حين تتحدث السيدة نازك الحريري يغلب على كلامها أمران: ذكر الله، وزوجها الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري. في كل جملة تقولها يبدو فيها ذاك الحزن الذي يوشّح صوتها في رسائلها السنوية في ذكرى إغتيال زوجها الرئيس الشهيد، وإن مرت خمس سنوات. ولكنْ، ما لا يمكن المستمعين الذين يحتشدون كل عام قرب ضريح الرئيس الشهيد في ساحة الشهداء - ساحة الحرية في وسط بيروت، أن يعرفوه هو مدى شوق السيدة نازك الى بيروت التي عشقها زوجها في حياته وحضته بعد استشهاده وكم هو "مؤلم" البعد عنها، لكنها تعد بالعودة "قريباً جداً" لتجول في الأماكن كلها بحثاً عن خطاه فيها لكي "ألمح بصماته في كل ركن من أركان الوطن الذي اشتاق إليه كثيراً، كما اشتقنا إليه نحن". وفي حديث السيدة نازك الذي جاء مفعماً برائحة الورد الجوري الذي "يعبق في حديقة البيت في قريطم"، قدر كبير من الكلام الوطني خصوصاً أن بُعد المسافات بين لبنان ومقر اقامتها في باريس، لم يحل دون متابعتها بدقة لشؤون المحكمة الخاصة بلبنان، والوطن، والشؤون السياسية والاجتماعية فيه. ففي شأن المحكمة تعتبر أن القول بانتهائها "أضغاث أحلام"، مؤكدة أن الاهتمام الدولي بالرئيس الشهيد "لم يتراجع". وشددت على أن وأن "إحقاق الحق ومعرفة الحقيقة هدف الذي يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره". وفي الشأن الوطني تثني على أداء رئيس الحكومة سعد الحريري وترؤسه حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة "أننا في العائلة جميعاً نقف معه وندعمه ليواصل مسيرة والده الشهيد". وتعتبر أن "نجاح لبنان وتجاوزه المخاطر والتحديات نجاح للجميع". وتعرب عن تفهمها لموقف النائب وليد جنبلاط الذي استدعى منه الخروج من 14 آذار، داعية إلى "تفهم موقفه"، ومعتبرة مشاركته في ذكرى 14 شباط "وفاء منه لصديقه الرئيس الشهيد". أما في الشأن الاجتماعي والانسان فتؤكد استمرار المسيرة، معلنة "أننا نسعى إلى تفعيل عملنا الوطني والاجتماعي بما يتناسب ومقتضيات المرحلة" مواقف السيدة نازك جاءت في حوار أجرته معها "الحياة" عشية الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس ينشر غداً الأحد.