عثر غطاسو الجيش اللبناني أمس على جزء من الصندوق الأسود الثاني للطائرة الأثيوبية المنكوبة، وانتشلوا المزيد من أشلاء جثث الضحايا ال90 الذين قضوا في هذه الكارثة، من البحر قبالة شاطئ الناعمة، فضلاً عن بعض الحطام سواء في عمق البحر أم على الشاطئ، فيما أعلن الجيش أن الجزء المتعلق بذاكرة مسجل محادثات قمرة القيادة في الصندوق الأسود الذي عثر عليه مفصول عنه وأن قوى الجيش ستتابع البحث عنه. وأعلن عن التعرف الى عدد من الضحايا أمس من بينهم زوجة السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون، مارلا من خلال خاتم في إصبعها كتب إليه اسم «دوني» وتاريخ الزواج، وجثة رجل الأعمال طارق بركات، فيما تتواصل فحوص الحمض النووي لجثث وأشلاء تم انتشالها أمس قبل الظهر وعصراً، لتحديد هوية أصحابها. وواكب استمرار اهتمام كبار المسؤولين بمتابعة أعمال الغوص والتحقيق في شأن الطائرة المنكوبة، اجتماعات عدة فترأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعاً للجنة الوزارية – العسكرية – القضائية – الفنية لعرض نتائج عمليات البحث والتحقيق. وأعلن وزير الإعلام طارق متري استمرار العمل لانتشال أجزاء الأجسام البشرية نافياً تحديد مهلة زمنية للتوقف عن البحث. واعتبر متري أن كل ما يقال عن المعلومات الأولية التي تم استخراجها من الصندوق الأسود (الأول الذي جرى انتشاله وأرسل الى فرنسا) غير دقيق... «وليس كلما حصلت الجهات الفنية على جزء من المعلومات تصدر نظرية عما جرى». وكرر وزير النقل غازي العريضي أن «تحليل معلومات الصندوق الأسود، سيأخذ وقتاً فلا يتسرعن أحد في إطلاق التحليلات...». وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن الشركة الأثيوبية المالكة للطائرة المنكوبة أنها لا تستبعد أي فرضية وراء سقوط الطائرة بما فيها العمل التخريبي، الى حين ظهور نتائج التحقيق ودعت الى عدم استباق هذه النتائج لأن التحقيق، لا يزال في بدايته ومن المبكر استخلاص أسباب الحادث. وظهر تململ في أوساط ذوي الضحايا من التعاطي الإعلامي مع اكتشاف الجثث أو الأشلاء لأن بعض المعلومات يصل الى وسائل الإعلام قبل إبلاغهم بها... فيما أصدر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بياناً أمس اعتبر فيه ضحايا الطائرة المنكوبة «شهداء للوطن سائلاً لذويهم الصبر والسلوان»، في ظل الحديث عن صعوبات في العثور على المزيد من الجثث، وعن ضرورة التهيؤ لاحتمال عدم العثور على عدد من الضحايا اللبنانيين بحيث تتولى الجهات الدينية والرسمية التواصل مع ذويهم لإبلاغهم بذلك لاحقاً. وعلى الصعيد السياسي حصل تطور بارز في التحضيرات لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الأحد المقبل في 14 شباط (فبراير). اذ أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إثر اجتماعه مع الحريري بعد ظهر أمس أنه سينزل «مع الرئيس سعد الحريري للمشاركة في هذه الذكرى» مستغرباً السؤال عن ذلك معتبراً أنه يؤكد «بديهيات». وقال جنبلاط إنه لن يلقي كلمة وإنه متفق مع الحريري على ذلك «لكن سننزل سوية وسأقوم بالواجب وفي النهاية فإن رفيق الحريري لكل اللبنانيين»، وأوضح أنه «ليس هناك شيء في اليومين المقبلين» في ما يخص زيارته لسورية وعندما ترى القيادة السورية أن من المناسب زيارة دمشق لن يكون عندي اعتراض». ورَجحت مصادر جنبلاط أن يكون هناك وفد من قيادة الحزب الاشتراكي في الاحتفال بالذكرى. أما على صعيد مناصري الحزب والحزبيين فمتروك لهم الأمر ليشاركوا من تلقاء أنفسهم أو لا. وفي وقت وصفت مصادر الحريري اجتماعه مع جنبلاط بأنه جيد جداً، قالت مصادر جنبلاط أن الحريري يتمتع بصفاء ووطنية في نظرته الى الأمور. واكد الحريري، في كلمة له ألقاها ليلاً في حفلة عشاء أقامه اتحاد العائلات البيروتية في إطار التحضيرات للتجمع الشعبي الذي دعت إليه قوى 14 آذار في ساحة الشهداء الأحد المقبل، أن «ذكرى استشهاد رفيق الحريري ذكرى وطنية بامتياز وأنتم كنتم وستبقون مع سائر اللبنانيين الأوفياء في الخطوط المتقدمة لإحياء هذه الذكرى. وما أنجزناه على طريق الحقيقة والعدالة يستحق أن نواصل النضال في سبيله وأن نقدم للعالم مشهداً وطنياً لبنانياً يجدد الثقة بالمحكمة الدولية وبالمسار الذي اختارته أكثرية اللبنانيين، للتحقيق العادل والمسؤول في كل جرائم الاغتيال». وقال الحريري: «إن موعدكم في ساحة الحرية في 14 شباط هو موعد مع سعد رفيق الحريري الذي سيكون معكم ليقول لكم ولكل العالم أن لا تسوية على المحكمة الدولية ولا تسوية على دماء رفيق الحريري ودماء الشهداء ولا تسوية على الحقيقة والعدالة والحق». وتناول الحريري التهديدات الإسرائيلية للبنان معتبراً أننا «في مواجهة نفسية وسياسية مع إسرائيل تفرض علينا أعلى درجات الحكمة والابتعاد عن سياسات النفخ في الهواء. والوحدة الوطنية أقوى سلاح بين أيدينا والتفريط بها لأي سبب كان هو تفريط بسلامة لبنان واستقراره» مشيراً الى أن «إسرائيل تراهن على انقسام اللبنانيين». وشدد على أن «لا مكان في بيروت للفرز الطائفي والمذهبي ولا يجوز أن تسقط في لعنة الانقسامات الأهلية من جديد». وكان الحريري ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء في السرايا الحكومية بحث جدول أعمال من 56 بنداً وآخر التطورات. من جهة أخرى غادر بيروت مساء أمس عائداً الى الرياض مدير الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز بعد زيارة للبنان استمرت أياماً عدة قابَل خلالها كبار المسؤولين، فيما وصل وزير الإعلام والثقافة السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي يقام له احتفال تكريمي غداً الجمعة في فرع الهندسة في الجمعية العالمية لخريجي الجامعة الأميركية التي اختارته رجل العام 2009 لجهوده في لبنان حين كان سفيراً فيه. وتقيم النائبة بهية الحريري احتفالاً اليوم في مقر «منتدى الطائف» لتقديم درع الطائف للصداقة اللبنانية – السعودية للوزير خوجة.