استمر امس، توافد المعزين بالوزير الشهيد بيار الجميل، الى دارة آل الجميل في بكفيا لليوم الرابع على التوالي، وسجلت خلوات سياسية مع الرئيس أمين الجميل للبحث في سبل تدارك الوضع السياسي المتأزم، خصوصاً بعد اغتيال نجله وطرح المحكمة الدولية على مجلس الوزراء الذي تعتبره المعارضة غير دستوري. وتلقى الرئيس الجميل وزوجته جويس والعائلة التعازي من: نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على رأس وفد ضم وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وشخصيات، وعقدت خلوة بين الرئيس الجميل والمفتي قبلان كانت مناسبة لبحث سبل الخروج من المأزق وضرورة ان تأخذ العدالة مجراها وارساء المحكمة الدولية. وأمل الرئيس الجميل"ان تشكل دماء بيار الجميل مدخلاً حقيقياً ونهائياً لحرية لبنان وتوحيده، وحلاً لأزمة الوطن". وقال الشيخ قبلان بعد اللقاء:"نحن أصحاب العزاء لان الوزير بيار لم يكن ابن ابيه فقط فهو ابن الوطن وأنا اعتبره حبيباً وعزيزاً وابن صديق وخسارته خسارة لكل الوطن، ووجدت عند الرئيس امين الصدر الرحب والاخلاق الواسعة وسيتحرك من اجل وحدة الوطن ووحدة اهل الوطن، فعلينا ان نتعاون جميعاً، كل الفرقاء، من اجل انقاذ الوطن وتحييد هذه الارض عن الخلافات الشخصية وعن الاوهام التي نعيشها من دون ان نعتمد على اساس، فالشيخ بيار هو خسارة كبيرة للوطن ومن هنا من بيت آل الجميل، هذا البيت الذي شارك في استقلال لبنان وبوحدة لبنان، نطالب الجميع بأن يتحركوا لرأب الصدع وجمع الكلمة والشمل لأن لبنان متآمر عليه من أعداء لبنان، وأعداء لبنان كثر لأن لبنان يشكل جسماً واحداً لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي، لذلك نرى انفسنا عندما يصاب واحد منا يركض جميع اللبنانيين ويهتمون ويشاركون". وسئل عن المواقف التي اطلقها في خطبة الجمعة والتي كانت ذات سقف عال اكثر من المعتاد، فقال:"سنعود الى طاولة التشاور والحوار لأن هذه المسيرات التي سارت والهتافات التي سمعناها ليست مبررة أبداً. كان يجب على كل الذين شيعوا الشهيد ان يتورعوا أمام عظمة الموت. اما التحديات، فلا نريد ان يكون بيت آل الجميل منطلقاً للفرقة بل نريد بيت آل الجميل وعلى رأسهم الرئيس امين الجميل بيتاً للوحدة والتآلف والتآخي، فنحن أول من أطاع وآخر من عصى". وحضر الى بكفيا معزياً وفد من بعض شخصيات"لقاء قرنة شهوان"ضم النواب: سمير فرنجية، ايلي كيروز، فريد حبيب، صولانج الجميل، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود، والنواب السابقين: نديم سالم، فارس سعيد، كميل زيادة، منصور غانم البون وغبريال المر، وإدي ابي اللمع، الياس ابو عاصي، ميشال معوض وميشال الخوري، واجتمعوا الى الرئيس امين الجميل في حضور رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني ونائب الرئيس انطوان ريشا ونديم الجميل وميشال مكتف. وشدد المجتمعون"على اعتبار جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل اغتيالاً لكل لبنان وربطه بضرورة اقرار المحكمة الدولية من اجل تحقيق العدالة والحقيقة في لبنان". وكشف سعيد بعد الخلوة انه تم التأكيد للرئيس الجميل"على تضامن الوسط السياسي المسيحي معه واعتبار كل من يسهل المحكمة الدولية والحقيقة يصب في الخانة الوطنية وكل من يعرقل مرور المحكمة لأسباب دستورية أو شكلية أو قانونية انما يبتعد عن الموقف الحقيقي لنا، بيار الجميل هو بمثابة رفيق الحريري، الحقيقة كانت مرتبطة باسم رفيق الحريري وأصبحت من بعد اغتيال بيار الجميل مرتبطة به أيضاً، وبالتالي نناشد الجميع ونطلب من الجميع مرجعيات سياسية ودينية وزمنية أن يسهموا ويساعدوا بتمرير موضوع المحكمة الدولية لأن وحدها تكشف الحقيقة وتعطي العدالة للمجتمع اللبناني". وتلقى الرئيس الجميل التعازي من وزراء سابقين وشخصيات سياسية وديبلوماسية وقضائية وتربوية واجتماعية، وحضر معزياً أيضاً وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة، النائب ميشال المر تكتل التغيير والاصلاح النيابي، النائب هنري حلو والنائب السابق صلاح حنين. وتلقى الرئيس الجميل برقيات معزية من كل من السيدة نازك الحريري عبرت فيها عن مشاركتها العائلة في احزانها ومصابها الأليم، وأكدت وقوفها الى جانبها في هذه الظروف الحزينة، ومن السفير الفرنسي برنار ايميه الذي أرسل رسالة تعزية من وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي جاء فيها:"ان عائلتكم اعطت الكثير للبنان ودفعت مرة جديدة ثمناً باهظاً لاستقلال لبنان. انحني امام ذكرى نجلك، السياسي الواعد الذي جسد طموحات شعبه في الديموقراطية والحرية، كما احيي الشجاعة والقوة التي تحليتم بها امام هذه التجربة. يمكنكم الاعتماد على تعلقي التام بقضية لبنان الحر والديموقراطي والمستقل وأتمنى إلقاء القبض على المجرمين ومحاكمتهم".