أحيا حزب «الكتائب» اللبنانية وعائلة الجميل أمس الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال النائب والوزير بيار الجميل بقداس اقيم في كنيسة مار انطونيوس في الجديدة، أكد في ختامه الرئيس السابق أمين الجميل «اننا اليوم لسنا في حاجة الى ميثاق ثان ولا الى طائف ثان ولا الى دوحة ثانية، نحن في حاجة الى حكم اول في حق الذين قتلوا شهداءنا، وبعد ذلك، لكل حادث حديث وألف مرحبا بكل مبادرة محلية عربية أو دولية». وحضر القداس الوزير جان اوغاسبيان ممثلاً الرئيس اللبناني ميشال سليمان والنائب عبد اللطيف الزين ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس السابق للحكومة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، اضافة الى حشد من الشخصيات الوزارية والنيابية والسياسية والحزبية أبرزها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وبعد الصلاة تحدث المطران بشارة الراعي الذي ترأسها ممثلاً البطريرك الماروني نصر الله صفير، عن اغتيال الجميل. وقال الراعي: «من الحيف والظلم أن تكون حقيقة اغتياله ما زالت مجهولة لدى القضاء، في هذا الزمن الرديء الذي لا يراد فيه ان يقول القضاء كلمته لكشف الجناة القتلة الذين اغتالوه ورفيقه سمير الشرتوني، واغتالوا من قبله ومن بعده شخصيات سياسية مرموقة بلغ عددها منذ بداية 2004 الى اليوم 9 شخصيات، بمعدل اثنين كل سنة، والجناة الذي اغتالوا شخصيات سياسية اخرى من 1975 الى 2005 وبلغ عددهم 16 شخصية، فيكون مجموع الذين سقطوا واغتيلوا 25 شخصية في غضون 35 سنة»، وتابع الراعي: «انه عدد فظيع ومخز، فبأي حق وأي عدل يسدل ستار العدالة على هؤلاء الضحايا وهم من خيرة شخصيات لبنان، وعلى قاتليهم، وهل من مبرر اعظم من كشف حقيقة اغتيالهم ليقف مسلسل الاغتيالات في لبنان؟ أفلا يغتال هذا الوطن الحبيب نفسه وشعبه البريء عندما تمنع العدالة من قول كلمة الحق والعدل؟ أفلا تغتال السلطة السياسية الشرعية المؤتمنة على الخير العام وخير كل مواطن عندما تشل مؤسسات الحكم مقابل عرقلة مسيرة القضاء ويترك المواطنون فريسة همومهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم؟ أفلا يغتال السلام والاستقرار في البلاد عندما تغيب العدالة؟ وإذا مورست ينقض ناكروها على السلام والاستقرار، وبهذا الانقضاض يهددون. فيا ايها القضاة تشجعوا». وفي ختام القداس، تحدث الرئيس الجميل عن ابنه الراحل، وقال: «كلما مرت السنوات يا حبيبي بيار، اقتربت اكثر فأكثر منا، لا تظن ولا تقلق لحظة ان الوقت رديف النسيان، انت معنا كل يوم»، وأضاف: «فكروا انهم بتغييبك يستطيعون القضاء على حلم جيل بأكمله وتحطيم حزب راسخ منذ 75 سنة، لكن حلمك باق في ضمير الرفاق والأصدقاء، والكتائب باقية على درب النضال والشهادة دائماً في خدمة لبنان. الحزب ينمو بعدك ويرتوي من استشهادك ومن النهضة التي اطلقت ومن الروح التي زرعت ومن الزخم الذي قدمت والمحبة التي نشرت». وأضاف الجميل مخاطباً بيار: «حزبك عاد الى كل مساحة الوطن. حقق حزبنا وحزبك وثبة جديدة واستعاد تاريخه ومؤسساته، وصوت لبنان سيصدح عالياً بالحرية والكرامة من كل لبنان ومن اجل كل لبنان، محبتك يا بيار ليست كلمة ولا عاطقة فقط، بل الوفاء لك يكون بالتمسك بما حققته لتوحيد الحزب وتفعيله وإعادته الى الساحة الوطنية قوياً ومنفتحاً على الجميع، وما حقققته في خدمة لبنان. حزبك كان وسيبقى حزباً وطنياً يؤمن به المسيحيون ويرتاح اليه المسلمون، لأنه بالنسبة الى المسيحيين هو ساعدهم، وبالنسبة للمسلمين هو اليد الميثاقية الممدودة اليهم للاتفاق واللقاء والمصالحة. انت يا حبيبي بيار برهنت في الفترة التي تسلمت فيها الشعلة انك كنت جديراً بحمل الأمانة والحفاظ على الإرث فأحبك الناس من كل الطوائف والمناطق فأصبحت املاً وطنياً». وزاد: «كان طموحك ان تجعل من رفاقك قدوة ومثالاً لكل شباب لبنان، آمنت بحزبك مدرسة في الأخلاق الوطنية والمناقبية قبل ان يكون انتماء الى عقيدة سياسية فحسب، آمنت بثورة الأرز حركة وطنية تتعدى حدود الأحزاب والطوائف. لتكن ذكراك اليوم عشية عيد الاستقلال وعداً يطلقه قادة 14 آذار وشبابها لنهضة جديدة مفعمة بالأمل والحيوية والصمود». وأكد أنه «لن يهدأ لنا بال، ولن نستكين قبل تحقيق العدالة. نريد العدالة لأننا نرفض الانتقام، نريد الحقيقة لأننا نرفض شهادات الزور، نريد المحكمة لأننا ننشد الاستقرار. خيارنا لن يكون بين العدالة والفتنة، بل بين العدالة والاستقرار، والعدالة والاستقرار صنوان لبناء الدولة وبناء لبنان. نحن نريد العدالة للعدالة وهذا حق لنا، لن نتراجع عنه مهما كانت الصعاب. نريد العدالة لقيام الدولة وحفظ المستقبل، لن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن نسمح مهما كانت الظروف بوقف مسيرة العدالة. لن نقبل اي مساومة على حساب دم شهائنا، بيار ورفاقه». وتابع الجميل: «لسنا في حاجة الى ميثاق ثان ولا الى طائف ثان ولا الى دوحة ثانية، نحن في حاجة الى حكم اول في حق الذين قتلوا شهداءنا. وبعد ذلك، لكل حادث حديث وألف مرحبا بكل مبادرة محلية عربية أو دولية. منذ البدء كنا على هذه الأرض وسنبقى مهما كانت الصعوبات والتضحيات خيارنا دولة قوية وعادلة تظللنا جميعاً، وتكون لها وحدها كلمة الفصل».