها السعيدة". وتمنى على المسيحيين جميعاً ان يشاركوا بكل قواهم"لانهم منذ البداية طرحوا هذه المسيرة وهم الذين ناضلوا منذ 30 سنة للوصول الى وطن ودولة حقيقية ومن الاجدى ان يكونوا في صلب هذه المسيرة من اجل ان يحققوا الاهداف". والى جانب دعوة"القوات"الى المشاركة، وجهت دعوات مماثلة من: الحزب التقدمي الاشتراكي ومن وزير الصناعة بيار الجميل الى الكتائبيين ومن حركة اليسار الديموقراطي. واكتفى"تكتل التغيير والأصلاح النيابي"بالدعوة الى"تثمير الذكرى في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية الحقيقية والكاملة". كتلة الوفاء للمقاومة الى ذلك، زار وفد من"كتلة الوفاء للمقاومة النيابية"نواب"حزب الله" ضم محمد رعد وأمين شري وحسن حب الله ومحمد حيدر النائب بهية الحريري"لمواساتها"كما قال رعد، و"مواساة زملائنا واحبائنا في تيار المستقبل وتأكيد اصرارنا على النهوض بلبنان وفق الثوابت الوطنية والقومية التي شارك في ارساء دعائمها الرئيس الشهيد". وقال رعد رداً على دعوة النائب سعد الحريري الى الحوار الشجاع:"اننا شركاء وملتزمون بهذه الدعوة الى الحوار الشجاع".